قال الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، إن ضخامة أعداد المصلين في شوارع مدينة القدس، أربكت السلطات الإسرائيلية، وهو ما دفعها لمهاجمتهم في محاولة لفضهم.
وأكد الشيخ صبري، اليوم الأربعاء، لمراسل وكالة الأناضول، بعد تعافيه جراء إصابته مساء أمس، خلال محاولة الشرطة الإسرائيلية تفريق المصلين أن الفلسطينيين مصممين على إزالة البوابات، من خلال إقامة الصلوات في الشوارع.
ويحتج الفلسطينيون في مدينة القدس، منذ يوم الأحد الماضي، على وضع الشرطة الإسرائيلية بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى ويصرون على إزالتها.
ويرفض المصلون المسلمون دخول المسجد الأقصى من خلال هذه البوابات، ويقيمون الصلاة في الشوارع المحيطة بالمسجد.
وكان الشيخ صبري أحد الذين أصيبوا جراء محاولة الشرطة الإسرائيلية تفريق المصلين، بعد انتهاء صلاة العشاء أمس في منطقة باب الأسباط، شمالي المسجد الأقصى، في البلدة القديمة من مدينة القدس.
وقال الشيخ صبري، الذي تعافى وعاد إلى منزله مساء أمس: «لقد أصبت وتم نقلي إلى المستشفى وبعد الفحص تبين أن هناك رضوض في منطقة الرجلين واليدين، وبحمد الله لم تكن هناك كسور».
وأضاف: «عندما شاهدت الجرحى الشباب هان علي مصابي، فقد شاهدت شبانًا أصيبوا بالرصاص في الرأس والبطن ونسأل الله لهم السلامة».
وتابع: «لا مبرر أمني لهذه البوابات، وإنما الهدف هو سياسي وهو محاولة فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى وهو ما نرفضه ولا نقبل به».
وأضاف: «لقد بدأت الاحتجاجات على البوابات الإلكترونية الإسرائيلية بالعشرات من المصلين، ثم ازدادت أعدادهم في غضون يومين إلى المئات، وبالأمس لاحظنا أن تعداد المصلين كان بالآلاف».
وتابع الشيخ صبري: «هذا الأمر أربك الإسرائيليين، فقامت عناصر الشرطة بقمع المصلين بوحشية، فأصابت العشرات من المصلين في منطقة باب الأسباط».
وكان الآلاف من الفلسطينيين قد تدفقوا على نحو لافت في ساعات صلاتي المغرب والعشاء، بحيث اضطر بعضهم لأداء الصلاة في المنطقة الخارجية لساحة باب الأسباط بعد أن امتلأت الساحة الداخلية.
وقال الشيخ صبري: «ضخامة الأعداد أربكت الإسرائيليين، فهجموا على الناس حتى يخيفوهم ويرهبوهم عن العودة للصلاة مرة أخرى، ولكن أتوقع أن الأعداد ستزداد»، مضيفًا: «المصلون مصممين على إزالة البوابات».
وتحاول الشرطة الإسرائيلية وقف الاحتجاجات الفلسطينية قبل يوم الجمعة القادم، حيث يتدفق عشرات آلاف المصلين، من أجل أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.
وعمّا إذا كان يرى بأن إسرائيل ستتراجع عن تركيب البوابات الإلكترونية، حتى يوم الجمعة، قال الشيخ صبري: «كل شيء محتمل، نحن نتوقع من الاحتلال أن يزيل البوابات قبل يوم الجمعة، فإذا ما أرادوا حسن النية فإن عليهم إزالتها قبل يوم الجمعة».
من جهتها، قالت لوبا السمري، المتحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية، في تصريح صحفي؛ اليوم الأربعاء: «بعد انتهاء صلاة العشاء تواصلت أعمال الإخلال بالنظام بجوار باب الأسباط، حيث قامت القوات بتفريق المخلين بالنظام مع استخدامها وسائل التفريق».
ولفتت السمري إلى اعتقال أحد الفلسطينيين وإصابة شرطيين إسرائيليين إثنين بجروح طفيفة نتيجة رشقهما بالحجارة.
ومن جهته، قال الهلال الأحمر الفلسطيني في تصريح مكتوب وصلت نسخة منه لوكالة الأناضول إن 34 فلسطينيا أصيبوا في المواجهات في منطقة باب الأسباط.
وأضاف: «تم نقل 14 إصابة إلى مستشفى المقاصد منها إصابة خطيرة بالصدر وتم علاج 20 إصابة ميدانيا».