يبدو أنّ الإعلامين العربي والعالمي نسيا وجود «موريتانيا ومورشيوس وجزر المالديف واليمن وليبيا»؛ بسبب اختفاء تمثيل لهم في مؤتمرات أو اجتماعات أو بيانات متعلقة بالأزمة الخليجية، واكتفى ممثل لكل منهم بإعلان الانضمام إلى حصار قطر عبر بيان؛ ومنذ حينها توقّف دورهم وحتى اللحظة.
وفي الخامس من يونيو الماضي، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وسحبت البعثات الدبلوماسية الخاصة بهم، ومنح مهلة 48 ساعة لبعثة قطر الدبلوماسية لمغادرة البلاد، إضافة إلى غلق الأجواء والموانئ البحرية والجوية كافة أمام وسائل النقل القطرية؛ لادعائهم دعمها وإيواءها جماعات إرهابية!
وأصدرت الدول الأربع المحاصرة، إضافة إلى اليمن وليبيا وجزر المالديف وموريتانيا ومورسيوش، بيانًا رسميًا خاصًا بكل منهم للإعلان عن قطع العلاقات الرسمية مع قطر، بعد تدهور العلاقات الدبلوماسية بينهم منذ الرابع والعشرين من مايو الماضي؛ مبررين موقفهم بفشل محاولات الحكومات الأربع كافة في إثناء الأمير القطري عن موقفه المعادي لهم.
في التقرير، نعرض أسباب غياب ممثلين لهذه الدول في حملة الحصار:
1- المالديف
لايعرف عنها إلا أنها جزر سياحية يزورها الأثرياء للتمتمع بشواطئها الخلابة، ولا يعرف عنها أي تمثيل سياسي دولي؛ لكنها ظهرت في الأزمة الخليجية وفقًا لسياسة التبعية فقط.
في فبراير 2014، فوجئ سياح أجانب برسائل من منتجعات «Paradise» تفيد بأن حجزهم ألغي لأنّ الملك سلمان حجز المنتجع كله لمدة ثلاثة أشهر؛ بالرغم من احتلال المنتجع ثلاث جزر كاملة من المالديف.
هذه الزيارة جعلت السعودية تمنح المالديف قرضًا قيمته 300 مليون دولار أميركي لمدة خمس سنوات، إضافة إلى فتح خطوط جوية مباشرة للمرة الأولى في التاريخ بين المالديف والسعودية.
و سمحت المملكة بإقلاع 14 رحلة أسبوعيًّا من المالديف وإليها، وهذا رقم كبير لدولة بحجم المالديف، كما أن هناك نية كبرى لتدعيم العلاقات بين البلدين تحقيقًا لأهداف مستقبلية مشتركة.
2- اليمن
انضم إلى الدول المقاطعة وفقًا للتبعية الكاملة للمملكة العربية السعودية؛ خاصة أن رئيسه عبد ربه منصور هادي لاجئ في المملكة لحمايته من خطر الحرب التي تقودها السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
ولذلك؛ ليس له دور رسمي أو تحرك من تلقاء نفسه، وقراره مبني على رغبة المملكة.
3- لييبا
انضمت مع إعلان وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة المنبثقة شرعيًا عن مجلس النواب المنحل «محمد الدايري»، التي تملك علاقات قوية مع الإمارات؛ إذ يشترك الطرفان في دعم قائد محاولة الانقلاب خليفة حفتر.
وغاب محمد الدايري عن المشاركة الفعلية بسبب انشغاله بالمباحثات التي يجريها مع الاتحاد الأوروبي وزياراته الخارجية؛ آخرها إلى موسكو في بداية الشهر، ضمن النزاع مع حكومة الوفاق على السلطة.
4- موريشيوس
عبارة عن جزر صغرى في وسط المحيط الهندي، تبعد عن (مدغشقر) بقرابة 500 ميل، منعزلة لا يُعرف عنها إلا القليل؛ بسبب صغر مساحتها وبُعدها، كما إنها لا تملك أيّ ثقل سياسي دولي.
كانت موريشيوس محطة مهمة عندما تدور السفن بالقرب من رأس الرجاء الصالح، ولكنها فقدت هذه الأهمية بعد افتتاح قناة السويس.
سكان الجزيرة خليط من العناصر الزنجية، يطلق عليهم الكريول (الزنوج المحررون). واحتلتها بريطانيا حتى نالت استقلالها في سنة 1388هـ (1968م).
5- موريتانيا
لم يظهر أي ممثل موريتاني في مؤتمرات دول الحصار، واكتفت هذه الدولة في السابع من يونيو الماضي بإعلان قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة؛ متهمة النظام القطري بـ«دعم التنظيمات الإرهابية».
أدوار كارتونية
وفي تصريح خاص لـ«رصد»، رأى الدكتور مختار الشنقيطي، الباحث الإسلامي الموريتاني، أنّ غياب التمثيل الدبلوماسي الفعلي لهذه الدول يرجع إلى «الأدوار الكارتونية» التي لا فائدة منها إلا البيان الأولي، ثم التوقف عن أي نشاط سياسي.
وأضاف: إذا نظرنا إلى الدول المشاركة غير الفعالة في الحصار سنجد منها من لا يمتلك سيادة على دولته التي تعيش حالة حرب منذ عامين، وجزرًا لا تأثير دولي لها؛ نظرًا لإمكانياتها الضعية.