مرّت بالأمس الذكرى الرابعة لأحداث 30 يونيو، التي بدأ فيها عبدالفتاح السيسي السيطرة فعليًا على حكم مصر؛ وشهدت السنوات الأربع الماضية تدرجًا في لغة خطاباته المتزامنة مع اتخاذ قرارات سياسة أضرّت بالاقتصاد المصري وضاعفت معدلي التضخم والبطالة؛ إذ يتخذ إجراءات مؤلمة على الطبقات الفقيرة، من إلغاء الدعم وتقليص ميزانية الصحة والتعليم وتعويم الجنيه، وسعيه لتعليم طبقة تقود باقي الشعب على طريقة حزب السلطة.
في التقرير، نستعرض تدرّج لغة خطاب السيسي للمصريين:
1- «إنتوا نور عنينا»
مع بداية ظهور السيسي للساحة السياسة، بدأ باستعطاف شعبه بعبارات زعم فيها حبه للمصريين.
2- «أحاجيكم يوم القيامة أمام الله»
وفي مؤتمر الشباب الذي انعقد في شرم الشيخ، قال السيسي نصًا: «الدور على الشعب في الخروج من الأزمة، مصر مسؤوليتنا جميعًا، مش أنا لوحدي»، ثم طالب المصريين بأن يكونوا مسؤولين عن مصر، وردّد: «والله العظيم يا مصريين لأحاجيكم يوم القيامة أمام الله».
3- «تلاجتي فاضية»
وفي المؤتمر، روى السيسي قصة جديدة قائلًا: «تلاجتي مافيهاش غير مية بس لمدة عشر سنين»، وكأنه يقول للمصريين: «جوعوا واعطشوا وأنتم ساكتين، وتقبلوا الإجراءات الاقتصادية القادمة».
4- أنا عملت اللي عليا
تعمّد السيسي قبيل اقترابه من قصر الاتحادية ليتولى حكم البلاد إقصاء الأحزاب السياسية وتهميش دور السياسيين وملاحقة الإخوان، حتى أصبح الطريق إلى الحكم ممهدًا له فقط، وقال: «أنا عملت اللي عليا، أنا تلقيت استدعاء أو ظننت إني استدعيت وتحركت بناءً على ذلك، إن كان حق فهو حق وإن كان غير ذلك فهو غير ذلك، اللي عليا عملته، جيد أو متميز، اللي عندي عملته واللي نقدر نعمله قولته وموعدتش بحاجة مش ممكن تتحقق».
وتابع: «أنا قولت إن حملتي مش تقليدية من الأول، أنا قولت للناس بلاش إسراف من أول الحملة، ونركز جهدنا على الوصول لحل للأزمة اللي إحنا فيها. أنا هاخد من الجميع عشان مصر؛ ولكن لن يدخل جيبي شيء».
ولفت السيسي إلى أن أكبر مشكلة قد تواجهه هي أن يقلّ حب الناس له، وقال: «أنا لا أخاف الموت أبدًا أو المساءلة القانونية؛ لأني حريص إني ماعملش حاجة غلط، ولكن أصعب شيء أني أرى محبة المصريين تتغير، دي هاتكون أكبر مشكلة وخسارة هاتعرضلها في حياتي».
وأضاف: «إذا كنت عاوز أخدم البلد فدي مش نقمة، أما إذا جيت عشان أمسك السطلة فقط فدي تبقى نقمة».
5- استدعاء الشركاء
وحملت رسائل السيسي دعوات لشركاء انقلابه بعد أن تباعد الطرفان منذ فترة، ويستدعي كل من يستطيع أن يمرر له هذه الأزمات، حتى معارضيه؛ لمساعدته في المرور من أزماته، مذكّرًا إياهم بدوره في تخليصهم من خصومهم الإسلاميين؛ عندما يقول: «لما طلبتوني لقيتوني ولم أبخل عليكم بحياتي، وأنا مش طالب منكم حياتكم أو تضحوا بيها».
وتارة يطالبهم برد الجميل له بالحنية، وتارة بالتهديد، وأحيانًا بكشف المستور بشأن استدعائهم له؛ وبالمعنى نفسه يقول: «دايمًا لما قلتولي أقف جنبنا ووقفت، وجيه الدور عليكم تقفوا جنبي»، ومكررًا: «أنا عملت دوري معاكم وقلتلكم المشكلة كبيرة ومش هقدر عليها لوحدي بس دوركم حتعملوه ولا».
6- مسنود من الجيش
وباعتباره جاء مسنودًا بعتاد عسكري كامل، أصبح السيسي لا يثق في أحد غير الجيش؛ فإذ به يقول: «الجيش ابن مصر، الجيش مسؤول عن الأمن القومي، والجيش سيتنشر خلال ست ساعات».
وبين الحين والآخر، يُصدّر للجميع وقوف الجيش بجواره في الفترة القادمة مساندًا له في أزمته الاقتصادية بقوله: «القوات المسلحة حتوفر ثمانية ملايين عبوة لسلع غذائية بنصف التمن للمواطنين».
7- أنتوا فقراء
انفعل عبدالفتاح السيسي أثناء مشاركته في الندوة المُعدّة للحديث عن الصناعات الصغيرة والمتوسطة للصعيد قائلًا: «إحنا فقراء أوي، ودولة فقيرة؛ ولازم تفهموا إن أهل الشر مش عايزينكم تعيشوا».
8- إحنا مش في طابونة
وقال السيسي منفعلًا أيضًا أثناء كلمته في افتتاح مشروعات تنموية بقنا: «مش هانقبل وضع اليد على أراضي الدولة، إحنا مش في طابونة كل اللى عايز حاجه ياخدها».