>> محامو عزبة خير الله يقدمون بلاغا ضد أجهزة الأمن ويتهمونها ووسائل الإعلام بالتضليل …
يبدو أن عمليات الرد الحكومي المفتعلة علي انتصار سكان عزبة خير الله علي جريمة الاخلاء القسري بعد حصولهم منذ أيام علي حكم قضائي بحبس محافظ القاهرة عبد العظيم وزير لامتناعه عن تنفيذ حكم قضائي بالتعاقد معهم علي أراضي العزبة الواقعة عليها منازلهم بدلا من إجلائهم .
رد الحكومة المفتعل جاء عصر أمس حين حضرت قوة من قسم شرطة دار السلام، قيل أنها تلاحق شاب مطلوب أمنيا، إلي شارع الحرية المتفرع من شارع النجاح بعزبة خير الله، داخل الشارع كان هناك احتفال شعبي ب"تنجيد عروس"، وكان الشباب يعبرون عن فرحتهم علي أنغام الـ DJمستخدمين الخرطوش أحيانا مبالغة في فرحتهم.
فجأة بدأت قوة الشرطة في إطلاق لنار بشكل عشوائي بعد أن منعت الشباب من استخدام الخرطوش، وأصابت مشغل جهاز ال DJوهو شاب يدعي محمد حمدي رشوان 23 عاما بكسر في كتفه مثبت بتقرير طبي مرفق بالمحضر 57 أحوال دار السلام ، كما أصابت الشاب محمد أحمد علي 32 سنة بخدوش في الرقبة وأنحاء متفرقة بالجسد وكدمات من خلال الضرب بظهر الطبنجات.
القوة الشرطية استكملت استعراض عضلاتها في شوارع العزبة باستمرارها في إطلاق النار بشكل عشوائي علي الأهالي ، لتستقر إحدي الرصاصات في صدر المواطن مصطفي عبد العزيز أمين وشهرته الحلواني 55 عاما أثناء جلوسه علي باب محل حلويات يملكه بشارع الحرية، ويموت قبل وصوله مستشفي أحمد ماهر، وتحرر بذلك المحضر رقم 1974 إداري دار السلام. واتهم الأهالي ضابط من القوة وأمين شرطة اسمه "عمرو" وآخر يدعي "علاء السيد" الذي تحفظ الأهالي عليه وسلموه إلي السرية 5 شرطة عسكرية بالمقطم.
وقال ممدوح عبد الجواد نقيب عمال المعمار واليومية بالقاهرة ومؤسس النقابة بعزبة خير الله: "ذهبنا للقسم لاستخراج أوراق ننهي بها تصاريح الدفن وخلافه، وتحرير محضر لقوة الشرطة المعتدية علينا، إلا أننا فوجئنا بموقف مأمور قسم دار السلام الذي رد علينا بسخرية (هو احنا قتلنا لكم النقراشي يا روح أمكم ولا إيه؟؟!!).
وقال أحمد مصطفي المحامي برابطة محامي عزبة خير الله : "رددت علي سخرية المأمور بأن شهيد العزبة أهم عندنا من النقراشي، وأن عليه احترام القانون وعمل محاضر للمخالفين وعدم التستر علي أي مخطيء أو معتد، إلا أن الأهالي فوجئوا بأمين شرطة القسم حب يكتب محضرا علي مزاجه، كما قامت قوة القسم بضرب أحمد الحلواني نجل المتوفي داخل ديوان القسم ، قبل أن تطلق النار بشكل عشوائي علي الأهالي خارج القسم، ليردوا عليها بالطوب".
وتستمع النيابة حاليا لأقوال الشهود والمصابين في الواقعة وسط اتهامات محامي الأهالي للشرطة بالتواطؤ ومحاولة التستر علي المخطئين والتلاعب بأوراق المحاضر . بينما يجري الآن دفن الضحية / مصطفي الحلواني بمقابر جامع عمرو بن العاص وسط غضب شعبي واسع داخل المنطقة، وطال غضب الأهالي وسائل الإعلام والصحف التي قالوا أن محرريها اكتفوا بنشر بيان أجهزة الأمن "الموحد" حول الأحداث بحذافيره، والذي صورتهم علي أنهم مجموعة من البلطجية سعوا إلي الهجوم علي قسم الشرطة بعد دفاعهم بشكل أو بآخر عن مسجل خطر يدعي أحمد . ع وشهرته "سوادة" 29 عاما، والاشتباك مع القوة الملاحقة له وتبادل إطلاق الرصاص معها قبل أن يموت المواطن مصطفي الحلواني ويستغل بلطجية الواقعة في حشد المواطنين وتأليبهم علي الشرطة.
من جهته، اعتبر مركز شفافية للدراسات الطريقة التي تعاملت بها قوة الشرطة مع أهالي خير الله وتصريحات مأمور قسم دار السلام "إن صحت"، دليلا علي استمرار سياسات داخلية حبيب العادلي في التعامل الأمني الوحشي مع المحرومين من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية داخل مناطق يفتقد أهلها حقهم في تنميتها وتطويرها لتظل موصومة بالجريمة والعنف والبلطجة ومشوهة إعلاميا ومجتمعيا.
وطالب المركز بانتداب قاضي تحقيق في الواقعة وسماع أقوال الشهود والضحايا من الأهالي ورفع الحصار الأمني عن المنطقة، والتحفظ علي كافة أفراد وأمناء وضباط قوة الشرطة المهاجمة منطقة عزبة خير الله أمس وإيقافهم عن عملهم لحين انتهاء التحقيقات حتي لا يكون لهم أي تأثير علي سير إجراءات التحقيق، خاصة أن مخالفي القانون اعتادوا التستر علي جرائمهم بتلفيق تهم جديدة للأهالي لإجبارهم وذويهم علي التنازل عن مقاضاتهم.
فيما أعلن محمد أحمد عبد الحليم المحامي رئيس رابطة محامي خير الله، قيام الرابطة صباح غد الثلاثاء بتقديم بلاغ للنائب العام يتهم فيه أجهزة الأمن ووسائل الإعلام التي نشرت بيانها المشوه لسكان عزبة خير الله، بالتستر علي حقائق وعدم تحري الدقة في نقل الأحداث والمعلومات والتفاصيل الخاصة بواقعة قتل وإصابة مواطني العزبة أمس.
