تحل اليوم ذكرى مرور 37 عامًا على مشروع قانون الأساس «أورشليم القدس عاصمة إسرائيل»، الذي أعدته إسرائيل وأقره يومها الكنيست.
وللمفارقة فإنه بعد مرور 37 عامًا تعيد إسرائيل فتح الملف بتصديق الكنيست يوم الأربعاء 26 يوليو، على القراءة الأولى على تعديل القانون.
اجتماع لجنة القدس
في 30 يوليو 1980؛ أصدر الكنيست الإسرائيلي قانون الأساس: أورشليم القدس عاصمة إسرائيل.
وعقب القرار؛ انعقدت في أغسطس 1980 جلسة طارئة للجنة القدس برئاسة الملك الحسن الثاني عاهل المغرب، وبمشاركة ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية القائد العام لقوات الثورة الفلسطينية استجابة لطلب منظمة التحرير الفلسطينية، أدانت اللجنة بشدة الإجراء الإسرائيلي وهددت بالتصعيد عبر عدة إجراءات لها.
الموقف السعودي
وفي هذا السياق يسجل التاريخ لنا مفارقة أخرى في الموقف السعودي اتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني في ذلك الوقت ومقارنته بيومنا هذا، حيث علّق العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز على ممارسات الكيان الصهيوني وعلى ذلك القانون قائلا: «لقد سقطت جميع الأقنعة والحديث عن السلام مع إسرائيل أصبح ضربًا من ضروب الخيال».
وأضاف: «أما مسألة الحكم الذاتي للفلسطينيين فإنها تحتاج من الذين ما زالوا يراهنون عليها إلى وقفة إباء وشمم تعترف بالفشل وتتراجع عما جرى ويجري».
وتابع: «نحن في المملكة العربية السعودية بتنا نعتقد اعتقادًا راسخًا أن العدو الإسرائيلي الذي يلتهم الأراضي العربية تدريجيًا فيقوم بضم جميع الأراضي العربية المحتلة في الوقت المناسب لتصبح جزءًا من إمبراطورية إسرائيلية».
واستطرد قائلا: «لن يهدأ لنا بال حتى تتحرر أراضينا العربية المحتلة ويعود الشعب الفلسطيني الشقيق معززًا مكرمًا إلى وطنه ليقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس العربية بإذن الله.. أقول هذا ونحن نحتفل بعيد الفطر المبارك.. وهذا عهد منا للعرب والمسلمين».
«سلمان» وأزمة الأقصى
عقب الأزمة التي نشبت مؤخرا بعد نصب بوابات إلكترونية لتفتيش المصلين؛ ورفض المقدسيين لهذا الإجراء؛ وما تبع ذلك حيث أغلق المسجد الأقصى 9 أيام دون صلاة؛ زعمت وسائل إعلام سعودية بارزة أن الملك سلمان تدخل شخصيًا لدى البيت الأبيض، لحل أزمة إغلاق الحرم القدسى الشريف.
ولكن صحيفة «مبكور ريشون» الإسرائيلية كان لها رأي آخر حيث قالت إن السعودية كانت أكثر الدول العربية التي «أبدت تفهما لقيام إسرائيل بنصب البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، على اعتبار أن ذلك تفرضه الإجراءات الأمنية في المكان».
واشارت الصحيفة إلى أن الاتصالات غير المباشرة التي جرت بين ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والسعوديين عبر الولايات المتحدة، اتضح ان الرياض اقتنعت بحجة نتنياهو الذي ذكّر السعوديين بأن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في الأقصى تشبه تلك التي تتخذها السعودية في المسجد الحرام في مكة.