شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

باحث سياسي: الأخبار المزيفة تكشف الحرب النفسية بين دول الخليج

قال جيمس دورسي الباحث المتخصص في السياسات الدولية إن هناك واقعتين تضمنتا أخبار مزيفة خاصة بالخليج كشفتا عن الحرب النفسية الطويلة بين قطر والامارات والتي سبقت الأزمة الخليجية، بجانب جهود الدولتين المتكررة والمتنافسة لتشكيل الشرق الأوسط وأفريقيا بالشكل الذي يريدوه.

يضيف دورسي في مقال نشرته صحيفة «هاف بوست» أن مسؤولي المخابرات الأمريكية أكدوا أن الامارات نظمت اختراق للمواقع الإخبارية الحكومية لقطر وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل نشر تصريحات كاذبة نسبت إلى الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد ال ثاني.

يشير دورسي إلى أن السعودية والإمارات قررتا المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية لقطر بناءً على هذا الاختراق على الرغم من انكار الجانب القطري لهذه التصريحات، وعلى الفور أجرى تحقيقا شارك فيه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، مؤخراً نشر تقرير أمريكي استخباراتي يؤكد أن مسؤولين بارزين في الامارات وافقوا على الاختراق في 23 مايو أي قبل يوم من بدء المقاطعة، بالطبع أنكرت الامارات هذه الادعاءات.

جاءت التصريحات الأمريكية بعد أقل من 24 ساعة من اجبار وكالة «رويترز» على سحب تقرير مفاده أن تحالف من ستة دول بقيادة السعودية طلبوا من الفيفا تجريد قطر من حقوق استضافة كأس العالم 2022، وذلك بعد أن ثبت أن هذا التقرير كاذب لكن بعد انتشاره بشكل كبير على العديد من المواقع والصحف، ولم يتم الكشف فوراً عن الطرف المسؤول عن هذه المعلومات.

يضيف الباحث السياسي أن الحادثتين سلطوا الضوء على الاستراتيجيات المختلفة للدول الخليجية الصغيرة، من خلال الحروب بينهم لمحاولة تشكيل المنطقة من حولهم واتضح ذلك بشكل أكبر في الأزمة الخليجية الأخيرة.

يكمن جوهر الاختلافات في وجهات النظر المتعارضة بشأن مستقبل الشرق الأوسط المتدهور بسبب التغيير السياسي الدموي وجهود الثورة المضادة غير الرحيمة لإعادة الأنظمة القديمة.

ترى السعودية والامارات أن الاستبداد ضروري للأمن الإقليمي ولنجاة أنظمتهم الاستبدادية، لذا سعت أنظمة الدولتين إلى التخلص من إنجازات تظاهرات الربيع العربي التي حدثت في 2011 وتخلصت من قادة مصر وتونس وليبيا واليمن والذين استمروا في قيادتهم لعقود.

كنتيجة لذلك دعمت الامارات تغيير الأنظمة في عدد من الدول بينهم مصر وتركيا، وقدمت الدعم للمتمردين المناهضة للحكومة وللإسلاميين في ليبيا، وانضمت لتدخل السعودية في اليمن، وفي حلقة أخيرة في هذا المسلسل، قادت مع السعودية حملة مقاطعة لقطر.

على عكس الامارات، سعت قطر لوضع نفسها كوسيط للحفاظ على العلاقات ليس فقط مع الدول ولكن أيضاً مع عدد من الجماعات الإسلامية والجماعات المسلحة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما أنها تبنت ثورات الربيع العربي ودعمت قوات إسلامية أبرزهم جماعة الاخوان المسلمين.

يؤكد دورسي أن هذا الدعم لجماعة الاخوان والتي تعد منافس سياسي للأنظمة الديكتاتورية تسبب في غضب دول الخليج، لذا سعت الامارات إلى تعزيز ادعاءات دعم قطر للإرهاب، وهو التصنيف الذي يناله أي طرف معارض للحكم الديكتاتوري.

