شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«هاف بوست»: هؤلاء خاسرو حرب الإعلام في الخليج

نشرت صحيفة «الهاف بوست» مقالًا لجيمس دورسي، الباحث المتخصص في السياسات الدولية بجامعة نانيانج التقنية في سنغافورة، تحدّث فيه عن الحرب الإعلامية الدائرة الآن بين الدول الخليجية وكيفية استخدام دول الحصار لوسائل الإعلام والأموال في التأثير على مجرى الأمور في منطقة الشرق الأوسط، شارحًا كيف انقلبت الحرب الإعلامية والدبلوماسية ضدهم في النهاية.

وقال «جيمس» إنّ الدول الخليجية التي ضخّت ملايين الدولارات في الحرب الدبلوماسية الدائرة بينها الآن ربما نجحت في إلحاق أضرار بسمعة منتقديها أكثر من نجاحها في تحسين صورتها المشوهة، لافتًا إلى أنّ هذه الدول تعجز عن فهم كيف ينظر إليها الآخرون.

وأضاف الباحث في السياسات الدولية أنّ استجابة المجتمع الدولي للأزمة الخليجية تشير بشكل واضح إلى أن قطر نجحت حتى الآن في الحصول على دعم دولي صامد لدعواتها لإجراء محادثات مباشرة لحل الأزمة؛ وهو الموقف الذي يرفضه منتقدوها الذين يفرضون حصارًا عليها، وفقًا لدراسة حديثة أجريت في الولايات المتحدة للرأي العام الأميركي.

وقال «جيمس» إنّ استطلاعًا لشركة «يوجوف» البريطانية، نيابة عن صحيفة «عرب نيوز» السعودية، صنف قطر بأنها الأكثر فقرًا في الحصول على دعم، بعكس الحقيقة؛ فالإمارات والسعودية لم تؤديا بشكل جيد في الأزمة. وهو ما لم يلفت إليه الاستطلاع.

وجاء في نتائج الاستطلاع «السعودي» أن 27% فقط من 2663 شخصًا شملهم اعتبروا قطر صديقًا أو حليفًا للولايات المتحدة مقارنة بالمملكة العربية السعودية، بنسبة 37% والإمارات العربية المتحدة بنسبة 39%. وجاء أيضًا في الاستطلاع المشكوك فيه أنّ 31% اعتبروا قطر غير ودية أو عدوًا للولايات المتحدة، في حين ربط 34% قطر بتهمة دعم الإرهاب و44% يعتقدون أن قناة الجزيرة الفضائية المملوكة للدولة والمثيرة للجدل توفر منبرًا للمسلحين والجهاديين.

وقال «جيمس» إنّ «عرب نيوز» نشرت تقريرًا مكثفًا عن الاستطلاع، لكنها امتنعت عن تقديم رابط لتقرير المسح الأصلي، كما لم يُتوصّل إلى التقرير على الموقع الإلكتروني لشركة «يوجوف»؛ ونتيجة لذلك كان من الصعب إجراء تقييم مستقل للمسح والأسئلة بما يتجاوز النتائج التي نشرتها «عرب نيوز»، ولم يكن من الواضح إلى أي مدى قام الاستطلاع بمزيد من المسح عن كيفية فهم الجمهور المنتقد لقطر طبيعة الأزمة، وكيفية مقارنتها بباقي دول الخليج.

وأوضح أيضًا أنّ تقرير «عرب نيوز» هو الأحدث في حرب العلاقات العامة التي تقودها وسائل الإعلام المملوكة للدولة أو المملوكة للقطاع الخاص على جانبي الانقسام الخليجي وتعمل في بيئة مقيدة لحرية الصحافة، وغالبًا ما تكون لها علاقات وثيقة مع الحكومة أو الأسر الحاكمة.

ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن الصحفيين السعوديين قولهم إنهم تعرضوا إلى ضغوطات من حكومتهم لانتقاد قطر، ووصف محرر سعودي كيف كان المسؤولون في فريق العمل يوجّهون محرريهم عن طريق الرسائل بشأن كيفية التغطية وشكلها والقصص التي يجب التركيز عليها، مضيفًا: «هذه أوامر وليست اقتراحات».

ولفت الباحث إلى تصريحات فيصل عباس، رئيس تحرير «عرب نيوز»، عن الاستطلاع، الذي قال إنه من المثير للاهتمام أنه على الرغم من المليارات التي تنفقها قطر على مبادرات القوة الناعمة، مثل التعليم والعمل الخيري ورعاية البطولات الرياضية العالمية؛ فإن ارتباطها بأذهان الأميركيين لا يزال متعلقاً بصلاتها بالتنظيمات الإرهابية أكثر من أي أمر آخر.

