قالت صحيفة «ستاف» إن خبراء جغرافيا سياسية توقعوا أن الصراع الكبير القادم سيكون بسبب المياه، وعلى الرغم من وجود نسبة مياه قرابة 71% في الكرة الأرضية؛ فإنّ نسبة المياه العذبة تساوي 2.5% فقط؛ 3.% منها في الأنهار والبقية على شكل ثلوج أو مياه جوفية.
وتضيف الصحيفة في تقريرها أن المياه تُدوّر حول الأرض عبر تبخر وتكثيف وأمطار وجريان سطحي، موضحة أن الأزمة تكمن في أن استخدام المياه أصبح ضعف تزايد الكثافة السكانية.
ويوضح التقرير أن هناك قرابة مليار شخص لا يستطيعون الوصول إلى مياه آمنة للشرب؛ ومن المتوقع أن يواجه نصف سكان العالم هشاشة بسبب نقص المياه بحلول 2025.
كما تلفت الصحيفة إلى أنّ هناك أكثر من منطقة معرّضة إلى خطر التهديد المائي، من بينها شمال إفريقيا والشرق الأوسط والهند ووسط آسيا والصين وأجزاء من أميركا الجنوبية وجنوب إفريقيا وأستراليا، بجانب المخاوف من التنافس الدولي من أجل المياه التي ظهرت ببناء سدود؛ أبرزها سدّ النهضة وسد إليسو.
أزمة مصر
ويلفت التقرير إلى أنّ سد النهضة الإثيوبي، الذي يُتوقع الانتهاء من بنائه هذا العام، يقع على نهر النيل على بعد قرابة 15 كيلومترًا من حدود السودان، إضافة إلى وجود خزان خلف السد يجب ملؤه من أجل توليد طاقة كهرومائية لإثيوبيا.
تضيف الصحيفة أن نهر النيل مصدر أساسي للمياه في مصر؛ حيث يعتمد ما يقرب من 95 مليون مصري بشكل كامل على مياهه، ومن المتوقع أن تشهد مصر أزمة، خاصة في الزراعة؛ بسبب الفترة التي ستستغرقها إثيوبيا لملء الخزان، والتي يمكن أن تصل إلى خمس سنوات.
ويؤكد التقرير أن هناك صعوبة في تقييم التأثير الطويل المدى على مصر، لكن من المتوقع أن تسبب الأعشاب الضارة في الخزان قلة تدفق المياه إلى مصر، ورفض الجانب المصري أيّ اتفاقيات لمشاركة المياه؛ ما جعل إثيوبيا تبدأ في بناء سد النهضة بغض النظر عن الموقف المصري.
تزايد الصراعات
تظهر مشكلة شبيهة على طول نهر دجلة في تركيا؛ حيث لا تزال سوريا والعراق يعانيان من نقص المياه. رغم ذلك؛ إلا أن تركيا بصدد بناء سد بالقرب من الحدود السورية، ويعد سد إليسو واحدًا ضمن 22 سدًا في مشروع جنوب شرق الأناضول، ويهدف إلى تسخير قوة نهري الفرات ودجلة لتزويد تركيا بالطاقة الكهرومائية.
يوضح باتريك جونز، مراسل جيوبوليتكال مونيتور، أن العراق سيكون الخاسر الأكبر في هذه المعركة؛ بسبب مخاوف تزايد الأزمات العراقية بعد بناء سد في نهر دجلة؛ حيث ستعرقل قلة المياه الاقتصاد، ما سينتج عنه انتشار البطالة واليأس، وبدء صراعات داخلية أخرى.
أما الأزمة الثالثة فمن المتوقع أن تكون بسبب نهر براهمابوترا، الذي يعد طوله 300 كيلومتر ويمر بالصين والهند وبنجلاديش، ويعد مصدرًا هامًا للزراعة. وفي السنوات الماضية بدأت الصين في سلسلة من السدود على طول الجزء الذي يمر من دولتها.
حتى الآن، لا توجد أي اتفاقيات بشأن كيفية إدارة تدفق النهر؛ على الرغم من أن الصينيين وافقوا بشكل غير رسمي على توفير البيانات الهيدرولوجية للهند. في حالة تعرض الهنود إلى أزمات متعلقة بالإنتاج والمياه لا يعرف أحد كيف ستتصرف الصين؛ نظرًا لحاجتها التي لا تنتهي من الطاقة الكهربائية.
مع تصاعد أزمة المياه في أكثر من منطقة، من المتوقع تزايد سعرها؛ مع تزايد الطلب عليها، وكذلك الصراعات.