شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ذا هيل: تنظيم الدولة والمعركة الإلكترونية القادمة

قالت صحيفة «ذا هيل» الأميركية إنّ شهر يوليو شهد موجة هجمات مدمّرة على أيدي تنظيم الدولة بهدف تخويف العالم، لكنه شهد كذلك سلسلة من الانتصارات المميزة ضد التنظيم في العراق وسوريا.

تضيف الصحيفة في تقريرها أن قوات الأمن العراقية تمكنت من تحرير الموصل من سيطرة التنظيم، واستطاعت المليشيات السورية الدخول إلى الرقة، مركز «خلافة تنظيم الدولة».

يوضح التقرير أن هذه الجهود لم تؤد إلى التخلص من الخلافة فقط؛ لكن هناك تقارير تؤكد التخلص من الخليفة نفسه. وقال المرصد السوري إنّ هناك معلومات تفيد بمقتل أبي بكر البغدادي، قائد تنظيم الدولة، لكن لم تؤكد وزارة الدفاع الأميركية هذه التقارير حتى الآن، بينما لا زال المسؤولون العراقيون والغربيون متشككين في صحة التقارير. رغم ذلك، تزيد مزاعم سقوط القائد من قوة الحملة المناهضة لتنظيم الدولة.

يضيف التقرير أن هذه السلسلة من الانتصارات أدت إلى الحذر من التفاؤل المفرط؛ خوفًا من أن يُنسي ذلك قدرة الجماعات الجهادية على الخروج مرة أخرى تحت أسماء مختلفة.

لا تعتبر هذه التحذيرات مبررة فقط، ولكنها ضرورية لاستعداد التحالف المكافح لتنظيم الدولة للمرحلة التالية لتنظيم الدولة؛ إذ تركّز تحليلات على القوة العضلية للجماعة في أرض المعركة، لكن يجب التركيز على جوانب أخرى لم تأخذ اهتمامًا كافيًا.

يوضح التقرير أن الاختراق الإلكتروني الذي حدث في يونيو الماضي لمواقع حكومية على أيدي موالين لتنظيم الدولة يوضح أن الهجمات الإلكترونية للجماعة في تقدّم؛ ما يمثّل تهديدًا يجب الانتباه إليه، فالتنظيم أظهر قوة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للمساعدة في تحويل المتعاطفين إلى «مشاركين فاعلين»، بجانب استخدام الإنترنت للتواصل من أجل إنهاء هجماتهم.

يضيف التقرير أنه بعد فشل تنظيم الدولة في المعارك على الأرض يجب عليه إيجاد طرق أخرى للبقاء على الساحة العالمية؛ لذا يمكنه استخدام قدراته الإلكترونية للتكامل مع الجهود المادية.

في 25 يونيو الماضي، اُختُرق الموقع الرسمي لحاكم ولاية أوهايو، ونُشرت عليه رسالة بتعاطف المخترق مع تنظيم الدولة، بجانب تهديدات للرئيس والشعب الأميركي بالانتقام لما تفعله أميركا في الدول الإسلامية.

ظهرت هذه الرسالة أيضًا في تسعة مواقع حكومية أخرى في أوهايو ونيويورك وماريلند، في حين أن هذه الاختراقات تعتبر مقلقة بسبب سهولة اختراق مواقع حكومية؛ فالأزمة الكبرى أنّها توضح الشكل الجديد لتنظيم الدولة فيما بعد هزيمته على الأرض.

يوضح التقرير أن تكتيك هجمات تنظيم الدولة التي تقوم بها القيادة المركزية في الرقة، بجانب الهجمات المستوحاة من التنظيم، إضافة إلى المتعاطفين معهم في العالم، تُنسّق عبر الإنترنت؛ وهو ما اتضح من الجماعات المخترقة التابعة لتنظيم الدولة والمتعاطفة معها.

في فبراير الماضي، اخترقت جماعة موالية لتنظيم الدولة موقع الخدمات الصحية الوطنية بالمملكة المتحدة، واستبدلت الصفحات الرسمية بصور من الحرب السورية.

في أبريل، أطلقت جماعة أخرى موالية لتنظيم الدولة قائمة قتل احتوت على أسماء 8786 شخصًا وعناوينهم في أنحاء أميركا والمملكة المتحدة، إضافة إلى فيديو يدعو إلى هجمات فردية ضد هؤلاء الأشخاص؛ ويعتبر ذلك تصعيدًا في نهج التنظيم نفسه الذي أطلق في أبريل العام الماضي قائمة قتل احتوت على 43 اسمًا من موظفين تابعين للحكومة.

لم يتضح حتى الآن إن كانت هذه الهجمات الإلكترونية مرتبطة بقائمة القتل التي صدرت في مارس 2015 أو مجرد تقليد لها. وفي قائمة 2015، سُرّبت أسماء مائة شخص من الجيش الأميركي وصورهم وعناوينهم؛ مطالبين المتعاطفين مع أيديولوجيتهم بقتلهم.

يقول التقرير إنه مع إطلاق قائمة القتل، زعم مرتكبو الواقعة أنهم اخترقوا خوادم حكومية من أجل الحصول على معلومات الهوية الشخصية عبر قواعد البيانات الآمنة. إن كان هذا الادعاء صحيحًا فيمكن لذلك أن يثير قلقًا؛ لإمكانية استهداف البنية التحتية، سواء أكانت المنشآت الكيميائية أو المستشفيات أو غيرها.

لذا؛ مع استعداد أميركا لمواجهة المرحلة التالية لتنظيم الدولة، يجب عليها ربط النقاط المعزولة والحذر من تحول التنظيم إلى الفضاء الإلكتروني؛ لأنه بالفعل استخدم الإنترنت لتسهيل هجماته على الأرض، ومع غياب أراضٍ يسيطر عليها؛ يمكن أن ينقل خلافته إلى الإنترنت.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023