لجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نهج «صفوت الشريف»، رئيس مجلس الشورى في عهد مبارك وأحد تلامذة صلاح نصر رئيس جهاز المخابرات في عهد عبدالناصر؛ حيث وُجّه اتهام للبيت الأبيض وموظفيه بالتورّط في ابتزاز جنسي لإعلاميين لإجبارهم على العمل وفقًا لأجندة «ترامب».
واتّهمت الإعلامية ميكا بريجينسكي وخطيبها الإعلامي جو سكرابورو، اللذان يقدمان برنامجًا مشتركًا بشبكة فضائية أميركية، موظفين بالبيت الأبيض بتهديدهما بنشر قصة جنسية مسيئة عنهما في صحيفة إثارة شهيرة في حال رفضهما العمل وفقًا لأجندة «ترامب».
تعود أحداث القصة إلى توجيه المذيعين نقدًا لأداء الرئيس الأميركي مع النساء؛ حيث قالت «ميكا»: «يبدو أن لديه (أنا) تتسم بالهشاشة والرعونة والطفولية نراها مرارًا، خاصة مع النساء»، فيما أيدها «جو» قائلًا إنه «يهاجم النساء لأنه يخشاهن»؛ ما دفع «ترامب» إلى نشر تغريدة على حسابه بـ«تويتر» يهاجمهما فيها، فسخر من «ميكا» وادّعى أنها قامت بجراحات تجميل وشد لوجهها، ووصف «جو» بالمعتوه.
وكتب مذيعان مقالًا مشتركًا بصحيفة الواشنطن بوست اتّهما فيه موظفين بالبيت الأبيض بممارسة ابتزاز لهما للتوقف عن نقد الرئيس الأميركي ووقف نشر الأخبار المناهضة لسياساته، مهددين بنشر قصة جنسية مسيئة عنهما بصحيفة إثارة.
تُعيد الفضائح الأخلاقية لحاكم البيت الأبيض إلى الأذهان ملف الفضائح المشابه الذي كان يقوده السياسي الشهير صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأحد أبرز تلامذة صلاح نصر رئيس المخابرات في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
جنّد صفوت الشريف المشاهير من الفنانين والإعلاميين، عبر ابتزازهم بفضائح جنسية، لإقامة علاقات غير مشروعة مع شخصيات مصرية وأجنبية لجلب معلومات أو نصب فخوخ لشخصيات معروفة وتصويرها أثناء علاقات محرمة؛ لابتزازهم سياسيًا.
انكشف ملف الفضائح بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر؛ حيث خضع صفوت إلى المحاكمة بعدها، ثم أحيل إلى التقاعد في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، قبل أن يصبح من أبرز رموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.
تهديد لترامب
اُتُّهم «ترامب» أثناء حملته الانتخابية من نساء مشاهير بالاعتداء الجنسي عليهن أو استخدام إيحاءات جنسية وممارسات في حقهن؛ إلا أنها لم ترقَ إلى حد البلاغ الرسمي لحرمانه من خوض سباق انتخابات الرئاسة.
لكنّ الرأي العام الأميركي يترقب قدرة الإعلاميّين ميكا بريجينسكي وجو سكرابورو على إثبات اتهاماتهما لـ«ترامب» وموظفي البيت الأبيض بما يهدد استمراره في منصبه، على غرار الإطاحة بالرئيس الأميركي الأسبق «بيل كلينتون» بسبب فضائحه الجنسية.