تمر مصر اليوم بحالة من الخلخلة الاقتصادية ستظهر آثارها على السطح قريباً ، وذلك في أحد أشرس معارك النظام السابق ضد الوطن ، وتجلى ذلك بامتناع عدد كبير من المستوردين والمنتجين عن استيراد وانتاج السلع التي يحتاجها السوق المصري ، ومثال ذلك مجموعة كليوبترا لصاحبها محمد أبو العينين وغيره ممن هم متوارون عن الصخب الإعلامي ، فلو سألت أحداً من التجار أو العاملين في السوق المصري ستعرف أن هناك شح شديد في استيراد المواد الضرورية للإنتاج والسوق يعتمد حالياً على المخزون السابق ، وخلال الشهر الماضي خاصة بعد هزيمة أحمد شفيق والذي كان يعتبر ملاذاً أخيراً ؛ بدا لرجال النظام السابق محتكري الاستيراد والانتاج الانسحاب من السوق المصري وتركه في محاولة إما للهرب أو لترتيب الأوضاع أو للضغط على الشارع لخلق أكبر أزمة ستشهدها مصر إن لم يتم الانتباه لها.
أكاد ازعم أن جميع المشكلات التي تعرضت لها مصر منذ سقوط النظام السابق وحتى اليوم وراءها أساطين رجال المال الذين استفادوا من الفساد الذي استشري في مصر وغرفوا منها المليارات نتيجة للاحتكارات والعمولات وتصفية المنافسين الشرفاء فأصبحت مصر كعكة سائغة لهم ، وهم يعرفون أكثر من غيرهم مقدار ثروة هذه البلد فاستخدموا في ذلك الامبراطوريات الإعلامية من فضائيات وجرائد واشتروا عشرات الصحفيين والإعلاميين والناشطين السياسيين في محاولات دؤبه لا تنتهي لإجهاض الثورة ، حتى لا تنتهي امبراطورياتهم المالية التي تكونت في الظلام ومن خلال تأسين الحياة الاقتصادية والقضاء على شرفاء الاقتصاد المصري وتوجيه الضربات المتتالية للمؤسسات الاقتصادية الوطنية الحقيقية.
لقد رعى النظام السابق فساد هؤلاء المتحكمين الآن في السوق المصري وكان لهم بمثابة شريان الحياة من خلال مشاركته لهم في هذا الوسن في صور متعددة وغض طرف وسن القوانين التي تحمي ظهورهم.
عقود مرت على مصر دمر فيها النظام السابق القلاع الصناعية وفكك الميراث الوطني من بعض الصناعات والتجارات التي تميزت بها مصر ورهننا إلى الاستيراد الذي تحكمت به حفنه من المواليين له حتى إذا سقط سقطت الدولة تباعاً ، واستيقظ المصريون على كابوس شنيع .
إنها دعوة لحزب الحر ية والعدالة وجميع العاملين بالحقل الاقتصادي للانتباه والتيقظ والاستعداد لما ستسفر عنه الأيام القادمة من أزمة حقيقية في جميع السلع خاصة المستورد منها ، وأتمنى أن تكون مجموعات عمل تقوم على مسح السوق المصري أولاً بأول واكتشاف مواطن الخلل به وترصد من انسحب من السوق وأي منتجات اختفت ، والدعوة الأهم هي لكل من يريد الاستثمار الحلال والحقيقي في مصر، أقول له هذه هي الفرصة السانحة لدخول السوق واكتساب أرباح عظيمة من خلال شغل الأماكن التي سيحدث بها خلخلة من فلول النظام السابق .
إذاً هي دعوة أوجهها إلى كل مصري على أرض مصر أو خارجها ، هذه فرصتك الحقيقية للاستثمار في مصر ، وإلى كل عربي أمواله في دول الغرب أقول له هذه بلدك استثمر بها أموالك وستجني من وراء الاستثمار بها الخير الوفير .
سوق الاستثمار الحقيقي بمصر قد انتصب مع انتخاب رئييس مصري حقيقي ، ومع تشكل الدستور وارساء قواعد الديمقراطية من خلال الهيئات التشريعية المنتخبة والتطهير الذي سيشمل كافة مفاصل الدولة المصرية مع الوزارة الجديدة وحركة المحافظين والمحليات ؛ ستشهد طفرة اقتصادية لا مثيل لها وستحقق اعلى معدلات النمو في العالم وما ذلك على الله ببعيد .