قالت صحيفة «ذا ماركت موجول» إنّ التدهور في الأزمة الخليجية كشف عن منافسة مضطربة بين دول الحصار وقطر في استخدام الإعلام للترويج للأهداف والأفكار لكل منهما.
وأضافت أنّه من المفارقات أنّ الأزمة أحرزت تقدمًا ملحوظًا في ميدان الحرب الإعلامية والدبلوماسية بين الدول الخمس، التي كانت تدار بشكل سري قبل بدء الحصار بقيادة السعودية، واستخدام الرياضة قوة ناعمة وداعمة للدولة؛ كيف؟
ورقة كوريا الشمالية
قالت الصحيفة إنّ طبيعة تعامل أطراف في الأزمة مع كوريا الشمالية، التي تتسم علاقتها مع الولايات المتحدة بالتوتر، أثّرت بشكل كبير على مسار تعامل الولايات المتحدة مع الدول محل الأزمة؛ خاصة وأنّ انكشاف هذه العلاقات جاء في وقت يزداد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.
وقالت إنّ معهد شؤون الخليج في واشنطن حصل على رسائل مؤخرًا من البريد الإلكتروني الخاص بالسفير الإماراتي يوسف العتيبة تكشف عن شراء شركة «المطلق» لتكنولوجيا الصناعات الدفاعية أسلحة من كوريا الشمالية قُدّرت بمائة مليون دولار؛ لاستخدامها في الحرب التي تقودها السعودية في اليمن. في الوقت الذي تتهم فيه قطر بنجاحها في استضافة كأس العالم 2022 بطرق غير نزيهة.
على الجانب الآخر، أثارت الصحيفة علاقة الإمارات بكوريا الشمالية وما روج عنها بإساءتها معاملة السجناء اليمنيين لديها؛ وهو ما نفته أبو ظبي، وقالت إنها لم تبادر إلى إثبات عكس ذلك.
كما كشفت الصحيفة أنّ علاقة الكويت بكوريا الشمالية قد تضعها أيضًا في مرمى إطلاق النار مع إدارة «ترامب»، التي طالبت مؤخرًا الدول التي تقيم علاقات اقتصادية معها بالتراجع؛ لما تمثله كوريا من تهديد لأمنها القومي وتشكيلها خطرًا على السلام العالمي، لافتة أيضًا إلى العقوبات التي وقعت على السودان بسبب علاقاته معها.
فيما وعدت المملكة العربية السعودية السودان بمحاولة تحسين علاقته مع الولايات المتحدة أثناء زيارة البشير للمملكة والإمارات.
وأوضحت أيضًا أن الإمارات وباقي دول الحصار تستخدم كارت كأس العالم لمحاولة تشويه صورة قطر وإظهار محاولات استخدامها الرياضة لتحسين صورتها أمام العالم، مرجعة ذلك إلى فشلهم في الحصول على دعم دولي واسع النطاق لخططهم تجاه قطر ومطالبهم منها، التي وصفتها الصحيفة بأنها غير معقولة وغير قابلة للتنفيذ، وتسعى إلى تقويض سيادة قطر واستقلالها.
البحرين خارج الحسبان
لفتت الصحيفة إلى أنّ البحرين لم تستطع استغلال الأزمة في تصحيح صورتها المشوهة التي أخذت عنها عقب قمعها المعارضين على أرضها بمساعدة الإمارات والسعودية من بعد 2011 وما زالت مستمرة حتى الآن، وقالت إنها فقدت قدرتها على رسم مسار المستقبل بعد هذه الأزمة.
إعلام الحرب
أضافت الصحيفة أنّ الدول العربية التي تشارك في الحصار على قطر أنفقت، وما زالت، الملايين من الدولارات لتوظيف العلاقات العامة والضغط على الشركات في واشنطن وفي أماكن أخرى بجانب الإمارات لتحقيق أهدافها ومصالحها، مضيفة أن الحرب الدبلوماسية العامة وصلت إلى ما هو أبعد من ذلك؛ إذ شاركت في نشر ادعاءات عبر وسائل إعلامها وفي وسائل الإعلام التي تسيطر عليها وتراعاها على التلفزيون الأميركي في سبيل ذلك.
كما أوضحت أن الإمارات من قبل الأزمة بسنوات وهي تنفق الملايين للتأثير على تقارير صحفية أميركية تتحدث عن قطر وتحويلها إلى حرب، وتوقعت الصحيفة أن تدخل المنطقة حربًا إعلامية جديدة، باقتناء رجل أعمال سعودي غير معروف نسبيًا يدعى سلطان محمد أبو الجدايل 50% من صحيفة «الإندبندنت» اليسارية البريطانية، في حين تراجعت أسمهم مالكها الرئيس وصاحب الشركة الأم «أفغيني ليبيديف» إلى أقل من 50٪.
وختمت تقريرها بأنّه من الحتمل استمرار تصاعد الحرب الإعلامية والدبلوماسية بين قطر ومنتقديها في الخليج؛ ومن المرجح أن يساهم في التأثير على المواقف والسياسات في العواصم الغربية.