احتفلت ألمانيا مؤخرا بمرور30 عاما دون انقطاع التيار الكهربائي وكذلك فرنسا وأغلب الدول المتقدمة تفعل نفس الشىء، هذا في الوقت الذي لا يمر فيه يوم بدون انقطاع التيار الكهربائي في القرى والنجوع بل انتقلت ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي إلى المدن الكبرى وعلى رأسها القاهرة والجيزة، الأمر الذي كبد أصحاب المحلات الكبرى والسوبر ماركت وتجار الجملة والتجزئة وأصحاب الثلاجات والمصانع والمزارع يتكبدون خسائر باهظة بسبب ظاهرة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، وعدد كبير جدا من أصحاب المزارع والمصانع والمحلات والثلاجات، وما يضاعف من جسامة الخسائر كوننا في شهر رمضان الكريم والذي ترتفع فيه درجات الحرارة ويعد موسم للبيع والشراء, ونحن من جانبنا قررنا اﻻقتراب من المواطنين لنسمع شكواهم وأوجاعهم ومعرفة نوع الضرر وكمية الخسائر.
خسائر أصحاب المحلات
قال محمود الشريف -مدير بإحدى سلاسل المولات التجارية الشهيرة – إن انقطاع الكهرباء هذا العام أمر غريب للغاية ولم نشاهده من قبل؛ خاصة أننا نعيش الآن في شهر رمضان الكريم الذي يعتمد فيه المصريون على تخزين السلع الغذائية والمجمدات داخل الثلاجات في المنازل .
مشيرا إلى أنهم يلجأون للمولدات الكهربائية لمواجهة انقطاع الكهرباء بشكل متكرر, وأوضح أنه في أول الأمر كانت ظاهرة انقطاع الكهرباء تحقق خسائر كبيرة تصل إلى 20 ألف جنيه يوميا, وهذه الخسائر تتمثل في مجمدات ولحوم وأسماك؛ خاصة أن الجو شديد الحرارة فبعد انقطاع التيار الكهربي بدقيقة واحدة نجد كل المجمدات قد تلفت.
من جانبه، قال محمود المصري عامل بسوبر ماركت "سعودي " إن انقطاع الكهرباء يحقق خسائر كبيرة وانه في موسم شهر رمضان يزداد السحب على المجمدات والسلع الغذئية, هذا الأمر الذي جعل أصحاب المحلات الكبرى يسارعون في شراء مولدات كهربائية للتعامل مع هذه الظاهرة .
خسائر أصحاب المزارع والمصانع
وعلى الجانب الآخر، تعرض أصحاب المزارع والمصانع لخسائر لا تحصى؛ حيث أكد محمد عمر- صاحب مزرعة دواجن- أن انقطاع الكهرباء يعود بالسلب على أصحاب المزارع؛ خاصة أن المزارع تعتمد على الإضاءة في الترقيد وفقس البيض، فعند انقطاع الكهرباء يسرع أصحاب المزارع لتوفير اسطونات البوتاجاز لتحل محل الكهرباء، فماذا لو لم توجد اسطونات غاز؟ ووجه عمر ندءا للمسئولين بضرورة توفير إما الكهرباء أو الغاز.
من جانبه، قال (م.ن) صاحب مزرعة "كتاكيت "إن ظاهرة انقطاع الكهرباء تسبب خسائر ضخمة لأصحاب المزارع؛ خاصة أن أصحاب مزارع "الكتاكيت " يعتمدون على الكهرباء بشكل مباشر؛ حيث يقوم صاحب المزرعة بتشغيل" الدفيات " ومولدات الطاقة الحرارية لتربية هذه " الكتاكيت " فعند انقطاع التيار الكهربائي ﻻيوجد بديل له وبهذا تموت" الكتاكيت " ومن يتحمل هذه الخسائر، وأضاف (م.ن) أنه ليس بيد الشعب المصري شيء " وأمرنا لله "
من جانبه، قال صبحي عبد السلام -صاحب مصنع مواد غذائية- إن انقطاع الكهرباء يسبب خسائر كبيرة لأصحاب مصانع المواد الغذائية لأنه ﻻيوجد بديل للكهرباء والخسائر لا تكون في المنتج فقط بل فى المكينات التي تتعرض للأعطال بسبب الانقطاع المفاجئ .
خسائر المخابز والثلاجات
وفي هذا الشأن، قال أيمن محمد محيسن -صاحب مخبز عباد الرحمن- أن هذ الظاهرة تعود بالخسارة على أصحاب المخابز؛ خاصة أن أصحاب المخابز يعتمدون على الكهرباء في كل أعمالهم وتبدأ من " الحلة " التي يتم فيه العجن هذه تعمل بالكهرباء , " غرفة التخمير " وهذه المرحلة الثانية التي توضع فيها المخبوزات بعد تصنيعها وهذه تعمل بالكهرباء أيضا, أما الرحلة الأخيرة بعد أن تتم عملية التخمير يتم المخبوزات داخل الفرن والذي يعمل بالكهرباء .
وأضاف محيسن أنه عند انقطاع التيار لفترة طويلة تتلف المخبوزات بعد أن يمر الوقت المحدد لها بعد عملية التخمير وترمى داخل "صناديق الزبالة "
من جانبه، قال مصطفى فكري -صاحب مجموعة ثلاجات- إن انقطاع الكهرباء يتلف كل شيء مخزن بالثلاجة على سبيل المثال البطاطس المخزنة للزراعة في العام المقبل إذا انقطع عنها الكهرباء تصبح " طبيخ " أي ﻻتصلح للزراعة ولا حتى الأكل .
وأضاف إن الموز المخزن أيضا يصبح مصيره مثل البطاطس تماما وهذا يعود علينا بخسائر ضخمة، وأضاف أنه تعرض لخسائر تقدر بـــ 60 ألف جنيه .
خسائر ومنغصات المواطنين
وجاءت شكوى المواطنين مختلفة تماما؛ حيث قال البعض إن انقطاع الكهرباء أدى لتلف بعض المواد الغذائية المحفوظة بالثلاجات وأيضا بمنعنا من متابعة البرامج والمسلسلات التليفزيونية التي اعتدنا عليها في شهر رمضان .