شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

دايلي صباح: معاناة الفلسطينيين أظهرت ظلم العالم

لم يكن سقوط ثلاثة شهداء وعشرات المصابين بالقرب من المسجد الأقصى برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء اندلاع مواجهات مع الفلسطينيين أول حلقة في سلسلة تعدي الجانب الإسرائيلي على الفلسطينيين؛ حيث نشرت جريدة «دايلي صباح» مقالًا سلّطت فيه الضوء على المعاناة التي يعانيها الفلسطينيون منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى.

وتضيف الصحيفة أن بريطانيا وجّهت أنظارها صوب فلسطين وحاولت مساعدة «إسرائيل» على حساب الفلسطينيين، ولفتت إلى ما أسمتها «حملة الإبادة الجماعية» التي يتعرّض إليها المسلمون في القدس المحتلة، موضحة أنها ليست وليدة اللحظة؛ وإنما بدأت منذ نهاية الحرب العالمية الأولى واتجاه الأنظار نحو تهجير اليهود إلى فلسطين.

وفي مقال بعنوان «كلما زادت القسوة في فلسطين قلّ عدل العالم»، قالت الصحيفة إن الحرب العالمية الأولى انتهت باحتلال الدول الغريبة معظم مناطق العالم الإسلامي، وتشاركت هذه الدول الغنائم فيما بينها، وكانت معظمها من مناطق الإمبراطورية العثمانية. هكذا امتدت الإمبراطورية الاستعمارية الناشئة من المغرب إلى شبه جزيرة القرم، ومن البلقان إلى شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

وأضافت أنه مع التطلعات الاستعمارية ومحاولات الاستعمار القضاء على أي شيء مرتبط بالإسلام بدأ العالم الإسلامي يفقد مقوماته الخاصة للحياة، وتعرّض دينه وتاريخه وثقافته وعاداته وتقاليده إلى خطر الانقراض من أجل استبدالها بقيم الثقافة الغربية الحديثة؛ الأمر الذي كان يحدث عن طريق وسائل الإعلام، ومساهمة المثقفين الذين تلقوا تعليمهم في البلدان الغربية في تقدم الإمبريالية الثقافية ببلدانهم الإسلامية.

بجانب تصوير الإسلام على أنه قوة رجعية تعوق بطبيعتها التقدم، وتعمد تشويه العثمانيين عبر السياسات التي تشترك فيها الدولة العثمانية مع دول غربية أخرى، كما صُوّر الإسلام في الثمانينيات كحركة رجعية وأنه يمثل الجهاديين فقط. وهددت المشاعر الطائفية المدمرة المشاعر البناءة كالأخوة والتضامن بين المسلمين.

وأضافت الصحيفة أنه منذ احتلال الإمبراطورية البريطانية للهند، كانت القوى الغربية تهدف إلى السيطرة على العالم الإسلامي عبر الفوضى، وتقدم منظمة غولينيست تيرور (FETÖ) في هذا الصدد أفضل مثال على تحويل مجتمع مسلم إلى منظمة إرهابية كاملة من الجواسيس. والأسوأ من ذلك قتال المسلمين بعضهم بعضًا في بلدان إسلامية مثل أفغانستان ومصر والعراق ونيجيريا.

قال سفير سابق إنه عندما تولى باراك أوباما رئاسة الولايات المتحدة أعرب في خطاب له عن تعاطفه مع القضية الفلسطينية، قائلًا: «بما أن فلسطين قلب العالم، فإن مشاكل العالم لا يمكن حلها إلى أن يُتوصّل إلى حل نهائي للأزمة الفلسطينية».

أوضحت الـ«دايلي صباح» أنه بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية بانتهاء الحرب العالمية الأولى، ركّزت بريطانيا على احتلالها للشرق الأوسط؛ بما في ذلك مدينة القدس، ودفعت اليهود إلى الهجرة إلى فلسطين حتى عام 1948 عندما أعلنت «إسرائيل» كدولة مستقلة، وفي حين أن الأراضي الفلسطينية آخذة في التقلص بشكل كبير، فإن قسوة الاحتلال تتصاعد بطريقة متزايدة؛ وكأن «إسرائيل» تريد الانتقام من المحرقة التي أقامتها النازية ضدهم، عبر تنفيذ إبادات جماعية في حق المسلمين.

واختتمت الصحيفة مقالها بأن النظام العالمي الجديد لم يكن أقلّ عدلًا وإنسانية من النظام العالمي القديم. وبالتالي؛ علينا أن نقف ضده، برفع أصواتنا مرة أخرى «كلما زادت القسوة في فلسطين قلّت العدالة في العالم».

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023