بعد إقالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية جيمس كومي، بدأت المواقع الأجنبية في الهجوم عليه بزعم عدم وجود أي تبرير منطقي لهذه الخطوة.
وفي رد فعل مختلف، نشرت صحيفة “سبيكتيتور” مقالًا للكاتب “جاري شابيرو” يصف فيه دونالد بمدير الشركة الذي يؤدي المطلوب أثناء قيادته للدولة، واعتبر قراره بإقالة جيمس صحيحًا ولم يكن هناك اختيار سواه.
وإلى نص المقال:
يستحق الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثناء عليه بعد اتخاذه قرارًا سريعًا بفصل جيمس كومي؛ فعلى كل رئيس تنفيذي اتخاذ ما يراه أفضل. إذا لم تثق في شخص ما، وإذا كانوا يضرون مشروعك، فإن كل تأخير سيزيد من الأزمة على شركتك، وإذا انتظر دونالد حتى الانتهاء من التحقيق في تورط روسيا في فوزه فسيستمر ذلك لفترة طويلة، وفي أثنائها ستُدمّر سمعة مكتب التحقيقات الفيدرالية.
ولا يجب تحصين جيمس فقط لأنه يحقق في تورط روسيا؛ فمن الطبيعي انتقاده وعدم نسيان أخطائه السابقة، وكان مفترضًا إقالته عندما يكون أداؤه غير جيد؛ ولذا تصرف دونالد مثل أي رئيس شركة يجد قائدًا لديه غير كفؤ. إضافة إلى ذلك، جاء قرار ترامب مدعومًا برسالة من النائب العام رود روزنشتاين.
وفي تصريحاته العامة، افتقد جيمس للحقائق، وهي سمة سيئة فيه. ففي الأسبوع الماضي قدم شهادة أمام الكونجرس وصححها مكتب التحقيقات فيما بعد، كما بالغ بشكل كبير في عدد الرسائل التي أرسلتها هوما عابدين من مكتب هيلاري كلينتون إلى زوجها أنتوني وينر.
ولم يكن ذلك أول تشويه للحقيقة من جيمس؛ ففي 2016 ادعى بشكل مستمر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يمكنه فتح الهاتف الخاص بإرهابي سان برناردينو، وعندما رفض الكونجرس والمحاكم إجبار شركة “آبل” على اتخاذ أي خطوة فَتَحَ مكتب التحقيقات الفيدرالي الهاتف بطرق أخرى، ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال تفاصيل أخرى عن انتهاكات جيمس وأحكامه السيئة.
ولذا؛ كان يجب على دونالد اتخاذ قرار تنفيذي، والآن يجب عليه التعامل مع عواقب هذا القرار؛ حيث بدأت وسائل الإعلام الحديث بأن هذه الإقالة بسبب توسع جيمس في تحقيقه عن تورط روسيا في فوز دونالد، رغم أن التحقيق سيستمر حتى مع عدم وجوده.
وفي العادة، يقدم مدير مكتب التحقيقات تقاريره إلى النائب العام وليس الرئيس؛ ولذا فإن تقييم جيمس يجب أن يأتي من روزنشتاين ذي المصداقية.
وكأي رئيس شركة، اتخذ دونالد قراره بناء على أدلة جمعها من أشخاص يثق فيهم، وجاءت توصية روزنشتاين حقيقية وواقعية وأخذت آراء من نواب سابقين ورؤساء سابقين لمكتب التحقيقات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بشأن إساءة جيمس في التعامل مع التحقيقات في رسائل هيلاري كلينتون. وقال دونالد إن مذكرة روزنشتاين وتوصيات جيف سيشنز أثارتا مخاوفه بشأن جيمس. وبمجرد قراءة التقرير الصادر عن جيمس ستعلم أن دونالد لم يكن لديه خيار سوى إقالته.
وحقيقة أن دونالد علّق بإيجابية على إعادة فتح جيمس تحقيقاته بشأن كلينتون لا يعتبر ذا صله؛ إذ كان دونالد مرشحًا في وسط مسابقة انتخابية ورحب بما فعله جيمس. وبمقارنة وضع دونالد بفضيحة نيكسون وواتر جيت لا تعتبر عادلة؛ إذ إن ترامب لا يشبه نيكسون، ولا يمكن مقارنة تورط روسيا مع واتر جيت، واتخذ دونالد القرار الصحيح.
وفي واتر جيت ارتكبت جرائم؛ ولذا أقال نيكسون أشخاصًا. أما الدليل الوحيد الذي نعرفه هو تورط روسيا في الانتخابات. وصدرت تقارير مشابهة عن حدوث تلاعب في الانتخابات الفرنسية، ولكن لم تُبْنَ عليها أي نظريات بتحالف الجانب الروسي مع إيمانويل ماكرون أو مارين لوبان.
ولكن، يملك ترامب أزمة وحيدة، وهي علمه أن تورط روسيا يقلق المؤسسات؛ ويمكنه أن يحل هذه الأزمة بإعلانه أنه لن يقاوم أي تحقيقات. ويجب أن يصر على أن تستمر تحقيقات المكتب الفيدرالي بأي موارد تحتاجها. ويمكن أن يعرض مشاركة الوثائق والشهود؛ فإذا لم يكن لديه شيء يخفيه فلن يقلق من هذه الخطوات.
ونعلم أن دونالد المرشح طلب من الروسيين تسريب إيميلات هيلاري، ولكننا علمنا ذلك قبل الانتخابات؛ ورغم ذلك فاز. ويمكن أن تظهر أشياء أخرى أثناء التحقيق في تورط روسيا، ولكن إطلاق مزاعم غير مؤكدة وغاضبة ستساعد روسيا على زعزعة استقرار ديمقراطية أميركا.