بعد عام من محاولة الانقلاب في 15 يوليو 2016، تمكّنت تركيا من القضاء على التداعيات الاقتصادية لهذه المحاولة التي تسببت في انخفاض الناتج المحلي بنسبة 1.8% في الثلث الثالث من 2016.
قالت صحيفة «دايلي صباح» إن تركيا استطاعت تقديم مشاريع ضخمة وإطلاق مشاريع طاقة ونقل وبنية تحتية، إضافة إلى نسبة نمو وصلت إلى 5% في الربع الأول من هذا العام.
في صباح 16 يوليو، قدم حوالي 17 ألف عامل في مطار إسطنبول تقاريرهم عن عملهم مثل أي يوم آخر، ولم يتوقف أكبر مشروع في تاريخ تركيا حتى في هذا التوقيت، وفق ما قالته إدارة مطار «آي جي إيه»؛ مؤكدين أن محاولة الانقلاب لم تتسبب في إيقاف البناء المستمر في المطار لضمان أن يتذكر العالم إسطنبول بازدهار ثقافتها بجانب الأهداف التجارية.
يضيف مسؤولو المطار أن الإرادة الوطنية والوحدة وتطوير مشروعات البنية التحتية هي مفاتيح التغلب على أي عواقب، موضحين أن المطار الجديد يعد أحد أهم المشروعات للتنمية وينشؤ بأقصى سرعة.
توضح الصحيفة أن مطار إسطنبول سيكون جاهزًا للعمل في أواخر 2018، ووصف بأنه أكبر مشروع في تاريخ الجمهورية التركية. حتى الآن، أُنجز منه ما يقرب من 55%؛ ومن المتوقع أن يستلم المطار استثمارات تصل إلى 40 مليار يورو بعد الانتهاء من إنشائه.
تقول الصحيفة إن المطار الجديد سيقدم رحلات جوية لأكثر من 350 منطقة في العالم؛ وهو ما يجعلها واحدًا من أكبر محاور الانتقال في العالم، سيخدم المطار ما يقرب من ماشة خط جوي، بجانب معدل إقلاع ووصول قرابة 3500 في اليوم، إضافة إلى خدمة ما يقرب من 347 طائرة صغيرة و266 طائرة كبرى عبر ستة مدرجات و143 جسرًا.
ترى الصحيفة أن ذلك سيساهم في الاقتصاد الوطني؛ فمن المتوقع أن توفر عمالة تصل إلى 225 ألفًا بحلول عام 2025، وفق تقرير تحليلي أعده مركز دراسات السياسة الخارجية والاقتصاد.
قال المحلل كريم الكين لصحيفة «دايلي صباح» إن الأداء الهيكلي للاقتصاد يرجع إلى الأساس المتين للبناء؛ نتيجة الإصلاحات القوية في 15 عامًا، على الرغم من الصدمة التي تلقتها الدولة العام الماضي من محاولة الانقلاب.
يضيف «كريم» أن تركيا أنجزت مشاريع ضخمة ستشغل مواقع هامة بين مشاريع المحيط الهادي وآسيا والمحيط الأطلسي في العام الماضي، بجانب اكتسابها اعترافًا دوليًا، موضحًا أن نجاح هذه المشروعات والاعتراف العالمي بها أثبت أن هناك مصالح للمستثمرين الأجانب في تركيا رغم محاولات وكالات الائتمان تخفيض التصنيف الائتماني لها.
يلفت «كريم» إلى أن حزب العدالة والتنمية أعطى الشعب التركي وعالم الأعمال في الدولة مستوى كبيرًا من الثقة؛ ولذا ساهمت هذه الثقة في إجهاض محاولات الانقلاب.
يرى «كريم» أن ثقة الشعب ورجال الأعمال نتج عنها تقديم ناجح للمشروعات الكبرى؛ ما أتاح لتركيا تأمين مكانتها بين الدول ذات الأداء الجيد في تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مشددًا على استمرار الدولة في تحويل هذه المشاريع إلى واقع ملموس يستطيع التعامل مع الاحتياجات العالمية فيما يخض النقل والبنية التحتية، وأيضًا فيما يخص تكنولوجيا الفضاء والطاقة والدفاع.
افتتاح ثالث جسر في البوسفور بعد محاولة الانقلاب
بعد شهر ونصف من محاولة الانقلاب التي فشلت، وضعت الحكومة التركية «جسر سليم الأول» قيد الخدمة، ويعتبر أوسع جسر معلق في العالم، به عشرة ممرات ووصلت تكلفته إلى قرابة 3.5 مليارات، كما أن لديها أعلى برج في الجسر المعلق، يصل إلى 322 مترًا.
تلفت الصحيفة إلى أن هذا الجسر عمل به ما يقرب من 6500 عامل ومهندس. وفقًا للمعلومات المقدمة من وزير الشؤون البحرية والنقل أحمد رسلان؛ فإن هذا الجسر وفّر للدولة ما يقرب من 1.7 مليار دولار سنويًا عبر تقليل التلوث والأزمات البيئية الناتجة عن التكدس المروري.
نفق الاستقلال 15 يوليو
قالت الصحيفة إن «نفق الاستقلال» افتتح في أواخر ديسمبر للربط بين منطقة أناتوليا (غرب منطقة البحر الأسود)، ومنه إلى البحر المتوسط؛ ويمثّل نقطة هامة على طول الممر الشمالي الجنوبي.
يمتد النفق تحت الأرض على طول مئات الأمتار، وساهم في تقليل صعوبة السفر عبر جبل الغاز، الذي كان يمثّل عواقب قوية للسائقين، واختير اسم النفق للتذكير بفشل الانقلاب.
أوراسيا: أعمق نفق تحت البحر
انتهى مشروع نفق أوراسيا بإجمالي استثمارات 1.3 مليار دولار، وافتتح في أواخر ديسمبر؛ للربط بين آسيا وأوروبا. يقع هذا النفق على بعد 106,5 أمتار، وقيل إنه سيخفف من الازدحام المروري ويسمح بمرور 120 ألف سيارة يوميًا.
من المقدر أن يولد هذا النفق حجم أعمال 1.5 مليون ليرة تركية للاقتصاد، وتوفير 52 مليون ساعة متراكمة في الازدحام المروري؛ ما يعد واحدة من أهم المميزات التي يقدمها النفق.
وضع أساس جسر جناق 1915
في الذكرى 102 لانتصار 1915 في معركة غاليبولي، وضعت تركيا أساس جسر «جناق 1915»، الذي تعتبره الحكومة معلمًا هامًا لخطة 2023. وفي 26 يونيو، فاز اتحاد شركات تركية وكورية جنوبية بالتعاقد لبناء الجسر مع عقد لمدة 18 شهرًا.