كشف المهندس والباحث أحمد محسن عن جذور ملكية أهالي جزيرة الوراق لأراضيهم وصراع الحكومات للسيطرة الجزيرة من أجل مستثمرين إماراتيين.
وقال في مقطع فيديو نشره على صفحته الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي فيس بوك بعنوان «السر وراء إقتحام جزيرة الوراق» أن مصر تملك على نهر النيل عدد 32 جزيرة منفصلة ( مش مربوطة بالشاطيء ) و 28 جزيرة متصلة ( مربوطة بالشاطيء ) إما عن طريق أرض أو كوبري.
وأضاف «في القاهرة بس فيها أربع جزر في النيل هم ( جزيرة الذهب – جزيرة الروضة – جزيرة الزمالك – وجزيرة الوراق)» .
ملكية الأهالي للأرض
ولفت إلى أن اسم الجزيرة جاء في موسوعة تاريخية ضخمة للمقريزي ( المواعظ و الاعتبار بذكر الخطط و الاثار ) التي تشرح معالم القاهرة واحياءها وكانت تسمى جزيرة «الأسل» وتحولت إلى جزيرة الوراق بعد ذلك ، مشيرا إلى أن الموسوعة قالت عنها (الجزيرة) «ارض شديدة الخصوبة».
وأكد إن شيخ الازهر السابق محمد أبو الفضل الجيزاوي ولد بالجزيرة موضحًا أنه من ابطال ثورة 1919 وهو أول من أدخل تقاوي البطاطس وزراعتها لمنطقة الجيزة عن طريق الجزيرة.
وقال «للاسف كان محصول البطاطس بيستولى عليه الانجليز .. ده غير ان الفيضان كل فترة كان بيغرق الجزيرة .. فكان كتير من اهلها بيهجروها .. وما بيرجعوش لها الا بعد شهور للزراعة فقط».
واستطرد «ابتدى تملك الاراضي للاهالي على استحياء بعقود من سنة 1920، لكن في سنة 1932، وتشجيعا للاهالي ( الملك فؤاد الاول ) منحهم عقود بملكية الاراضي التي يزرعوها بصورة موسعة، واشرف على التملك وقتها ( الشيخ الجيزاوي ) بنفسه» .
وتابع «استمر الاهالي يمارسوا حياتهم على الجزيرة بزراعة البطاطس .. التقاوي كانت بتجيلهم من قبرص .. والمحصول بيروح ( للجمعية العامة لمنتجي البطاطس ) ..واللي كان الانجليز مستولين على خيرها .. لحد ما جت فترة جمال عبد الناصر واتأممت الجمعية .. وبقى المحصول بيروح للحكومة المصرية».
النزاع مع الحكومات
وحول بداية النزاع مع الحكومات، لفت إلى أنها بدأت عام 1998 بصدور قرار رقم 1969 من رئيس الوزراء ( كمال الجنزوري ) بحظر اقامة المباني على الجزر إلا بتصريح منه، وأضاف: لكن في سنة 1999 صدر قرار تاني من الجنزوري نفسه برقم 2464 وتم استثناء ارض لبناء مدرسة.
وبحسب محسن فإنه مبارك اجتمع مع وزير الدفاع طنطاوي ووزير الاسكان ابراهيم سليمان في 27 مايو 2007 من أجل اقتراح مشروع كبير لتطوير شمال الجيزة اهم جزء فيه هو اقامة مدينة سياحية كبيرة على ارض جزيرة الوراق.
وأشار إلى مقال نشر بجريدة ( صوت الامة ) عام 2009 فضح علاقة مشبوهة بين جمال مبارك وبعض امراء الخليج للاستحواذ على أرض الجزيرة وتحويلها لمشروع سياحي وأكد أن مبارك بدأ فيه من يوم الاجتماع من سنتين.
وأكد محسن أن في 2010 ظهر فيديو ثلاثي الابعاد لمدينة تسمى «جزيرة حورس» مقامة على ارض جزيرة الوراق. وذكر أن اخراج الفيديو تشابه مع اخراج جزيرة جميرة في دبي وأن المشروع حينها انتسب لوزارة الاسكان بمصر .
وقال «في 2012 غرق طفل في المعدية الوحيدة اللي بتربط جزيرة الوراق بالكورنيش .. وعلى الفور وقع محافظ الجيزة عقد بالاسناد المباشر لشركة ( المقاولين العرب ) لاقامة كوبري الوراق .. وطبعا فات 5 سنين ولا شافوه».
