أصدرت جماعة الإخوان المسلمين اليوم السبت بيانًا أدانت فيه هجومين استهدفا شرطيين وأجانب، داعية في سياق آخر إلى نصرة المسجد الأقصى.
واستهدف مسلحون أمس الجمعة سيارة أمنية بمحافظة الجيزة (غربي القاهرة)، أسفر الهجوم عن مقتل خمسة شرطيين، بخلاف هجوم آخر بسلاح أبيض استهدف أجانب في منتجع سياحي في الغردقة، قُتلت فيه سائحتان ألمانيتان وأصيبت أربع أخريات لم تحدد جنسياتهن.
إزهاق أرواح المصريين
وقالت جماعة الإخوان المسلمين في بيانها اليوم إن «ممارسات العسكر القمعية وسياسته الفاشلة على مدار أربع سنوات جعلت ما يعيشه الشعب المصري يوميًا من نزيفٍ مستمر للدماء أمرًا عاديًا، والتي طالت إلى جانب المصريين دماء الأجانب، وأصبحت أخبار حوادث القتل وإزهاق الدماء روتينًا يوميًا، ويأتي تبعًا لها فشل متواصل على جميع المستويات».
وجدّدت الجماعة تأكيدها على حرمة جميع الدماء، وترفض الفشل الأمني الذريع الذي يروح ضحيته أبرياء دون الوصول للجاني الحقيقي ومحاسبته، ودون اتخاذ تدابير صحيحة تحافظ على المنشآت والمواطنين والسياح.
وأضافت أن ما تشهده البلاد من فراغٍ في الواجبات الأمنية وتترس في الممارسات القمعية بحق الأبرياء، ويُقابل ذلك فزعٌ يومي يَبيت ويستيقظ عليه أبناء الشعب؛ ربما يأخذُ البلاد إلى منحنى سيعصف بالبلد ومقدراته.
ووجهت دعوة إلى المصريين بالتوحد، قائلة: «ما زلنا نمد أيدينا للجميع، ونؤكد حتمية اجتماع الشعب المصري حتى تخرج مصر من هذه الحقبة السوداء».
منع إقامة الجمعة في الأقصى
وفي سياق آخر، أدانت الجماعة قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلية بإغلاق المسجد الأقصى المبارك ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه للمرة الأولى منذ العام 1969.
وقالت في بيان لها الجمعة: «انتهاك جديد للمقدسات واعتداءات ترتكبها عصابات الاحتلال الصهيوني داخل الحرم المقدسي لتمنع المسلمين من أداء شعائر صلاة الجمعة، وتقتل ثلاثة من أبناء الشعب الفلسطيني خلال مواجهات بين جموع المصلين وعصابات الاحتلال، وذلك بعد أيام قليلة من بدء أولى خطوات التطبيع مع السلطة الحاكمة لقلب العالم الإسلامي، ومن يلقب بخادم الحرمين الشريفين».
وأضافت أن «الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها عصابات الاحتلال في ظل تواؤم مع الأنظمة العربية والإسلامية، تعكس خيانة وعمالة منعت تلك الأنظمة حتى من الإدانة اللفظية، وكأن حرما لم ينتهك، ودماء لم تسل، وشعائر لم تمنع، وكأن أنظمة الحكم العربية والإسلامية قد انسلخت من هويتها، كل ذلك في ظل تنافس تلك الأنظمة لإلصاق تهمة الإرهاب على حركة (حماس)، التي تجاهد عدوا محتلا ومغتصبا ومنتهكا للمقدسات والحرمات والأرض والعرض».
وأكدت الجماعة أن «الإرهاب الحقيقي هو ما يتم في حق الفلسطينيين والمسلمين من عصابات الكيان الصهيوني وأعوانها من أنظمة عربية خائنة، توالي الصهاينة وتتبرأ من شرفاء ومجاهدي أمة الإسلام».
وأوضحت في بيانها أن الأمة الإسلامية بلغت مرحلة شديدة الحرج وسط مؤامرات من أعدائها وخيانة من حكامها، وانتهاكات في شتى أرجائها وتدنيس لمقدساتها؛ وطالبت بالتكاتف بين كل المخلصين من أبناء هذه الأمة ورات أنها «ضرورة واجبة؛ من أجل انتفاضة إسلامية جامعة لحماية المقدسات ووقف الانتهاكات».
كما دعت «أبناء الأمة الإسلامية وعلماءها ورموزها وتكتلاتها لانتفاضة من أجل وقف الانتهاكات في حق المقدسات، ووقف إسالة دماء الأبرياء في فلسطين، وتقديم الدعم المطلوب لمناصرة القضية الفلسطينية».
وقالت إن «انتفاضتنا المرجوة تهدف للضغط على الحكومات الغربية والأنظمة العربية والمنظمات الدولية كافة، للتدخل لوقف انتهاكات عصابات الكيان الصهيوني، ورفع الضغط والحصار عن أبناء الشعب الفلسطيني».
وشدّدت على أن «الذود عن المقدسات والدماء والأعراض هو واجب شرعي، وفريضة على كل مسلم، لا يتهاون عنها إلا خائن أو خانع، فإن لم تتوحد الأمة الإسلامية الآن لحماية مقدساتها، وعصمة دماء أبنائها، ستكون بداية لمرحلة شديدة الانحدار في تاريخ أمتنا الإسلامية، لاسيما في ظل التغيرات الحادة في خريطة القوى والتكتلات الدولية، وإرهاصات عصر جديد من العنصرية والفاشية، واستهداف كل ما هو إسلامي».
واختتمت جماعة الإخوان المسلمين البيان بقولها إن «أيدينا ممدودة للمخلصين كافة من أبناء أمتنا، وكل غيور على دينه ومقدساته ومستقبل أمته، نمد جسور التعاون مع الكيانات الإسلامية والوطنية الشريفة كافة، من أجل الدفاع عن مقدساتنا ودماء أبناء أمتنا» .
مقاومة العدو الصهيوني
من جانبه، طالب المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عاصم، عبر تويتر، من المسلمين «دعم مقاومة الشعب الفلسطيني الحر بعد أن اغتصب الصهاينة أرضهم وديارهم وأقاموا فيهم المحارق والمجازر».
وقال إنّ «كل قطرة دماء تنزف في مقاومة العدو الصهيوني هي شرف وعز نرجو جميعًا أن نناله حتى نحرر المسجد الأقصى وتعود راية الإسلام خفاقة»، مؤكدًا أن العدو الصهوني لن يستطيع، مهما زرع من عملاء يقودون الدول، أن ينزع أصالة عقيدة العرب والمسلمين بأن فلسطين أرضنا والمسجدالأقصى قبلتنا الأولى.
وتابع: «مهما طال الزمن سيبقى العدو الصهيوني محتلًا للأرض والعرض ومغتصبًا للمقدسات ولا يرفض مقاومته إلا خائن ذليل» .