لم يتردد عبدالفتاح السيسي في الانقلاب على داعمي بيان «تفويض محاربة الإرهاب المحتمل» الذي أطلقه، ورغم دورهم في تأثير صدى التفويض ودعمه؛ لم يلبث السيسي كثيرًا حتى ضربتهم قوته عند أوّل تحركات معارضة ضده.
في التقرير، نستعرض أبرز من فوضوا السيسي ولم يشفع لهم دورهم فيما بعد:
1- محمد البرادعي
رغم ظهور الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية المعين عدلي منصور، في مشهد الإطاحة بحكم الإخوان ممثلًا للقوى المدنية؛ فسرعان ما واجه انقلابًا من السيسي ضده بسبب موقفه المعارض لمجزرتي رابعة والنهضة؛ ليبدأ الإعلام المقرب من نظام السيسي والمدار من الأجهزة الأمنية في حملة ضده ووصفه بـ«الخائن»
شارك البرادعي في إعلان الثالث من يوليو وعُيّن في منصب نائب رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية. وعن وجوده أثناء الإعلان العسكري للمرحلة الانتقالية في مصر قال: «كنت أقف بجوار البابا تواضروس والإمام الأكبر شيخ الأزهر؛ إذ كان هناك خلل رهيب في الدولة يحتاج إلى إصلاح، فمصر منقسمة بعمق، ومن دون مصالحة لن يكون هناك مستقبل. الإخوان فصيل في مجتمعنا، وأتمنى بصدق أن يشاركوا في الجولات القادمة من الحوار، وسأكون أول من يعترض في حالة عدم الاحتكام إلى العدالة».
إلا أن البرادعي تراجع عن تأييده للسيسي، بحسب تصريح له أثناء حضوره مؤتمر الاتحاد الأوروبي الذي نظمته الجامعة الأوروبية في فلورانسا بإيطاليا من 6 إلى 9 مايو 2014.
وقال إن ماحدث في 30 يونيو جاء مخالفًا لما اتفق عليه بين القوى السياسية، وهو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وخروج «كريم» لمرسي ونظام سياسي يشمل الجميع، بمن فيهم «الإخوان المسلمين» وغيرهم من الإسلاميين، إضافة إلى بدء مصالحة وطنية وحوار وطني وحل سلمي للاعتصامات.
2- الحركات الشبابية
شوّهت صورة أغلب الحركات الشبابية، على رأسها «6 أبريل»، في الإعلام فور انسحابها من دعم النظام بعد إقرار قانون يقيد التظاهر ضد النظام.
وبعد مواقف الحركات الشبابية الثورية، اتخذ النظام موقفًا معاديًا لها سريعًا؛ فاعتقل كثيرًا من قادتها وأعضائها والمنتمين إليها، من بينهم أحمد ماهر مؤسس حركة شباب 6 أبريل، وأحمد دومة وعلاء عبدالفتاح، وغيرهم من شباب الثورة المعارضين للنظام.
3- الأحزاب الناصرية
لا وجود الآن للأحزاب الناصرية، سواء على المستوى النيابي أو الإداري، ودون أي مقدمات خرجت هذه القوى التي دعّمت السيسي من حساباته؛ لتأتي اتفاقية «تيران وصنافير» وتشكّل جبهة معارضة قوية ضد نظامه.
وكانت أحزاب اليسار، على رأسها التحالف الشعبي الذي يرأسه حمدين صباحي، والتيار الشعبي وحزب الكرامة، في طليعة الهاربين من معسكر 30 يونيو؛ وكانت بداية الخلاف مع قانون التظاهر، ودعت هذه الأحزاب إلى تظاهرات ضد القانون واعتقل منهم العشرات.
4- حازم عبدالعظيم
بعدما سقط من حسابات البرلمان المتفق عليها، اتخذ حازم حازم عبدالعظيم، عضو حملة عبدالفتاح السيسي الرئاسية، موقفًا معارضه ضد السيسي ومجلس النواب والحكومة.
وقال حازم إنّ «السيسي تعامل مع ثورة 25 يناير بأسلوب الخداع المخابراتي والتقية السياسية»، ثم ظهر فيما بعد وهو يتصور مع الفريق أحمد شفيق، في رسالة لدعمه.
5- يحيى القزاز
وصف بـ«ضابط اتصال 30 يونيو»، فكان أول الموقعين على استمارة «تمرد» التي دعت إلى إسقاط حكم الإخوان، ثم فوجئ بأنه ليس له مكان وسط مجلس النواب مثل تلميذه في العمل السياسي «محمود بدر» وهو أستاذ الجيولوجيا في جامعة حلوان، ثم سلك اتجاهًا معارضًا في الفترة الماضية.
6- عمرو موسى
من أبرز المرشحين في انتخابات الرئاسة 2012، وكان أحد أقطاب «جبهة الإنقاذ»، كما كان ضمن مفوضي السيسي للحرب على ما أسماه «الإرهاب»؛ إلا أنه لم يجد مكانًا مرموقًا له في دولة السيسي، وهو وزير الخارجية الأسبق وأمين عام جامعة الدول العربية حتى فترات متأخرة.
7- عصام حجي
فور إعلانه أن جهاز علاح فيروس «سي» فضيحة، طُرد من قصر الاتحادية، بعدما شغل منصب المستشار العلمي لرئيس الجمهورية المعيّن آنذلك عدلي منصر.
وكان عصام من أبرز مفوضي السيسي في الحرب على ما أسماه «الإرهاب»، وأعلن في الفترة الماضية إعداد فريق رئاسي يخوض به انتخابات 2018.