شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

إذلال المكلوم في جمرك السلوم….

إذلال المكلوم في جمرك السلوم….
والمكلوم هنا هو المصري الذي كُلم في كرامته داخل بلده وخارجها ولأبين لكم ذلك ...انا طبيب مصري أخرجت من مصر سنة 1995 بعدما ضاقت بي سبل...

والمكلوم هنا هو المصري الذي كُلم في كرامته داخل بلده وخارجها ولأبين لكم ذلك …انا طبيب مصري أخرجت من مصر سنة 1995 بعدما ضاقت بي سبل العيش فخرجت أبحث عنها حتى استقر بي المقام في ليبيا مرت بي الأيام ولا أذكر يوما مر بي دون أن أدعو على مبارك الذي تسبب في خروجي من بلدي وتفريق أسرتي فكنت أدعو وأقول اللهم انتقم منه وخذه أخذ عزيز مقتدر وقد استجاب الله لي بعد 15 عام وقامت ثور الشعب المصري وفرحت بها فرحا عظيما زاد هذا الفرح عندما فاز أخي محمد مرسي بالرئاسة وكنت أدعو له حتى أني وقفت على باب عملي أوزع المشروبات لكل كبير وصغير واستبشرت خيرا فقرت أنا وزوجتي النزول إلى مصر لقضاء رمضان كله مع أولادنا على غير المعتاد فقد كنت أنزل أخر رمضان كل عام فقرت هذا العام أن أنزل أوله …ادخلت سيارتي للتجهيز والتوضيب والتزييت والتشحيم وخرجت من داري بمدينة طبرق الليبية في السابعة والنصف صباح الخميس 29 شعبان متوجها إلى مصر وصلت الجمرك الليبي في التاسعة صباحا فوجدت أحد الأشخاص كنت قد عالجت زوجته وفي أقل من 13 دقيقة كانت جميع إجراءاتي قد انتهت وخرجت من ليبيا ودخلت مصر وبدأ مسلسل الإذلال الممنهج للمصريين ، أول ذلك أمر قد اعتدناه وهو رسم الوصول فالمصري هو الجنسية الوحيدة في العالم التي يدفع رسم مغادرة ورسم وصول عند خروجه ودخوله إلى بلده هذا الرسم 7جنيه على الراس وليس على الجواز يعني احنا أربعة بثلاث جوازات ندفع 28 جنيه وما أن دفعت حتى تلقفتني زبانية الجمرك وهو مجموعة كبيرة من الشباب بين سن 15 و25 سنة يعملون تحت سمع وبصر الحكومة وبعلمها ومعرفتها ،يعملون لك كل شيء وأي شيء والجديد هو ظهور مجموعة جديدة من النساء تعمل معهم تلفتني الزبانية… نختم لك يا بيه …يعني نختم لك الجواز بختم الوصول ورفضت وذهبت عند صالة الوصول ودخلت فلم أرى قط أنظف ولا أوسخ منها صالة وصول في الدنيا كلها أما النظافة فنظافتها من البشر إذ لم أجد بها أحدا مطلقا ، أما من النحية البصرية فلا تجد أوسخ ولا أطين ولا أزفت ولا أنيل من ذلك ، وصرخت فين الختم وفجاءة ظهر شخص قالي أنت عايز تختم وصول؟ قلت نعم قال لي تدخل يمين في شمال في يمين ، قلت ده يوديني صالة المغادرة قال لي منها تختم وصول، وذهبت فوجدت صاله لا تقل عن الأولى وساخة إلا أنها متكدسة بالبشر… هناك شباكان واحد يختم وصول وواحد يختم مغادرة كل شباك علية شبكة حديدية قوية وبأسفلها طاقة عشرين سم تدخل منها أيدك… وبحثت عن كروت الوصول حتي اكتبها فلم أجد تلك الكروت التي كانت موجودة في كل شبر قد اختفت ، وذهبت إلى الصول وسألته قال -لي مع العيال دول يعني الزبانية إياهم – ولو مش عايز اطلع فوق وقررت أن أطلع وطلعت الدور الثاني وبعد سؤال وصلت إلي مكتب معفن فيه صول قاعد سرحان وقدامة كرتونة بها كم هائل من الكروت ألقيت السلام واستأذنت في أن آخذ كروت فأومأ لي برأسه بالموافقة دون أن يتكلم ومددت يدي وأخذت ثلاث كروت قمت بتعبئتها ونزلت تحت وذهبت إلي الشباك وبعد جهد جهيد سلمت الجوازات وانتظرت ومرت الدقائق حتى 57دقيقة وخرج علينا وجه أرشل