قالت وكالة «رويترز» الإخبارية في تقرير لها إن كل الدلائل تلفت إلى تجاوز ميناء قطر البحري الرئيس (ميناء حمد) العاصفة؛ إذ يتابع العمال المعتمرو الخوذ الواقية رافعة عملاقة تنقل مئات الحاويات من سفينة شحن لوضعها على شاحنات تنتظر على البر.
وفي الخامس من يونيو الجاري، قطعت دول السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصارًا بريًا وجويًا، لاتهامها بـ«دعم الإرهاب»؛ وهو ما نفته الدوحة، وشدّدت قطر على أنها تواجه حملة «افتراءات» و«أكاذيب» تهدف إلى فرض «الوصاية» على قرارها الوطني.
عودة عمل ميناء حمد
وأدى هذا الحصار إلى توقف جزء كبير من حركة الشحن لميناء حمد في بداية الأزمة؛ ما أثار المخاوف من نقص الغذاء والسلع الضرورية الأخرى.
وقال مسؤولون لـ«رويترز» بعد إطلاق طرق شحن مباشرة جديدة لمواجهة الأزمة إنهم تجاوزوا المرحلة الأسوأ؛ بل إن ما حدث قد يُساعد قطر الغنية بالغاز على توقيع اتفاقات نقل جديدة لا تعتمد على دول الخليج.
وهو ما أكده مسؤول في الميناء أثناء تفريغ حمولة بقوله: «رُبّ ضارة نافعة»، مضيفًا: «ندرس توقيع اتفاقات مع شركات الشحن يمكن أن تُحسّن الخدمات المباشرة بدلًا من المرور عبر جبل علي في دبي».
ويمكن رؤية حاويات «ميرسك» بين صفوف الشاحنات في ميناء حمد.
ازدحام في الرحلات
ويقول مراقب كيني: «في الأيام الخمسة الأولى من الأزمة كانت الشحنات أقل؛ لكنها عادت إلى معدلها الطبيعي الآن، رأيتُ الجدول الزمني ويبدو مزدحمًا».
وشهد يوم الجمعة الماضي وصول أولى سفينة تقوم بالرحلة الأسبوعية المباشرة الجديدة بين ميناء موندار في الهند والميناء القطري، وأُعلن أيضًا عن خط آخر لميناء نهافا شيفا في الهند الأسبوع الماضي، إضافة إلى إطلاق رحلتين جديدتين من سلطنة عُمان، التي تبنّت موقفًا محايدًا من الأزمة منذ أسبوعها الأول أيضًا.
كما أعلنت ميرسك الدنماركية، كبرى شركة حاويات في العالم، أنها ستقبل الحجوزات الجديدة لشحن الحاويات إلى قطر انطلاقًا من عُمان.
وقال المدير عمر الخياط إنه يجري بحث اتفاق جديد مع ميرسك، ويمكن لمرفأ الشحن العام في ميناء حمد استقبال 1.7 مليون طن من السلع سنويًا.
تدفق السفن على الدوحة
وأوضح حمد الأنصاري، مدير العلاقات العامة والإعلام في الموانئ، أن العلاقات مع تركيا وإيران، اللتان نقلتا سلعًا إلى الدوحة جوًّا منذ المقاطعة، قد تتوسع، وأن سفنًا تركية في طريقها إلى قطر بالفعل. وأضاف أن قطر ستقيم علاقات مع أي جهة يمكنها جلب شحنات.
وفي الوقت الحالي تجري إعادة الحاويات الفارغة إلى سفينة، في حين تصل أخرى محمّلة بالماشية الحية قادمة من أستراليا.
وتتضمن الواردات التي يستقبلها ميناء حمد كميات كبرى من المواد الغذائية ومواد البناء لتشييد مشروعات؛ من بينها ملاعب بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، وخط مترو وطرق سريعة في الدوحة.
وفي ساحة التخزين بمسيعيد القريبة يقول المسؤولون إن ثمة نحو عشرة ملايين طن من صخور الجابرو المخصصة لأعمال البناء، وقال مسؤول الميناء: «العمل يجري كالمعتاد».