منذ مطلع الأسبوع الجاري، تداولت وسائل إعلام وخبراء مختصون في السدود صورًا التقطتها الأقمار الصناعية لسد النهضة تُظهر وجود تجمّع أمامه لقرابة مائتي مليون متر مكعب من المياه.
ورغم آثار هذه الأنباء، مرّت أزمة سد النهضة الإثيوبي بـ14 محطة؛ وفي جميعها لا تزال محصلة مصر منها «صفرًا».
في هذا التقرير، نرصد هذه المحطات:
1- الاجتماع الأول: في 15 مايو 2012، موعد الاجتماع الأول للجنة بأديس أبابا لتقييم سد النهضة وللاطلاع على المستندات والدراسات التي تقدمها إثيوبيا بشأن السد وآثاره الإيجابية والسلبية على مصر والسودان؛ انتهت المفاوضات بعد يومين دون الوصول إلى حلول ترضي الأطراف.
2- الاجتماع الثاني: في 19 يونيو 2012 كان الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية في القاهرة، واستمر لمدة ثلاثة أيام؛ وكانت نتائجه مرضية إلى حد ما وحققت الهدف المنشود بالتوافق بشأن مجموعة من المكاتب الاستشارية التي ستستكمل الدراسات الفنية والبيئية المطلوبة للمشروع.
3- مراجعة الدراسات: في 28 مايو 2013 انعقد اجتماع اللجنة الثالث في أديس أبابا واستمر ثلاثة أيام أيضًا، وكان من المقرر أن يجري الأعضاء فيه مناقشات فنية تشمل مراجعة الدراسات الخاصة بالتأثيرات المحتملة للسد على الدول الثلاث، وإجراء مراجعة للتصميمات.
4- طلب التعاون: في 25 أغسطس 2014 انعقد الاجتماع الرابع على مستوى وزراء الري في البلدان الثلاثة، وركّز على ضرورة التعاون والاستفادة القصوى من مياه النيل وحلّ الخلافات بصورة ودية عن طريق التفاوض.
5- مراجعة الشروط: في 20 سبتمبر 2014 بدأ الاجتماع الخامس بإتمام الدراسات الموصي بها في التقرير النهائي للجنة الدولية للخبراء بخصوص سد النهضة، وأبدى ممثلو الدول الثلاث المرونة الكافية لإنهاء هذه الاجتماعات بشكل جيد.
كما تناولت اللجنة النقاش بشأن الشروط المرجعية والقواعد الإجرائية للجنة الوطنية، واعتماد نطاق عمل الدراستين الموصي بهما في التقرير النهائي للجنة الدولية الصادر في مايو 2013.
6- تبادل البيانات: في 16 أكتوبر 2014 عقدت اللجنة اجتماعها السادس في القاهرة للاتفاق على الآلية الخاصة بتبادل البيانات الفنية المطلوبة من الدول الثلاث لإتمام الدراستين، واختيار مكتب قانوني دولي «كوربت» للقيام بالإجراءات المالية والإدارية نيابة عن الدول في التعامل مع المكتب الاستشاري الدولي، وفقًا لتصريحات وزير الموارد المائية والري المصري حسام مغازي.
7- تفاهمات: استمرارًا لتضييع الوقت، انعقد في العاشر من فبراير 2015 الاجتماع السابع، وتوصلت البلدان الثلاثة إلى تفاهمات؛ من بينها مواصلة الاجتماعات لمناقشة القضايا العالقة.
8- توقيع اتفاقية المبادئ: وقعت مصر والسودان وإثيوبيا اتفاقية المبادئ، في خطوة اعتبرها مراقبون إقرارًا ببناء السد وضياعًا لحق مصر.
9- اجتماع ما بعد الاتفاقية: عقدت اللجنة الاجتماع الثامن لها في 8 أبريل 2015 في أديس أبابا، وسط جو من التفاؤل؛ خاصة بعد توقيع وثيقة سد النهضة في مارس 2015 التي قادها مسؤولو الدول الثلاث في العاصمة السودانية الخرطوم، وكان هذا الاجتماع الأول للجنة بعد اتفاق المبادئ الذي وقع عليه السيسي وعمر البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي.
وكان من المقرر بعد اختيار المكتب الاستشاري والتوافق عليه التوقيع معه في احتفالية بالقاهرة بحضور الوزراء الثلاثة، بعد إتمام العقود الفنية والمالية ومراجعتها مع المكتب القانوني الدولي؛ بما يعني ضرورة الالتزام بالجدول الزمني المقرر والمتفق عليه لإنهاء الدراسات الفنية، يعقبه توقيع أربع اتفاقيات تتوافق مع مبادئ الوثيقة.
كما كان من المقرر أيضًا أن يُعدّ وزراء الدول الثلاث آلية لتنفيذ ما ستسفر عنه دراسات المكتب الاستشاري من توصيات، وأن تخطر دولة المنبع دولتي المصب بما قد يطرأ في تشغيل السد، إضافة إلى اتفاق لوضع آلية لمنع الضرر.
10- فشل: في أوائل يوليو 2015 عُقد الاجتماع التاسع، وفيه فشلت اللجنة في تحديد موعد للتعاقد مع المكتب الاستشاري؛ بسبب التعنت الإثيوبي والخلاف بشأن مدّة إجراء الدراسات؛ حيث أرادت مصر إجراءها في المدة المتفق عليها (تتراوح ما بين ثمانية أشهر و11)، بينما رغبت إثيوبيا في إطالة الفترة دون الالتزام بما جاء في خارطة الطريق، إضافة إلى الخلاف بين أعضاء اللجنة بشأن البرامج والنماذج الرياضية المستخدمة في تقييم سد النهضة.
11- لا حلول: اجتمعت اللجنة في القاهرة للمرة العاشرة يومي 12 و 13 ديسمبر الماضي، بحضور وزراء الخارجية والمياه في البلدان الثلاثة، وانتهت الاجتماعات دون التوصل إلى حل. وأعلنت وزارة الخارجية المصرية تحديد ميعاد جولة مفاوضات جديدة يومي 27 و28 ديسمبر في الخرطوم، بمشاركة الوزراء الستة.
12- لن نتوقف: في فبراير 2016، أكّدت إثيوبيا أنها لن تتوقف عن بناء سد النهضة ولو للحظة، وأنها ستواصل العمل فيه أثناء فترة إجراء الدرسات الفنية (المُقدّرة بنحو عام).
وقال وزير المياه الإثيوبي في مقابلة مع «بي بي سي» إنّ بلاده ستعمل على افتتاح السد رسميًا في موعده المحدد في العام 2017، لافتًا إلى أنه لا يوجد سبب لتأجيل افتتاحه، ونفى الاتهامات الموجهة إلى بلده بالمماطلة والتسويف في المفاوضات المتعلقة بالسد حتى يصبح أمرًا واقعًا.
13- صور: في أغسطس 2016، كشفت الأقمار الصناعية، وبالتحديد صور القمر الأميركى لاندسات «Landsat 8» اكتمال المحور الأفقي لسد النهضة بطول 1800 متر، وأن البعد الرأسي للسد لم يكتمل بالشكل المقرر له في التصميمات الهندسية التي تنفذها شركه «ساليني أمبرجيليو» الإيطالية.
14- تجمع مائي: بات الأمر واضحًا ومؤكدًا للجميع بما يشكّله سد النهضة الإثيوبي من خطر على مستقبل الأمن المائي لمصر؛ خاصة بعدما كشفت صور للأقمار الصناعية الملتقطة منذ أيام وجود تجمع مائي أمام سد النهضة لقرابة ماتي مليون متر مكعب من المياه.