شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

تحليل: هل يمكن التخلص من تنظيم الدولة في سوريا من دون مساعدة بشار؟

تحليل: هل يمكن التخلص من تنظيم الدولة في سوريا من دون مساعدة بشار؟
في الوقت الذي يقترب التحالف الذي تقوده أميركا من الانتصار على تنظيم الدولة في سوريا، تمكّن رئيس النظام السوري بشار الأسد من استعادة الأراضي السورية من المعارضة، ولم يقابل احتجاجًا قويًا من واشنطن؛ فيما تبدو إشارة إلى محدودية

في الوقت الذي يقترب التحالف الذي تقوده أميركا من الانتصار على تنظيم الدولة في سوريا، تمكّن رئيس النظام السوري بشار الأسد من استعادة الأراضي السورية من المعارضة، ولم يقابل احتجاجًا قويًا من واشنطن؛ فيما تبدو إشارة إلى محدودية الاختيارات الأميركية من دون حليف قوي على الأرض.

أبدت أميركا استعدادها للتعاون مع حكومة الأسد المنبوذة دوليًا؛ بسبب صعوبة اقتلاع «تنظيم الدولة» وضمان ألا يعود مرة أخرى بمساعدة القوات الكردية والعربية فقط، ويرى متحدث التحالف أن مكاسب بشار واستعادته الأراضي يخففان العبء من عليهم.

رغم ذلك؛ إلا أن سماح أميركا لقوات الأسد باستعادة الأراضي تشريعٌ لحكمه، وهو ما سيقويّ موقفه في حربه ضد المتمردين. ويهدد تراخي أميركا بتمكين حلفاء سوريا؛ أهمهم إيران وحزب الله الذين انحازا إلى قواته في هجومها ضد تنظيم الدولة.

وقال مسؤول بارز في الإدارة الأميركية -رفض ذكر اسمه- إن هناك انقسامًا داخل إدارة ترامب بشأن حتمية وقف تقدّم الأسد. فيما رحب الكولونيل ريان ديلون، المتحدث باسم التحالف المناهض لتنظيم الدولة، باستعادة قوات الحكومة السورية الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم بمجرد التخلص منه؛ خاصة بسبب ضرورة ملء الفراغ وألا تستغله جماعات أخرى.

يعتبر هذا الموقف مفاجئًا؛ خاصة أنه جاء بعد تحذير ترامب للأسد بأنه سيدفع ثمنًا باهظًا، مدعيًا أن هناك أدلة محتملة على استعداد الحكومة السورية لهجوم كيميائي آخر.

تكشف المواقف المختلطة عن حقيقة يحاول معظم متخذي القرار ألا يعترفوا بها، وهي ضرورة وجود الأسد لتأمين الأراضي وحكمها؛ على الرغم من نبذهم له.

في السياق نفسه، رحّبت الحكومة السورية في أكثر من مناسبة بأيّ طرف يريد التعاون معها للتخلص من تنظيم الدولة. وفي الوقت ذاته، شكك المشرّع السوري «محمد خير عكام» في دعم أميركا للقوات التي يقودها الأكراد؛ معتبرًا أن التعاون السوري الروسي حقق نتائج كبرى في قتال الإرهاب بينما قادت الجهود الأميركية إلى نتائج مغايرة.

حتى الآن، رفضت أميركا أيّ تعاون مع القائد السوري، الذي انتقده ترامب في أكثر من مناسبة؛ وبدلًا من ذلك سعت واشنطن إلى الشراكة مع القوات الكردية والعربية المحلية المعروفة باسم «القوات السورية الديمقراطية».

تقود هذه القوات الهجوم على مدينة الرقة، التي أعلنها تنظيم الدولة مقرًا له وموجودة شمال سوريا؛ لذا فإنها يمكن أن تواجه الجماعة في آخر معقل كبير لهم في دير الزور (جنوب شرق الدولة).

سبّب الدعم الأميركي للجماعة التي يقودها الأكراد غضبًا لتركيا، التي ترى أنها امتداد للتمرد الكردي داخل أراضيها. كما ينظر سكان منطقتي الرقة ودير الزور بشك إلى القوات السورية الديمقراطية. إضافة إلى ذلك، هذه القوات ليس جاهزة لحرب كبرى في دير الزور.

على الجانب الآخر، تمكّن الأسد وحلفاؤه الإيرانيون من وضع أنفسهم في مناطق رئيسة على أطراف الحرب التي تقودها أميركا ضد تنظيم الدولة، وتمكّنا من استعاده مناطق على جبهات؛ بما في ذلك المدن القريبة من دير الزور والرقة. بدعم من روسيا وإيران، حقق الأسد مكاسب ثابتة؛ ويسيطر الآن على معظم المدن السورية الكبرى باستثناء التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.

تمركزت القوات السورية بالقرب من جنوب غرب الرقة، وتعهّد المسؤولون باستعادة المدينة في النهاية؛ بينما أصرّت أميركا على ضرورة تسليم المدينة لمجلس محلي يتولى إدارتها بعد التحرير، مؤكدة أنها لن تتسامح مع محاولات الحكومة السورية وحلفائها.

أسقطت أميركا مؤخرًا طائرة حربية سورية وطائرات من دون طيار قيل إنها مرتبطة بالقوات الداعمة الإيرانية بعد تزايد التوتر بالقرب من القاعدة التي تستخدمها قوات التحالف لتدريب المعارضين السوريين.

يبدو أن هناك رغبة داخل الإدارة الأميركية بالرد القوي على الحكومة السورية، وتحدّث مسؤول أميركي بارز بشأن مدى القوة التي يجب أن تستخدمها أميركا لمنع بشار من استعادة الأراضي التي تهزم فيها تنظيم الدولة.

في الوقت الذي اُقتُرح في البيت الأبيض اتباع نهج قوي تجاه الحكومة السورية، حذّرت وزارتا الدفاع والخارجية الأميركيتان من العواقب.

تأتي رغبة أميركا في تقليل الأراضي التي يسيطر عليها بشار لضمان ضعف قوته أثناء المحادثات السياسية لإنهاء الصراع؛ وهو ما سيحقق ما تريده واشنطن برحيل الرئيس السوري عن السلطة. كما إن تقليل سيطرته في شرق سوريا سيمنع القوات المدعومة من إيران من تأمين الممر الواسع عبر سوريا والعراق إلى لبنان.

في السياق ذاته، قال المتحدث باسم التحالف للمراسلين إن هدف أميركا هزيمة تنظيم الدولة في أيّ مكان؛ لذا إن أراد أيّ طرف -من بينهم الحكومة السورية وحلفاؤها الإيرانيون والروسيون- مكافحة المتطرفين فإن أميركا ترحب بانضمامه.

في هذا الشأن، قال فريدريك هوف، مدير مركز رفيق الحريري، إن تعليق التحالف يدل على مدى ضيق النظرة الأميركية للمعركة السورية؛ بتركيزها على التخلص من تنظيم الدولة فقط.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023