وفي عام 2014 .. وزير الاسكان مصطفى مدبولي اجتمع مع كل صناع القرار من الوزراء والمسئولين عشان يبدأوا في باسم «جزيرة حورس» وفق محسن.
وكشف عن لقاء بين السيسي وبين اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية بالجيش الذي قال للسيسي «حضرتك امرت ان احنا ندي تعويضات للمتضررين في تطوير جزيرة الوراق ولكنهم ميستحقوش».
وفي اغسطس 2016 كان فيه لقاء مع أحد المهندسين المسئولين عن ربط جزيرة الوراق بالكورنيش وقال إن فيه ضغط كبير من الحكومة بانجاز المشروع وسوف يتم بداية 2018.
ولم يمضي أربعة أشهر حتى دخلت الحكومة بحملة هدم بعرض المحور المسمى «محور روض الفرج» ونوه «محسن» أن الأهالي تنظموا وقفة احتجاجية لكن المكتب الاستشاري اقنعهم انه ليس به أضرار.
وأوضح أن محافظ الجيزة اتهم الإخوان المسلمين في تصريح رسمي بأنهم أطلقوا شائعة تهجير أهالي الوراق الشهر الفائت، وأن السيسي قال في مؤتمر «إن أراضي الدولة ملك للدولة .. وفيه جزيرة كبيرة في النيل لازم تفضى .. وممنوع أصلا يكون عليها أي مباني .. ودي محمية طبيعية».
جدير بالذكر أن الأهالي حصلوا على حكم قضائي من المحكمة الإدارية عام 2002، بما يفيد بملكيتهم للأراضي.
الهجوم على الجزيرة
وأمس الأحد، حاولت قوات من الجيش والشرطة إخلاءها من سكانها بدعوى إزالة المباني المخالفة، فقتلت القوات مواطناً، وأصيب عشرات، من بينهم أفراد من الأمن.
وحول هذه الأحداث قال «امبارح اتفاجيء الاهالي بسفن واساطيل الجيش والشرطة جايين عليهم من الكورنيش لعبور خط بارليف الوراق .. وطرد الاهالي اللي اعتبروهم يهود الجزيرة» .
وأضاف «الاهالي من الازبهلال مبقوش عارفين يقولو ايه ولا يعملوا ايه .. لا اتفاق مسبق مع عمدة الجزيرة .. ولا حتى محافظ الجيزة كان عنده علم .. فاتجمع الاهالي وضربوا عالعساكر والضباط طوب .. واللي معاه خرطوش بقى يضرب هو كمان» .
وتابع «ناس ساكنه جايه عالـ 600 سنة في مكان .. لا خدمات ولا حتى كوبري .. ولا الحكومة عاملة لهم تعداد سكاني برغم انهم قربوا من الـ 100 الف .. وحتى المدرسة والوحدة الصحية ومكتب البريد مبنيين بتبرعاتهم .. ونقطة البوليس اللي كانت موجودة اتقفلت من فترة .. فالبلطجية والحرامية بهدلوا الاهالي .. ده غير كل شوية حد يغرق في المعدية» .
وأردف «الشرطة اتغابت وقتلت شاب .. وامه طلعوها عالتلفزيون مش عارف ازاي .. وقالت بدموع عنيها انه مات على ايديها .. وهو اصغر ولادها .. وكان بيحوش فلوس عشان يطلعها عمرة .. قبل ما يحوش فلوس لجوازه هو».
وأوضح أن القوات تراجعت مع مقاومة الاهالي وأن صفحة الداخلية نشرت صور للعساكر والضباط.
واستطرد «النظام دلوقتي وصل لمرحلة اللاقيود واللا شروط .. ولا اعتبار لاي قانون ولا دستور .. اللي ابسط بند فيه للقانون رقم 10 لسنة 1990 بيقول «ان نزع الملكية للمنفعة العامة لا يتم الا بتعويض».. لان الناس ي معاها عقود من 100 سنة للاراضي نفسها».
وانهى محسن الفيديو بقوله « فوالله اللي عمله في تيران وصنافير لهيعمله في الوراق .. لهيعمله في بيتي .. لهيعمله في بيتك .. « واكلت يوم اكل الثور الابيض» مدام مفيش رادع».