شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

نيويورك تايمز: الفاشية الأميركية منذ 1944 وحتى الآن

نيويورك تايمز: الفاشية الأميركية منذ 1944 وحتى الآن
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنها منذ 73 سنة طلبت من نائب الرئيس "هنري والاس" كتابة مقال عن الفاشية في أميركا وأهدافها، وتحدث في مقاله "خطر الفاشية الأميركية" عن القوميين الذين سعوا إلى القوة السياسية عن طريق خداع الشعب

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إنها منذ 73 سنة طلبت من نائب الرئيس “هنري والاس” كتابة مقال عن الفاشية في أميركا وأهدافها، وتحدث في مقاله “خطر الفاشية الأميركية” عن القوميين الذين سعوا إلى القوة السياسية عن طريق خداع الشعب الأميركي واللعب على خوفه لحماية مصالحهم وامتيازاتهم.

وأضافت الصحيفة من مقال “هنري سكوت والاس”، حفيد نائب الرئيس الأميركي، أن جده توقع قدوم شخصية مثل دونالد ترامب، موضحًا أن مصطلح الفاشية الدقيق الذي يطبق على هتلر وموسوليني لا يمكن تطبيقه على ترامب حرفيًا؛ فموسوليني كان مناصرًا للشركات وعرف البعض هذا النظام باندماج سلطة الدولة والشركات، ولكنهم مختلفون من ناحية استخدام القوة والقمع.

وأضاف هنري أن جده حذّر من الشعبوية التي تتلاعب بالأشخاص والمؤسسات لتحقيق عكس ما يرغبون؛ حيث يدّعون أنهم بجانب الشعب ويتحدثون عن الديمقراطية وحق الجميع في الثراء، ولكنهم يقفون ضد الديمقراطية لأنها تجعل الجميع سواء، مضيفًا أنهم يهتمون بالأموال والسلطة أكثر من البشر، ويدّعون أنهم وطنيون؛ لكنهم يدمرون كل حرية تُكتسب عن طريق المؤسسات.

وقال إن جده رأى أنهم يتحدثون عن وضع أميركا ومصالحها أولًا، ولكن كل ذلك يعتبر غطاء؛ حيث يستخدمون العزلة شعارًا لإخفاء الإمبريالية الأنانية التي يريدونها.

وأكد أن جده اعتبرهم يحتاجون كبش فداء ويحاولون إخفاء شدة التعصب تجاه الأحزاب والأجناس والطبقات والديانات والثقافات والدول الأخرى، مضيفًا أن جده اعتبر الفرق بين الفاشية الأميركية والفاشية في دول العالم هو عدم حاجة أميركا للعنف؛ حيث تكتفي بالكذب على شعبها.

وقال نائب الرئيس الأميركي السابق في مقاله منذ 73 عامًا إن “الفاشية الأميركية لا تقدم الحقيقة لشعبها ولا تهتم بذلك؛ حيث تهتم فقط بخداعه عن طريق هذه المعلومات والأخبار ليعطوهم مزيدًا من السلطة”، مضيفًا أنها “تستخدم الأكاذيب الاستراتيجية لتعزيز الانقسام المدني، الذي يُبرِّرُ بعد ذلك القمع والاستبداد”.

وأوضح في مقاله أن الوسائل الإعلامية التابعة لهم تساعدهم على ذلك؛ إذ إنهم يروجون لأرقام غير حقيقية عن ارتفاع معدلات الجريمة لإضفاء شرعية على الدولة البوليسية، وترويج أن المهاجرين إرهابيون ومغتصبون لتبرير بناء حوائط ضخمة وطرد جماعي وحظر المهاجرين وفق أسس دينية. 

وقال إن الحكام الاستبداديين يثيرون شكوكًا لا أساس لها من الصحة. وعلى سبيل المثال، تحدّث دونالد ترامب عن موضوعات وقضايا غير صحيحة؛ أبرزها تجسس أوباما عليه، كذب ادعاءات التغيير المناخي، تواطؤ روسيا وترامب غير صحيح، وغيرها.

وأوضح أن الهدف الأساسي للفاشية هو التحكم في السلطة واستغلال السلطتين السياسية والاقتصادية للاستمرار في السلطة للأبد؛ ما يشبه موسوليني وتبنيه التقارب بين الحكومة والشركات، وعلى النهج نفسه يسير دونالد ترامب.

وقال هنري والاس إن الحل لهذا أن “يقف المواطنون بجانب بعضهم البعض ويطالبوا بحقوقهم في وظائف جيدة ويطالبوا بحكومة تعمل على تحسين وضع الجميع ولا تعطي امتيازات لمجموعات بعينها فقط، ومدارس تعلم أبناءهم حقيقة العالم”، وأضاف في مقال له عام 1944 أن الديمقراطية يجب أن تضع الإنسان قبل الأموال.

وأكد أن الصراع منذ 73 عامًا لا زال مستمرًا حتى الآن ولا يعد جديدًا، ولم يكن جديدًا حينها أيضًا، مضيفًا أن الأزمة تكمن في تعامل الشعوب معها؛ سواء في الماضي أو الآن.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023