نشرت وكالة سبوتنيك الروسية حوارًا مع مواطنين ليبيين يطمحون إلى إعادة بناء الجماهيرية الليبية، يُطلَق عليهم “القذافيون”، وهم من غير المنتسبين إلى حكومة السراج أو حفتر.
لم تعد ليبيا الدولة الموحدة بعد ستة أعوام من الحرب الأهلية، ويتيح التدهور الذي أصاب ليبيا فرصة للطامحين إلى إعادة الوحدة لبلادهم عن طريق إعادة بناء الجماهيرية الليبية ليحققوا مرادهم.
وينضوي أنصار القذافي المعاصرون تحت لواء “مجلس القبائل والمدن الليبية”. ويتذكر أحد مؤسسي المجلس، طاهر دهش، أنه اضطر إلى مغادرة مدينة طرابلس في عام 2011 هربًا من العمليات العسكرية الهجومية التي شاركت فيها دول غربية.
ووقع طاهر في أسر رجال المخابرات الفرنسيين، الذين أقدموا على تعذيبه؛ في محاولة لإجباره على كشف مخابئ أسلحة أنصار القذافي ومكان وجود أسرة القذافي.
وتمكّن من الخروج من سجنه في عام 2013، وقدّم شكوى إلى محكمة في باريس؛ لكنها لم تتخذ أي قرار حتى الآن.
مع “سيف” و”عائشة”
ويقول فرانك بوتشاريلي، المتحدث باسم مجلس القبائل والمدن الليبية، إن عدد أنصار القذافي في ليبيا يبلغ 20 ألف شخص تقريبًا، ويوجد العدد نفسه من القذافيين خارج ليبيا، ولا يزال نفوذهم محدودًا.
ويعلّق أنصار القذافي المعاصرون آمالهم على زعيمهم العسكري، الجنرال علي قانا، الذي يملك نفوذًا في جنوب ليبيا ويسعى إلى إقناع قادة القبائل المحلية بضرورة الانضمام إلى مؤيدي إعادة بناء الجماهيرية، وتضم صفوف القذافيين ابن معمر القذافي سيف الإسلام وابنته عائشة.
وأكد المتحدث باسم مجلس القبائل والمدن الليبية نبأ الإفراج عن سيف الإسلام، الذي احتجزته مجموعة مسلحة.
ضد “السراج” و”حفتر”
ويُعتقد أن الشرق الليبي يخضع اليوم إلى سيطرة قائد محاولة الانقلاب خليفة حفتر، بينما يخضع الغرب الليبي إلى سيطرة فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، ولا يؤيد القذافيون السراج وحفتر.
ويقول الدكتور عبدالسلام أبو غرارة، المسؤول في مجلس القبائل والمدن الليبية، إن رئيس الوزراء السراج لا يملك موارد كافية للسيطرة على كل الأراضي الليبية، ولا يوجد بحوزته إلا الفرقاطة التي حملته إلى ليبيا.
ويقول فرانك بوتشاريلي إن الشعب الليبي لا يعتبر السراج رئيسًا شرعيًا، فيما يرى الليبيون حفتر مدافعًا عن المصالح الأميركية.
أما بالنسبة إلى ضباط جيش القذافي السابقين الذين انضموا إلى “الجيش الوطني”، فلا يحدوهم إلا الأمل في الحصول على الأسلحة، حسب ما ذكر المتحدث باسم مجلس القبائل.
ويتطلع القذافيون إلى إعادة اللحمة للمجتمع الليبي بمساعدة القبائل. ويقول طاهر دهش إن القبائل هي التي تحفظ السلام الاجتماعي والأمن في ليبيا.