طوابير وازدحام ومعاملة سيئة وإجراءات طويلة ومعقدة لترخيص سيارة أو للحصول على رخصة قيادة خاصة أو مهنية.. جعلت من وحدات المرور منظومة تمثل يوما أسود في حياة المواطن؛ لذلك حاولنا رصد إجراءات الحصول على الرخصة، ومعرفة هل تغيرت بعد الثورة وبعد فوز الرئيس محمد مرسي بالرئاسة، والذي جعل المرور ضمن خطة المائة يوم ،أم مازال الوضع على ماهو عليه؟
رحلة الثماني ساعات الشاقة
وكان لنا هذا اللقاء مع أحد المواطنين الذي يدعى المهندس إبراهيم يحي ووجدناه مستاء مما تعرض له أثناء تجديد رخصة سياراته .
وقال منفعلا: "أنا هنا منذ الثامنة صباحا وقفت في طابور شراء تجديد الرخصة المنتهية ثم طابور سداد التأمين الإجباري، وتم فحص السيارة فنيا ثم وقفت في طابور طفاية الحريق ، وطابور تسليم الرخصة المنتهية والحصول على شهادة البيانات وسداد المخالفات، ثم طابور سداد الضريبة المقررة، ثم طابور تسليم الملف بكل أوراقه السابقة والانتظار أكثر من ساعة للحصول على الرخصة الجديدة".
وأضاف "يحي" أنه انتهى من كل هذه الطوابير عند الساعة الثالثة عصرا أي إنه استهلك ثماني ساعات لمجرد تجديد الرخصة ، مؤكدا أن جميع الطوابير التي وقف بها كانت لا تمر دون دفع رشاوى، وذلك لتجنب التعطيل من جانب الموظفين.
التأمين الإجباري
فيما أكد "زكى تارة" -أحد ساقي سيارات الأجرة- أن "وزارة الداخلية وشركات التأمين تجمع ملايين يوميا من وثائق التأمين الإجباري والضريبة عند ترخيص السيارة أو تجديد ألرخصه، وهذه الملايين لا يعود علينا منها أي شيء سوى شوارع غير جيدة وعدم وجود تنظيم للمرور ودنيا ملخبطة بسبب الكثافة المرورية"، متسائلا عن أسباب دفع التأمين الإجباري، ومصادر إنفاقها .
فقر الموارد
وعلى الجانب الأخر يقول النقيب محمد رئيس الوحدة: "نحن نعمل من الثامنة صباحا حتى الثالثة عصرا دون توقف ولكن قلة عدد الموظفين ونقص أجهزة الكمبيوتر أو تعطلها المستمر يؤدى إلى هذه الطوابير والازدحام"، مشيرا إلى أن الحل في استخدام التكنولوجيا بشكل أكبر في عملية إصدار التراخيص سواء الشخصية أو للسيارات.
وثائق التأمين الإجباري
ويشير أحمد سمير -أحد موظفي شركات التأمين المتواجدين بالأكشاك ويعمل في إصدار وثائق التأمين الإجباري- إلى أن أهم ما يواجه من مشاكل هو عدم معرفة الناس بالتأمين وشروطه، مضيفا: "هذا يجعل بعض الراغبين في الترخيص يرفضون إصدار الوثائق ويتهمونا بالنصب ويفاصلون في الأسعار مع أنها أسعار محددة طبقا للقانون".
وأضاف: "من المشاكل التي تقابلنا أيضا السوق السوداء والأشخاص الذين يستغلون جهل الناس بالإجراءات ويطلبون منهم الرشاوى لإنهاء إجراءات الترخيص لهم وكلهم محتالين، وأنصح المواطنين بعدم التعامل معهم".