شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في الذكرى الرابعة لـ«30 يونيو»..«حزب السيسي» طوق نجاة أم طريق للنهاية؟

في الذكرى الرابعة لـ«30 يونيو»..«حزب السيسي» طوق نجاة أم طريق للنهاية؟
فمن المرجح أن يتجه السيسي في العام الأخير من فترة حكمه الأولى إلى ذلك، في محاولة لترميم شعبيته؛ حيث يدرك أن الحزب سيعمل على غرار «الوطني المنحل» ظهيرًا سياسيًا يُدافع عنه في ظلّ الأزمات التي تُلاحقه منذ وصوله إلى الحكم وعجزه

بحلول الذكرى الرابعة لأحداث 30 يونيو، ومع اقتراب انتهاء الفترة الرئاسية الأولى لعبدالفتاح السيسي في 2018، يتساءل البعض: هل يتجه السيسي إلى تشكيل حزب سياسي على غرار المخلوع مبارك؛ في محاولة لاستعادة شعبيته المتدهورة بعد الإجراءات الاقتصادية التي استهدف بها المواطنين؟

ورغم أن السيسي لم يتحمّس إلى فكرة تشكيل حزب مُؤيّد له في بداية حكمه؛ إلا أن ثَمَّة قبولًا لا يرقى إلى التنفيذ حتى الآن، خاصة وأنه دعا -في أكثر من مرة- الأحزاب السياسية القريبة فكريًا إلى التوحّد تحت راية واحدة.

فمن المرجح أن يتجه السيسي في العام الأخير من فترة حكمه الأولى إلى ذلك، في محاولة لترميم شعبيته؛ حيث يدرك أن الحزب سيعمل على غرار «الوطني المنحل» ظهيرًا سياسيًا يُدافع عنه في ظلّ الأزمات التي تُلاحقه منذ وصوله إلى الحكم وعجزه عن مواجهتها؛ خاصة مع تفكُّك «معسكر 30 يونيو» الذي عوّل عليه كثيرًا.

هذه الدعوات تخرج بين الحين والآخر من شخصيات عامة وكُتَّاب رأي في وسائل إعلام مختلفة؛ لكن لم تلقَ استجابة حقيقية حتى الآن من السيسي.

وفي المقابل، يرى كثيرون أنها خطوة غير مجدية؛ لأنها تعيد إنتاج نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، بل وترسّخ لديكتاتور جديد.

وهناك عوامل تدفع السيسي إلى التفكير جديًا الفترة القدمة في تشكيل حزب سياسي؛ منها:

1- الأزمات الاقتصادية التي مرّ بها الشعب المصري أثناء فترة حكم السيسي، التي اعتمدت في الأساس على القروض والمنح من الخارج؛ بما يُراكم الدّيون على الدولة في السنوات المقبلة. ولم يتمكّن النظام الحالي من إيجاد حلول عاجلة، بخلاف فرضه مزيدًا من الرسوم والضرائب على السلع والاتجاه إلى سياسة الخصخصة؛ وبالتالي هناك حاجة إلى وجود كيان تكون مهمته الدفاع عن السياسات الاقتصادية بوصفها «إصلاحات».

2- تراجع شعبية السيسي في الشارع المصري نتيجة تردي الأوضاع المعيشية؛ بسبب الأزمات المتلاحقة والإدارة الفاشلة، ما يدفع بضرورة وجود كيان يعمل على التواصل المباشر مع المواطنين في مختلف المحافظات.

3- افتقاد الكوادر: أحد الأسباب التي يعاني منها النظام الحالي، الذي استعان بكوادر دولة «مبارك» المعروفة بانتماءاتها لدوائر رجال الأعمال وغيرهم من مراكز القوى. لذا؛ سيُعوَّل على الحزب تفريخ كوادر يدينون بالولاء لشخص السيسي، يُدفع بهم في المناصب أو خوض انتخابات المحليات.

4- افتقار الترويج للنظام يدفع بسرعة إلى تشكيل «حزب السيسي». فمنذ إطاحته بالدكتور محمد مرسي من سدة الحكم وهو يستخدم أبواقه الإعلامية، وفشلت في مواجهة الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي؛ وبالتالي قد يبدو من الأهمية بمكان تشكيل ظهير سياسي له يروّج لأفكاره في الحكم.

5- غياب الظهير المدني: فدائمًا يعتمد السيسي على المؤسسة العسكرية في إدارة الدولة ودعمه في الأزمات؛ وهو ما لا تتطلّبه المرحلة القادمة، التي قد يحاول فيها إيجاد بديل مدني يظهر أمام المجتمع؛ خاصة وأنه يستعد إلى خوض انتخابات الرئاسة لفترة ثانية.

ولكن، في المقابل، هناك عراقيل تجعل تشكيل هذا الحزب بلا جدوى حقيقية:

1- حزب السيسي
سيكون الحزب مجرد أداة للتعبير عن رؤية السيسي؛ فلا يحمل أيديولوجيا معينة أو فكرة محددة يَسير وفقًا لها بما يضمن استمراره عقب رحيل السيسي عن الحكم؛ ولكنه سيكون
«حزب السيسي» ينتهي بغيابه عن المشهد.

2- معارضة القوى السياسية

حال تأسيس هذا الحزب سيواجه معارضة من القوى السياسية والوطنية والشبابية؛ لأنه سيمثّل تهديدًا للعمل السياسي في مصر ويقضي على طموحات السياسيين في خوض منافسات الانتخابات البرلمانية أو المحلية أو الرئاسية.

3- إفشال السيسي

ومثلما يرى داعون إلى تشكيل هذا الحزب أنه قادر على انتشال السيسي من الأزمات؛ إلا أنها ستكون سببًا مباشرًا لفشله، خاصة مع غياب رؤية حقيقية للخروج من جملة الأزمات التي تُعاني منها مصر.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023