رفضت أوروبا والمعارضة التركية مرور ذكرى محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا بسلام؛ حيث منعت دول بـ«القارة العجوز» إقامة أي مناسبات لإحياء هذه الذكرى على أراضيها. في الوقت نفسه، تشهد إسطنبول مظاهرات معارضة لأردوغان؛ الأمر الذي اعتبره مراقبون أن هناك اتحادًا بين أوروبا والمعارضة قد يدفع العسكر نحو انقلاب جديد.
وانضم عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى مسيرة «التجمع من أجل العدالة» التي نظمتها المعارضة التركية ضد الرئيس رجب طيب أردوغان بإسطنبول.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن ما يقرب من «مليوني شخص» تجمعوا أمام سجن بالقرب من إسطنبول في ختام المسيرة التي دعا إليها زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو، ويقودها منذ 15 يونيو، من أنقرة إلى إسطنبول؛ احتجاجًا على سجن نائب من حزبه.
جاء هذا بعدما وافق البرلمان الأوروبي يوم الخميس الماضي بتأييد الأغلبية الساحقة لأعضائه على مشروع قرار وقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي؛ احتجاجًا على التعديلات الدستورية التي منحت أردوغان صلاحيات أوسع عقب محاولة الانقلاب التي تصفها المعارضة بـ«الانقلاب تحت سيطرة أردوغان».
أيضًا، ألغت ولاية هامبورج الألمانية أمس برامج «اتحاد أتراك أوروبا الديمقراطيين» المقرر إقامتها في العاشر من يوليو الجاري بمدينة جلسان كيرتشان التابعة للولاية في ذكرى محاولة الانقلاب تحت عنوان: «15 يوليو يوم الديمقراطية والوحدة الوطنية».
وأعلن الاتحاد مرة أخرى إلغاء البرامج التي كان مقررًا إقامتها في مدينة جلاد بيك المجاورة في التاريخ والعنوان نفسهما، معلنًا توحيد البرامج مع نظيرتها التي ستقام في ولاية كولن اليوم.
منع وزير الخارجية من دخول ألمانيا
ورفضت الحكومة الألمانية السماح لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ووزيرة الأسرة التركية فاطمة بتول صايان بحضور مؤتمرات جماهيرية على أراضيها للترويج للاستفتاء على التعديلات الدستورية التي حوّلت البلاد إلى النظام الرئاسي؛ الأمر الذي أشعل فتيل الأزمة بين تركيا وأوروبا.
ومنعت النمسا اليوم الاثنين وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي من دخول البلاد لحضور مناسبة في ذكرى مرور عام على محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا.
هولندا تمنع نائب رئيس الوزراء
جاء هذا القرار بعد خطوة مماثلة اتخذتها هولندا، التي قالت الجمعة إن نائب رئيس الوزراء التركي طغرل توركيش ليس محل ترحيب في زيارة لحضور احتفال بين المغتربين الأتراك للاحتفال بهذه الذكرى، قبل أسبوع من زيارته التي كانت مقررة تزامنا مع الذكرى الأولى لمحاولة الانقلاب في تركيا، وفقما نقلت «رويترز».
منع وزراء
وقبيل الانتخابات العامة الهولندية في مارس الماضي، التي برزت فيها المشاعر المناهضة للهجرة، أبدت الحكومة رفضها لدخول وزراء أتراك بلدها للترويج للاستفتاء على توسيع صلاحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بين الجالية التركية، وبالفعل طردت وزيرًا تركيا.
قرارات مماثلة سابقة
والقرار ليس الأول من دول الاتحاد الأوروبي بوضع عراقيل أمام مسؤولين أتراك أو منعهم من التواصل مع جالياتهم، بمن فيهم الرئيس أردوغان ووزراء آخرون.
والخميس الماضي، دعت الحكومة الألمانية أردوغان إلى احترام طلبها بالامتناع عن مخاطبته الأتراك المقيمين في ألمانيا عندما يحضر قمة العشرين التي عقدت الجمعة والسبت الماضيين بهامبورج.