لكنه لم يلفت إلى حقيقة أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أنفقتا مبالغ ضخمة لاستئجار شركات علاقات عامة أميركية والضغط عليها محاولة الحصول على دعم لمواقفها. كما أنه لم يناقش عائد الاستثمار عليهما.

كما لفت إلى ملاحظة السفير البريطاني السابق لدى السعودية «جون جينكنز» بشأن استطلاع «عرب نيوز»، الذي قال فيه إن بريطانيا تعتبر نقطة هامة لصانعي السياسات في الرياض؛ فلديها أرضية لتعويض سمعتها هنا، مضيفًا أن تغيير السمعة لدى دول العالم الحديث يتطلب استراتيجية ذكية وموجهة ومستدامة من الاتصالات.

وقال إنه في الشهر الماضي أظهر استطلاع «يوجوف» العشوائي على الإنترنت أنّ 23% اختاروا قطر و9% فقط للسعودية، وقال ثلثا المجيبين إنهم لا يعرفون ما يكفي لاختيار الجانبين.

مضيفًا أنه على عكس نتائج الإستطلاع المذكور، تبدو قطر أفضل من الدول الأخرى محل الأزمة؛ إذ امتنعت غالبية الدول العربية والإسلامية عن الانضمام إلى الحملة التي تقودها السعودية والإمارات العربية المتحدة، وحصلت على دعم أقل من الدول الإفريقية والآسيوية التي تربطها مصالح خاصة بنفط الخليج وماليًا وسياسيًا.

إضافة إلى رفض المجتمع الدولي بالإجماع تقريبًا تأييد شروط التحالف المقاطع لقطر، ودعمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا بشكل فعال دعوة قطر لإجراء محادثات مباشرة بين دول الخليج، وهو اقتراح رفضه التحالف.

ونقل رأي الدكتور رامي خوري، الأستاذ في الجامعة الأميركية ببيروت، الذي يرى أن مشكلة دول التحالف مع سياساتهم أنه لا أحد يصدقهم، وأصبحوا معزولين بشكل محرج؛ ويرجع ذلك إلى اتهاماتهم المبالغ فيها إلى حد كبير لقطر، مضيفًا أن الدعاية الإعلامية الإماراتية السعودية كانت محرجة لهم، وجاءت بنتائج عكسية لا تخدم، وتضررت منها وسائل إعلام تتمتع ببعض المصداقية لديهم.

وأضاف أنّ القطريين كانوا أكثر دقة وتركيزًا فيما يتعلق بتعاملهم مع الرأي العام العالمي، بينما ظهرت الدول الأخرى بمظهر الغاضب والخائف والمصحوبين بمطالب غير معقولة أو واقعية ودون أدلة.

ويطالب التحالف الذي تقوده السعودية بأن تغلق قطر قناة الجزيرة ووسائل الإعلام الأخرى وقطع علاقاتها مع إيران، التي تشترك معها في أكبر حقل للغاز في العالم، إضافة إلى طرد القوات التركية من قطر، وقطع العلاقات مع جماعات وأشخاص بصرف النظر عن حقيقة الاتهامات الموجهة إليهم، فيما رفضت قطر هذه المطالب؛ لأنها تعد انتهاكًا لسيادتها.

وقال «جيمس» إنّ كثيرين يرون الخلاف في الخليج عبارة عن حروب إعلامية، وباقي أطرافه كالسعودية لديها بالفعل علاقات مع تنظيمات متطرفة، ولديها أيضًا علاقات اقتصادية مزدهرة في كثير من الأحيان مع إيران ودول أخرى في التحالف لديها قواعد عسكرية أجنبية على أرضها.

وختم الباحث في السياسات الدولية مقاله بأن المحقق الصحفي «غلين غرينوالد» شرح بالتفصيل كيفية استثمار دول الخليج قبل أربع سنوات أموالًا لاستخدام شركات علاقات عامة في واشنطن لبث أغراضها وأهدافها، موضحًا أن الهجوم الإعلامي المنسق على قطر باستخدام مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى وحلفائهم في وسائل الإعلام سلاح يُستخدم من الإمارات و«إسرائيل» والسعوديين وغيرهم لدفع أجنداتهم، لافتًا إلى أنهم يفعلون الشيء نفسه الذي يتهمون قطر بارتكابه.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023