أعلن عبدالفتاح السيسي خلال كلمته التي ألقاها احتفالا بعيد تحرير سيناء الرابع والثلاثين، أنه كلف الحكومة والقوات المسلحة بالعمل على مقاومة ارتفاع الأسعار مهما كانت التقلبات التي يشهدها سعر صرف الدولار في السوق، وقال السيسي إنه يطمئن البسطاء أته لن يتركهم يعانون وهو يعلم أنهم يعانون وأضاف أنه يكلف القوات المسلحة بتوزيع عدد مليوني “كرتونة” سلع غذائية على البسطاء في كافة المحافظات.
وقد أثارت تصريحات السيسي بهذا للصدد العديد من التساؤلات حول مدى نجاعة هذه الطريقة في معالجة المشكلات الاقتصادية التي تواجهها البلاد، ولماذا يلجأ السيسي إلى حلول يراها البعض سطحية وغير مؤثرة ووقتية ولا تقضي على المشكلات من جذورها؟ كما أثار البعض تساؤلا حول كفاءة السيسي نفسه وكفاءة الحكومة حيال حل مشكلات ارتفاع الأسعار والبطالة التي يعانيها الشعب في قطاعات عريضة منه.
لا جديد
من زاويته يرى المحلل الاقتصادي عبد العزيز النجار، أن السيسي بهذا التكليف الذي يراه عظيما، لم يقدم جديدا في تصوراته الاقتصادية منذ أن استمع إليه الناس إبان ترشحه للرئاسة، فهي تصورات قاصرة ولا تتجاوز حدود السطحية التي عهدها عليه الناس، فالرجل لا يملك أي عمق في حل المشكلات.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ “رصد” حتى أثناء كلمته قال إنه قد كلف الحكومة والقوات المسلحة بالعمل على وقف زيادة الأسعار مهما كانت تقلبات سعر الدولار، وهو ما يدعو إلى الدهشة، على حد قوله. فلم يوضح كيف سيتم ذلك ولم يوضح للشعب خطة الحكومة حيال هذا الأمر.
عقم الحكومة
وفي السياق ذاته يرى الخبير الاقتصادي الدكتور سرحان سليمان، أن تصريحات السيسي من هذا النوع لا تعني إلا أن الحكومة في مأزق ولا تدري كيف تتصرف حيال المشكلات الاقتصادية، فالتضخم في زيادة والبطالة أصبحت متفشية وليس مجرد رقم يتزايد، بل وصلت لدرجة التفشي على حد قوله، كما أن الإنتاج المصري من السلع لا يزيد بالشكل الذي يجعله يبدأ في الاستغناء عن الخارج بل إننا نعتمد في 75 % من احتياجاتنا على الخارج، ويتابع في تصريحات خاصة ل “رصد” كل هذه المشكلات لا يوجد لها حل عند الحكومة، وبالتالي لجأ السيسي للتعامل مع الشعب أو المستهلك على أنهم مجموعة من “الشحاذين” يجب أن نعطيهم بعض العلب والكرتونات المليئة بالمواد الغذائية، وعما إذا كانت هذه حلولا سريعة أم لا، يرى سرحان أنها ليست حلولا سريعة بل هي تعامل خاطئ مع الأزمة ولا ترقى لمستوى الحلول. فالحلول، على حد قوله، يجب أن تشمل إستراتيجية واضحة للشعب وتوجيه اقتصادي يجعل المستهلك معتمدا على الإنتاج قبل أي شيء. وهو ما لا يحدث من الحكومة الحالية ولن يحدث لكون الحكومة أصبحت عقيمة عن أي حلول علمية على حد قوله.
ثقافة “عربية الخضار”
واتساقا مع الدكتور سرحان يرى الناشط السياسي أحمد غنيم أن تصريح السيسي في هذا الصدد ما هو إلا استكمال لثقافة “عربيات الخضار” التي صرح بها أثناء ترشحه للرئاسة والتي قال أنه من خلالها سوف يحل مشكلة البطالة، وكذلك حل “اللمبات الموفرة” التي تحدث عنها كإستراتيجية لحل أزمة الكهرباء. وتابع: السيسي يرى أن الشعب بسيط يمكن خداعه بكلمتين وهو تصور خاطئ سيجعل انتقام الشعب من هذا المستبد عاجلا أو آجلا انتقاما شديدا على حد قوله.