دعا الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مرشحي الرئاسة إلى الاحترام المتبادل فيما بينهم وكف ألسنتهم عن الحديث عن الآخرين والعمل لمصلحة الإسلام ومصر، وترك أهل العقل والحكمة يسعون في وضع ميثاق أخلاقي يحترمه الجميع، وينزل عليه كل صاحب خلق ورشد من المرشحين ومؤيديهم.
وطالب فى بيان له اليوم بأن يوضحوا للناس الحق ولا يكتمونه عن طريق التصريحات المسئولة، والتزام التنافس الشريف دون تجاوزات يأباها الشرع الحنيف والفطرة السوية والخلق القويم وجموع الشعب.
وأوضح القرضاوي فى رسالته لمرشحي الرئاسة أن هناك مفسدين يسعون للتفرقة بين قوى الوطن ويهدفون لإثارة الفتن، والتحريش بينهم، وإثارة نعرات الجاهلية التي ما أنزل الله بها من سلطان، ولا تتفق مع الأخلاق الإسلامية، ولا مع الفطرة النقية، داعيا إلى العمل لمصلحة الوطن وجمع الصفّ، وتوحيد الكلمة، وأن يستشعر الجميع خطورة المرحلة التي تمر بها مصر والعالم الإسلامي.
وطالب أنصار المرشحين بعمل الدعاية لمرشحيهم وذكر فضائلهم بالحق، دون الخوض في حياتهم، أو الانتقاص منهم، أو من مؤيديهم داعيا التيارات السياسية الموجودة على الساحة المصرية إسلاميين وليبراليين ووطنيين، إلى التعاون فيما بينها في مختلف القضايا وفى مقدمتها قضية تأسيسية الدستور.
ودعا الأغلبية إلى التنازل فى تأسيسية الدستور لصالح الآخرين وعدم التصلب في المواقف، وتوسيع المشاركة لتشمل مزيدًا من التوجهات داخل اللجنة المشكلة مطالبا الأقلية بالتعاون؛ لأن الجميع أمام مسئولية تاريخية عن هذا البلد أمام الله والشعب والأمة.
وأكد ضرورة أن يتجه عقلاء هذا الوطن وعلماؤه ورجاله ومفكريه ومثقفيه إلى القيام بدورهم فى التقريب بين وجهات النظر، والمرور بالبلاد من الأخطار المحدقة بها في الداخل والخارج، وبذل المساعي الحسنة لرأب الصدع.
ووجه كلمة للشعب المصري قائلًا: "على الشعب دور هام فى البعد عن التنابز والتراشق، وعدم استجابته للشتامين الطعانين الباحثين والمفتشين عن عيوب الناس، ومعاقبة مَن يجعل عماد حملته الدعائية الانتقاص من غيره والسباب والنيل من سمعة الآخرين؛ لأن هجر المسيء واجب شرعيّ، إذا نُصح فلم ينتصح".
وطالب أجهزة الإعلام النزيهة بمختلف وسائلها، من قنوات فضائية وصحف وإذاعات وغيرها، بمحاربة الفساد وكشف عورات النظام داعيا كل إعلامي حرّ إلى تحرِّي الدقة فيما ينشره من أخبار وما يقدمه من تحليلات وما يتبناه من دعوات؛ لأن الإعلام المسئول هو الذي يقوم على الصدق والمهنية والتثقيف والحوار البنَّاء، ومصلحة مصر يجب أن تكون فوق الخلافات الحزبية والفكرية الضيقة.