لا أعلم من هو لأنه كان يرتدي جلابية نوم بنصف كم ومن خلف الشباك الحديدي أخذ يسلم الجوازات ونادى وسلمني جواز ابنتي فسألته عن جوازي وجواز زوجتي فرد دول طلعوا أمن الدولة فوق علشان الختم مزور…ونزل الخبر علي كالصاعقة وأطرقت برأسي للأرض أفكر أخرجني من ذلك صوت أحد الزبانية إياهم كان قد سمع الحوار فقال لي يا بيه هات عشرين جنية واعطيت له وفي أقل من خمس دقائق كانت الجوازات معي ، وذهبت إلي سير التفتيش وانتهيت ثم ذهبت إلى مأمور التفتيش… أخذ الجواز وقال لي يا دكتور انت مصري ..اه…وعربيتك ليبية…اه….طب اركن ورا العربيات دي اللي واقفة في الحراسة وروح الجمارك شوف هيعمولولك أيه قلت له مش أخد البصمة الأول قال لأه روح بس الأول ورحت وبعد زحام شديد وصلت إلى السيد المسؤول… هيه انت مصري وعربيتك ليبيه وعايز تدخل بيها… ده كان زمان البلطجة دي خلاص… وأنا مش فاهم حاجه ، تدخل هنا أحد الزبانية وقال لي تعال يا أستاذ معايا وانا اخلصك وذهبت منقادا معه إلى جمرك التفتيش مرة أخرى الذي ما أن رأنا حتى قال لي العربية دي مش هتدخل مصر ، مفيش غير حلين يتسبها في الحراسة وتشوفلك عربيه توديك مصر ياترجع من حيث كنت، فقلت ليه ، قال لي ادخل للمهندس ودخلت فقال لي يا دكتور فيه قرار من ثلاث شهور ان مفيش عربية تدخل من غير تربتك دولي قلت حلو ونجيب تربتك منين وليبيا مفيهاش وبعدين الليبيين بيدخلوا اهم بعربياتهم من غير تربتك وبعدين القرار ده طلع في السر مفيش جرنال او تليفزيون يزيع الخبر قال السفارات عارفه وهنا تدخل رفيق لي شاب مصري مهذب بقي له 3شسنوات لم ينزل مصر وقادم هو وزوجته وابنه بسيارته من طرابلس يعني من مسافة 1700كم قال أنا سألت في السفارة قالوا لي هتدفع 600جنيه في الجمرك المصري وبس قال المهندس فيه حل انكم تعملوا تربتك دولي… فين… دلنا على ثلاث مكاتب داخل الجمرك وذهبنا ولأكثر من ساعة لم نجد مكتبا مفتوحا ولا موظفا موجودا ولا تليفونا يرد حيث تركوا أرقامهم على أبواب المكاتب وقال الذي معنا روحوا للإستاذ حسن رئيس الوردية في الدور الثاني ورحنا فوجدنا رجل بشوش الوجه استقبلنا وسمعنا ونحن نحتد عليه قائلين إزاى الليبي يدخل مصر بعربيته الليبية دون شيء والمصري لا يدخل بلده بسيارته لأنها ليبية والراجل يقول معاكم حق والله معاكم حق ولكن أعمل إيه وتأسفنا له على حدتنا وانصرفنا وقررنا الرجوع إلى ليبيا وعرضت على رفيقي أن يأتي معي طبرق فشكرني وقال انه هيرجع بني غازي 700كم وبكرة ينزل مصر في الطيارة ، وبدأت اتحرك للرجوع ولكن زوجتي رفضت وقالت لو رجعت ليبيا أنا مش نزله مصر ولم اجد أمامي إلا أن أتصل بصديق ليبي يعيش على بعد 20كم من مساعد وطلبت منه ان يحضر سيارة تنزل بي القاهرة ويأتي إلى الجمرك المصري لياخد سيارتي وجاء بعد نصف ساعة بسيار جلع وقمنا بنقل المحشور من سيارتي تي ليها وعاد هو بسيارتي إلى ليبيا ، أما أنا فركبت واسرتي سيارة الجلع حتى السلوم ثم قمنا بنقل ما معنا الى سيارة بيجو نقلتنا الى مطروح حيث قمنا بنقل ما معنا الي سيارة ثالثة نقلتنا الى القاهرة ووصلت بيتي الساعة العاشرة والنصف ليلا ووجدت نفسي تحت الدش ثم وجدتني ممدا على سريري أنظر الي سقف حجرتي واخذت عيناي في الغفول شيئا فشيئا ووجدتني اصرخ من اعماق اعماق قلبي الحزين واقول عمار يااااا ليبياااااااا.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023