أثارت الزيارة المرتقبة للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، لدولة إيران للمشاركة بقمة عدم الانحياز بطهران، ردود أفعال متباينة داخل الأوساط السياسية والاقتصادية، ويرى البعض إن الزيارة التي يقوم بها الرئيس محمد مرسي لإيران هدفها تعزيز مكانة مصر الإقليمية، وللضغط على إيران لوقف دعمها للنظام السوري، وتمثل الزيارة خطوة نحو استعادة مصر لدورها الإقليمي الذي تراجع بشدة خلال سنوات حكم الرئيس المخلوع حسنى مبارك، وكانت إيران قد قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع مصر بعد توقيع السادات معاهدة السلام مع إسرائيل، إلا أن كلا البلدين حافظا على قدر العلاقات السياسية والاقتصادية.
حول الآثار الاقتصادية لزيارة الرئيس مرسى لإيران استطلعنا آراء بعض خبراء الاقتصاد والمسئولين.
الببلاوي: من السابق لأوانه الحديث عن مردود سياسي أو اقتصادي للزيارة
في البداية اكد الدكتور حازم الببلاوي- نائب رئيس الوزراء وزير المالية السابق- أنه من السابق لأوانه الحديث عن مردود سياسي أو اقتصادي من وراء زيارة الدكتور مرسي لإيران لأن المتحدث باسم الرئاسة صرح أن الهدف من الزيارة بروتوكولي بحت أي قيام الرئيس بتسليم رئاسة قمة عدم الانحياز لإيران باعتبار إن مصر وإيران أعضاء بارزين في قمة عدم الانحياز وأن الزيارة لن تستغرق أكثر من أربع ساعات وهذا لا يتيح علاقات اقتصادية لأن العلاقات الاقتصادية تحتاج إلى إبرام اتفاقيات وتوقيع بروتوكولات وتبادل وفود.
عبد الخالق: الاقتراب من إيران يعني خسارة الأسواق الأوربية والأمريكية والعربية
ومن جانبه أكد الدكتور سعيد عبد الخالق وكيل أول وزارة التجارة الخارجية والصناعة ورئيس نقطة التجارة الدولية، أن مجرد الاقتراب من إيران يعني ابتعاد عن الأسواق الأوروبية والأمريكية وأيضا خسارة الأسواق العربية فهل نحن على استعداد لخسارة كل تلك الأسواق من أجل تحسين العلاقات مع الجانب الإيراني، وقلل عبد الخالق من أهمية زيارة الرئيس لإيران في دعم العلاقات التجارية بين البلدين لأن الزيارة لن تستغرق سوى أربع ساعات والأمر يحتاج لأكثر من ذلك بكثير. وفي هذا الصدد لا يمكن المقارنة بين مصر وتركيا التي تتمتع بعلاقات قوية مع إيران وفي نفس الوقت أوروبا وأمريكا وإسرائيل لأن الوضع الاقتصادي والسياسي لمصر يختلف عن الوضع السياسي والاقتصادي لتركيا وخاصة أن تركيا تأتي من بين أكثر 20 دولة في النمو الاقتصادي على مستوى العالم فضلا عن أنها عضو في حلف شمال الأطلسي وسعيها للدخول كعضو في الاتحاد الأوروبي.
تحسن العلاقات الاقتصادية لا بد أن يتم بشكل مدروس
وأكد عبد الخالق أن تحسن العلاقات الاقتصادية مع إيران لابد أن يتم بشكل مدروس من خلال حسابات التكلفة والعائد أي ماذا سوف أكسب وبماذا سوف أضحى؟ وأشار إلى أنه من الممكن أن تنمو العلاقات بين الجانبين ولكن ليس على مستوى القمة ولكن على مستوى القاعدة من خلال تبادل الوفود بين رجال الأعمال والتعاون بين القطاع الخاص في البلدين.
عبد العظيم: لا توجد فرصة لعمل علاقات اقتصادية كاملة مع إيران الآن
الدكتور حمدي عبد العظيم الخبير الاقتصادي ورئيس أكاديمية السادات الأسبق أكد أن زيارة الرئيس لن يكون لها مردود اقتصادي لأن الزيارة لا تضم وفود تجارية ولا محادثات وأن كون إيران تدعم سوريا يخالف سياسة أمريكا وجامعة الدول العربية وأوروبا وبالتالي لا توجد فرصة لعمل علاقات اقتصادية كاملة وصفقات تجارية واستثمارية وإقامة لجان تنسيق مشتركة مع إيران في هذا التوقيت ولكن يمكن تقوية العلاقات التجارية من خلال تشجيع العلاقات بين رجال الأعمال بشكل فردي، وأضاف عبد العظيم أنه في حالة تحسن العلاقات الاقتصادية سوف يؤدي إلى رواج سياحي كبير وخاصة أن مصر تضم الكثير من المزارات الشيعية وكانت معدلات السياح الإيرانيين لمصر هي الأعلى خلال فترة حكم الشاه.