المنامة- أندلعت مواجهات بين قوات الأمن البحرينية ومتظاهرين غاضبين، بعد تشييع جنازة "عبدة علي عبد الحسين" 59 عاما التي قال ابنها "علي" إنها توفيت ليل أول أمس بعدما أصيب منزلها بالغاز المسيل للدموع.
وقال انه يعتبرها ضحية للاشتباكات، مضيفا أنها خرجت من المستشفى في وقت سابق من هذا الأسبوع وكانت لا تزال تعاني من إلتهاب في الرئة بعدما دخل الغاز إلي المنزل قبل نحو أسبوع.
وخرج آلاف البحرنيين في أكثر من عشر مسيرات دعت إليها المعارضة للمطالبة بالإصلاحات.
وأستخدمت قوات الأمن البحرينية قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه وعربات مدرعة لتفريق مئات المحتجين لدى اقترابهم من نقطة تفتيش قرب "دوار اللؤلؤة"، الذي كان مركزا لاحتجاجات العام الماضي.
وحملت الرياح الغاز المسيل للدموع بعيداً، ما سمح للشبان بقذف العربات بالقنابل الحارقة من مدى قريب لتصيب بعضها.
وجلبت الشرطة لاحقا تعزيزات تضم المئات من قوات مكافحة الشغب مزودين بالدروع، وأطلقت مجدداً قنابل الغاز المسيل للدموع، بينما كان الشبان يسخرون منهم من بعيد وأحيانا يمسكون بعبوات الغاز ويردونها عليها.
وحمل المحتجون لافتات باسم "ائتلاف شباب 14 فبراير"، وهي حركة تشكلت منذ مظاهرات العام الماضي، وتقول إنها تريد إطاحة حكم أسرة آل خليفة.
وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية، في تعليق على صفحتها على موقع "تويتر" عن تفريق تظاهرات عدة، "وهي مرخصة ولكن خرجت عن خط سيرها وقامت بأعمال شغب وتخريب ما استدعى إتخاذ الإجراءات القانونية حيالها من دون وقوع إصابات".
وذكر شهود عيان أن الآلاف، بينهم رجال دين ونساء وكبار في السن، شاركوا في المسيرات التي خرجت في القرى القريبة من المنامة، وهي الدراز وكرانة وجدحفص والبلاد القديم والزنج وعالي وتوبلي وسترة وكرزكان والدير.
وتجنبت المعارضة تنظيم أي مسيرة في المناطق القريبة من "دوار اللؤلؤ". وكانت السلطات البحرينية عززت التدابير الأمنية بشكل كبير في مختلف شوارع البحرين لمنع المسيرات من التوجه إلى الدوار الذي تحول إلى رمز للإنتفاضة البحرينية.
وردد المشاركون في المسيرات شعارات مطالبة بإصلاحات، إلا أن قسما من المتظاهرين رددوا شعارات مطالبة بـ"إسقاط النظام" وأخرى مناوئة للأسرة الحاكمة، ومن بين هذه الشعارات "الشعب يريد إسقاط النظام" و"يسقط حمد" في إشارة إلى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، و"تنح يا خليفة" في إشارة إلى عم الملك رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان الذي يحتفظ بهذا المنصب منذ 40 عاما.
وطالبت الجمعيات بـ"التطبيق الأمين" لتوصيات لجنة تقصي الحقائق التي سبق أن خلصت في تقرير إلى أن قوات الأمن استخدمت القوة المفرطة ومارست التعذيب بحق المحتجين، ودعت خصوصا إلى "الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين وإعادة المفصولين إلى مواقعهم السابقة وتصحيح وضع الإعلام الرسمي التحريضي البغيض والعمل على محاكمة الجناة والقتلة وتعويض كل المتضررين من جراء السياسة الحكومية الباطشة".
ويسود الانقسام في البحرين بشدة منذ ان قادت الاغلبية الشيعية بمظاهرات العام الماضي من أجل إصلاحات يأملون بأن تحد من سلطات عائلة آل خليفة الحاكمة وإعطاء البرلمان قوة تشريعية وضم شخصيات معارضة إلى الحكومة.
ودعا البعض إلى التخلص من النظام الملكي تماما مما آثار غضب بعض السنة الذي يعتبرون العائلة الملكية قوة من أجل الحماية ضد تمكين الشيعة.
وسحقت السلطات المظاهرات الإحتجاجية التي أستلهمت الثورات التي أسقطت رئيسي مصر وتونس من خلال فرض فترة من الأحكام العرفية واستدعاء قوات سعودية وخليجية أخرى للمساعدة في إستعادة السيطرة على الشوارع .
ولكن بعد مرور أكثر من عام أدى إستمرار الإضطرابات إلى إلحاق ضرر بالاقتصاد البحريني وجعل الحلفاء الغربيين يشعرون بقلق.
وأبدت مفوضية الأمم المتحدة العليا لحقوق الإنسان قلقها الاسبوع الماضي بشأن استخدام قوات الأمن البحرينية القوة المفرطة والغاز المسيل للدموع.
ويقول نشطاء ان 33 شخصا على الاقل قتلوا منذ يونيو في اشتباكات يومية بالمناطق الشيعية خلال محاولات الشرطة وقف الاحتجاجات والحيلولة دون تنظيم اي حركة ضخمة في المنامة.
وتقول الشرطة انها تمارس ضبط النفس في وجه الشباب الذين يلجأون للعنف ويتحدون سلطة الدولة.