يرى دورسي أن اختراق المواقع القطرية في مايو بجانب الاخبار المزيفة حول كأس العالم تعد حلقة أخرى في مسلسل الحرب النفسية بين الامارات وقطر، حيث كان هناك حرب سرية في وسائل الاعلام ومن خلال المنظمات الحكومة المزيفة بين الدولتين حتى قبل أن تسحب الامارات والسعودية والبحرين سفرائهم من الدوحة في 2014 في محاولة فاشلة لإجبارها على تغيير سياستها.

سعت الامارات إلى ارسال أخبار مناهضة لقطر إلى وسائل الاعلام الأمريكية من خلال توظيف مجموعة كامستول التي كان يديرها مسؤولين بارزين سابقين في وزارة الخزانة الأمريكية وكانوا مسؤولين عن العلاقات مع الخليج وإسرائيل.

وفق هذا التعاقد فإن كامستول كان يتم استشارتها في القضايا المتعلقة بالشبكات المالية غير القانونية، بجانب دورها في تطوير وتنفيذ استراتيجيات لمكافحة الأنشطة المالية غير المشروعة، بجانب التواصل مع المنتديات ومصالح الاعمال والمسؤولين الحكوميين ووسائل الاعلام بشأن هذه الأنشطة.

قالت صحيفة نيويورك تايمز إن هناك مستندات أظهرت نمط الحوارات التي أجرتها كامستول مع صحفيين كانوا يكتبوا مقالات مناهضة لقطر، وكان أبرز الصحفيين من مؤسسات « نيويورك تايمز » و « واشنطن بوست » و « دايلي بيست » و «بلومبرج» و «فايننشال تايمز» و «سي ان إن».

في هذا الشأن قال المراسل جلين جرينوالد من صحيفة «انترسبت» أن الهجمة الإعلامية المنظمة ضد قطر تعتبر سلاح استخدمته الامارات وإسرائيل والسعودية وغيرهم لتحقيق مصالحهم في المنطقة.

في محاولة للرد على الأخبار الخاصة بكأس العالم، تعاقدت قطر مع شركة بورتلاند للاتصالات والتي أسسها توني الين، المستشار السابق لوزير الخارجية البريطاني توني بلير وفق ما قالته القناة الإخبارية البريطانية الرابعة.

سعت قطر أيضاً لتقويض جهود الامارات التي ترغب في تشويه صورة قطر بالحديث عن اعتقال محققين لحقوق الانسان من أصول بريطانية في قطر عام 2014 أثناء تحقيقهم في أحوال العمال المهاجرة، كان المحققين يعملا في الشبكة العالمية للحقوق والتنمية التي تم تمويلها بحوالي 4.2 مليون يورو سنوياً عن طريق متبرعين مجهولين يتم حالياً ربطهم بالإمارات.

يقول دورسي أن الشبكة العالمية للحقوق والتنمية تم تأسيسها عام 2008 وكان يرأسها لؤي محمد ديب فلسطيني المنشأ وامتلك شركة استشارية في الامارات، وفقاً للصحفي برايان وايتاكر والذي كان يتتبع المجموعة، فيما أكدت الشبكة أنها تهدف إلى تحسين ودعم حقوق الانسان والتنمية من خلال تبني استراتيجيات وسياسات جديدة للتغيير الحقيقي.

يضيف دورسي أنه في عام 2014 نشرت الشبكة تصنيف حقوق الانسان وجاءت الامارات في المركز 14 بينما جاءت قطر في المركز 97، وهو ما أدى للانتقاد الكبير للتصنيف وبدأت الضغوطات عليها لحذفها من موقعها الالكتروني، علاوة على ذلك أشادت المجموعة بشكل مستمر بسجلات الامارات المثيرة للجدل بشأن وضع حقوق الانسان فيها.

أغلقت الشبكة العالمية للحقوق والتنمية في 2015 بعد غارات للشرطة، وتم مصادرة أصول بقيمة 13 مليون دولار، بجانب تهم بغسيل الأموال والتي لم تتم المحاكمة فيها بعد، وأكد المحققون أن دبلوماسيين من دولة الامارات حاربوا بشدة لمنع ذهاب القضية للمحكمة.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023