شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في محاولة لإنهاء الحرب.. السعودية تفكر في إعادة المخلوع إلى حكم اليمن

الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح - أرشيفية

قالت صحيفة «ميدل إيست أي» إن سقوط الرئيس اليمني علي عبدالله صالح كان نذير حرب أسفرت عن مقتل أكثر من عشرة آلاف، واندلاع وباء الكوليرا، بجانب ترك الملايين في مواجهة المجاعة؛ لكن يبدو أن حظوظ الرئيس اليمني المخلوع ارتفعت في الفترة الماضية.

وفقًا لتقارير، تنظر السعودية إلى التخلي عن الرئيس الحالي عبد ربه هادي والاتجاه إلى إعادة «صالح»؛ في محاولة لإنهاء الحرب التي دخلتها لحماية «هادي» من مليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

يقول المحللون إن القرار السعودي سيكون مشوِّشًا للمشهد مثل الحرب تمامًا؛ بسبب تغيّر الولاء يومًا بعد يوم وانقلاب الحلفاء على بعضهم بعضًا، وبالإضافة إلى الآثار على أفقر دولة عربية؛ ستكون هناك آثار على الأشخاص الساعين لتوجيه مسارها أيضًا.

صفقة إماراتية

قال تقرير تابع لموقع استخباراتي فرنسي إن الضابط أحمد عسيري، الذي يعتمد عليه الأمير السعودي محمد بن سلمان، سافر إلى أبو ظبي في أواخر الشهر الماضي للقاء أحمد صالح، ابن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي شغل من قبل منصب السفير اليمني في الإمارات؛ للمفاوضة على تشكيل حكومة يمنية جديدة بوجود «صالح» أو ابنه أو شخص يثقان فيه.

وفقًا للتقرير، منذ تعيين محمد بن سلمان الشهر الماضي انفتحت الرياض على فكرة إعادة السلطة للرئيس اليمني السابق؛ بينما تنظر دول الخليج في وضع رئيس الوزراء السابق خالد بحاح بديلًا له.

وفي يونيو الماضي، قالت صحيفة «ميدل إيست أي» إن الإمارات أخبرت محمد بن سلمان بضرورة التخلي عن هادي، الذي لا زال يعيش في المنفى في الرياض؛ من أجل صالح بحاح.

تقول الخبيرة اليمنية ندوة الدوسري إن هذه الصفقة يمكن أن تكون حقيقية، موضحة أن آفاقًا مثل هذه الاتفاقية يمكن أن تكون مدمرة للعراق، ولن تحل الأزمات اليمنية ولا تواجه السبب الحقيقي وراء بداية الحرب، التي تكمن في تركز السلطة في أيدي نخبة الشمال التي يمثلها صالح وعائلته وحاشيته.

وتضيف لصحيفة «ميدل إيست أي» أن إعادة ابن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح أو أي شخص من معسكره رئيسًا لن يساهم إلا في زيادة الغضب الذي أدى إلى بداية الحرب؛ ولذا من غير المحتمل موافقة الأغلبية اليمنية على مثل هذه الخطوة.

في السياق نفسه، شكّك الخبير اليمني براء شيبان في صحة هذه التقارير، مضيفًا أنه كانت هناك محاولات إماراتية ولأفراد من الحكومة السعودية لجذب جماعات داخل حزب صالح وإقناعهم بالانضمام إلى معسكرهم.

يضيف «براء» أنه لا يتوقع موافقة السعودية على دعم هذه الخطة، ولا يعتقد حدوث اللقاء بين «عسيري» وأحمد صالح كما نقلت هذه التقارير.

ويرى أنه من غير المتوقع أن تحاول قوى الخليج استبدال هادي في أيّ وقت قريب؛ رغم تزايد التوتر بينه والإمارات، ورغم الشعور الإقليمي والدولي بعجزه كقائد للدولة؛ إلا أنه لا استعداد للتخلي عنه.

يلفت «براء» إلى أن العلاقة بين السعودية والجماعات اليمنية قبلية تطوّرت على فترات طويلة؛ لذا من غير المتوقع التغيير المفاجئ في التحالفات وإنهاء علاقتها مع قبائل عارضت حكم صالح. إضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي هذه الخطة إلى تقسيم اليمن؛ ما سيسفر عنه إنشاء منطقة شمالية عدائية يمكن لإيران التلاعب بها.

حملة فاشلة

تفيد تقارير بتزايد الخلاف بين الإمارات و«هادي» تسبّب في حالة من الاحتقان يمكن أن تؤدي إلى تصاعد الأزمة؛ حيث كشفت صحيفة «ميدل إيست أي» في مايو الماضي أن «هادي» اتهم الأمير محمد بن زايد، الذي قاد الحملة في اليمن، بأنه يتعامل كمحتل وليس محررًا للدولة؛ ما أدى إلى إقالة هادي اثنين من المقربين للحكومة الإماراتية، وهما حاكم عدن عيدروس الزبيدي ووزير الدولة هاني بن بريك.

في الأسبوع نفسه، قال ضاحي خلفان، رئيس الأمن السابق لدبي، إن استبدال هادي مطلبٌ للخليج والعرب والعالم.

تلفت الصحيفة إلى أن الصراع بين الجانبين هدّد بإحداث شقّ في صفّ قوات التحالف التي تقودها السعودية وتقاتل الحوثيين في اليمن على مدار سنتين، ولم يُظهر الحوثيون فيهما أيّ نية لترك العاصمة صنعاء.

تقول «ندوة الدوسري» إن الخطة السعودية هدفت إلى تفجير الحوثيين لإخضاعهم، لكنها لم تفلح؛ بل على العكس اتّسمت الحملة بالفشل ولم يُهزم الحوثيون، بل ازدادوا قوة؛ والآن يقف اليمن على حافة كارثة إنسانية.

في الحرب اليمنية قتل نحو عشرة آلاف شخص، إضافة إلى إصابات وصلت إلى 40 ألفًا. يبدو أن «صالح» يحاول استغلال الوضع الحالي، الذي يعد بمثابة فرصة له لاستعادة سلطات له في اليمن.

تضيف «ندوة» أن هذه الاتفاقية إن وُجدت فهي تدعم عودة «صالح» إلى السلطة بشكل مباشر أو غير مباشر؛ بمباركة الأطراف أنفسهم الذين ساعدوا في سقوطه.

تغيّر التحالفات

تحالف الحوثيون مع صالح منذ 2014 وأعلنوا إنشاء «حكومة الإنقاذ الوطني» مع البرلمان المعروف باسم «المجلس السياسي الأعلى» في نهاية العام الماضي.

ترى «ندوة» أن الأزمة كانت متوقعة؛ نظرًا لطبيعة أطراف التحالف، الذي يراه معظم الملاحظين بتوحد الأعداء في الحرب وانقسامهم في السياسة، مع دخول الحوثيين في حروب أهلية ضد «صالح» عندما كان في السلطة.

تلفت الصحيفة إلى أن التوترات بين صالح والحوثيين بدأت عندما حاولت «المليشيا» توسيع نفوذها في المناطق التي يتحكم فيها صالح عبر الجماعات المؤيدة له أو معسكرات الجيش.

رغم غموض تأثير عودة صالح على الحوثيين؛ إلا أن محللين يرونها بمثابة نهاية تحالفه معهم.

تقول «ندوة» إن سبب توحّد صالح والحوثيين في 2014 «الانتقام من أعدائهما المشتركين». وبعيدًا عن هذه النقطة؛ فإنهما في الأصل عدوّان لبعضهما، إضافة إلى تزايد الخلافات بينهما يومًا بعد يوم.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023