بعد غياب استمر عشرين عامًا، عاد الزعيم الأفغاني البارز قلب الدين حكمتيار الخميس إلى العاصمة كابول، وذلك بموجب اتفاق سلام مع الحكومة، وكان في استقباله المئات من أنصاره رافعين الأعلام الخضراء.
وكان زعيم الحزب الإسلامي قد عقد أول تجمع علني له السبت الماضي في ولاية لغمان على بعد ساعتين شرق كابول، حيث وصل الخميس في موكب من مئات السيارات تقدمتها آليات مزودة ببنادق رشاشة، وسيتوجه إلى القصر الرئاسي حيث سيستقبله الرئيس أشرف غني في أول اجتماع بين الرجلين.
وتكرس عودة حكمتيار “69 عاما” اتفاق السلام الذي تم توقيعه في سبتمبر مع الحكومة الأفغانية بمباركة المجتمع الدولي رغم اتهامات له بارتكاب جرائم.
ويشكل هذا الاتفاق بالنسبة إلى الحكومة مؤشرا على قدرتها على ضم معارض مسلح عبر التفاوض، في وقت تخوض فيه حربا طاحنة مع حركة طالبان التي أطيح بها من السلطة في العام 2001 وتقاتل منذ ذلك الحين لطرد القوات الأجنبية والإطاحة بالحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحد الأميركية.
10 معلومات عن حكمتيار
1- ولد قلب الدين حكمتيار مؤسس الحزب الإسلامي في أفغانستان عام 1947، في إحدى قرى مديرية إمام صاحب التابعة لولاية قندز، وهو العام نفسه الذي هاجرت فيه أسرته من ولاية غزنه لتحط رحالها في قندز، عاش قلب الدين حكمتيار في تلك القرية يشارك أباه في رحلات الصيد التي كان مغرما بها.
2- التحق بإحدى المدارس العسكرية ثم تحول إلى مدرسة شيرخان الثانوية ومنها التحق بكلية الهندسة في جامعة كابول عام 1969.
3- بدأ تعرفه على شباب التيار الإسلامي بالجامعة وسرعان ما أصبح عضوا ناشطا بينهم، واعتقل عام 1971 وحكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة قتل أحد الطلبة الشيوعيين في المظاهرات لكنه استطاع الفرار والهجرة إلى باكستان عام 1974 ولم يتمكن من إتمام دراسته.
4- تأثر قلب الدين حكمتيار بالجو الذي كان يعيشه التيار الإسلامي الناشئ في بداية الستينيات كرد فعل على الحركة الشيوعية التي ازداد تأثيرها في المجتمع الأفغاني في عهد الملك السابق محمد ظاهر شاه ورئيس وزرائه محمد داود؛ وكانت قد تألفت بعض التشكيلات الإسلامية لمناهضة المد الشيوعي وظهرت أولى الحركات النشطة تحت مسمى “الشباب المسلم” و”جمعية خدام الفرقان” ثم “الجمعية الإسلامية” التي تعتبر أقدم التشكيلات الإسلامية فواجهها رئيس الوزراء محمد داود بإجراءات تعسفية نجم عنها قتل عدد كبير من قادة الجمعية الإسلامية واعتقال آخرين.
5- وازداد قمع الحركة الإسلامية فألقى القبض على عدد كبير من قادتها، وأمر بتصفية جميع المعتقلين السياسيين من أعضاء الجمعية الإسلامية، فقتل الدكتور محمد نيازي ومعه عدد من تلاميذه في عام 1977، وفي عهد الجنرال ضياء الحق قدمت باكستان التي كانت تخشى المد الشيوعي القادم من أفغانستان دعمها للإسلاميين الأفغان؛ وكان حكمتيار يدها النافذة داخل أفغانستان آنذاك خاصة بعد أن قتل والده واثنان من إخوته في سجون كابول بعد مجيء الشيوعيين إلى السلطة في أبريل 1978.
6- أسس حكمتيار الحزب الإسلامي عام 1976 وتميز الحزب الجديد بالتنظيم الدقيق، ونجح في اجتذاب أتباع في ولايات كابل وقندز وبغلان وننجرهار، ويتميز التاريخ السياسي لحكمتيار بكثرة التحالفات، فقد شارك مع الفصائل الجهادية في الحرب ضد الاتحاد السوفيتي التي اندلعت بين عامي 1979 – 1989.
7- وكان عضوا في الاتحاد الإسلامي الذي رأسه عبد رب الرسول سياف في الفترة من 1983 – 1985 ثم شارك في تحالف المنظمات السبع واختير في 24 فبراير 1989 وزيرًا للخارجية في حكومة المجاهدين الأفغان إلا أنه جمد عضويته في الحكومة في أغسطس 1989.
8- وسرعان ما اندلع القتال بين فصائل المجاهدين بعد دخولهم كابول، وقد تسبب ذلك القتال في عقد العديد من التحالفات والتراجع عنها، وكان حكمتيار في كل تلك التحولات عنصرا فاعلا، لكنه حافظ مع ذلك على خلافه مع رباني ومسعود حتى أخرجتهما حركة طالبان من العاصمة كابل.
9- اختفى حكمتيار عن الساحة بعد وصول طالبان إلى سدة الحكم في كابل وبسط سيطرتها على أكثر من 90% من أراضي البلاد.
10- وعاد للظهور مجددًا مع بعد بدء الحملة الأميركية على أفغانستان، خاصة بعد أن أعلن أنه يعتزم العودة إلى البلاد والوقوف بجوار طالبان قائلًا من مقر إقامته في طهران إن الوقت وقت دفاع عن أفغانستان وشعبه وليس وقت بحث عن سلطة.