شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«إندرا سترا»: قطر لم تستضف الإخوان فقط.. هؤلاء لجؤوا إليها بعد اضطهادهم

«قطر ترعى الإرهاب. قطر تدعم الإرهابيين أو تدعم جماعة الإخوان المسلمين وتأوي مطلوبين»، هذا ما أبرزته وسائل إعلام دول الحصار في الفترات الماضية عقب أزمة الخليج؛ في محاولة لتشويه صورة قطر في الخارج والتأثير على سياستها الداخلية ونفوذها. لكن، ما لا يعرفه المتهمون أنّ قطر ملجأ لأي مضطهد إسلامي أو غير إسلامي؛ وهذا ما سلّط الضوء عليه موقع «Indrastra».

قالت الصحيفة إنّ الفضيحة الأخيرة في أزمة دول مجلس التعاون الخليجي كشفت عن تسريب إلكتروني للسفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة عن رغبة بلاده في استضافة سفارة لطالبان.

وقبل أسبوع من هذا التسريب، وفي مقابلة مع الصحفي الأميركي «تشارلي روز»، تحدّث سفير أبو ظبي في واشنطن علنًا ​​عن شكوكه في استضافة قطر لطالبان، قائلًا: «من غير المصادفة استضافة قطر لقيادات حماس وقيادات الإخوان، إضافة إلى وجود سفارة لطالبان لديهم».

تأتي هذه التصريحات وسط وابل من المقالات في الصحف الإماراتية والسعودية، التي تدّعي كشف الروابط التاريخية بين الحكومة القطرية وجماعة الإخوان المسلمين؛ على الرغم من أن جميع دول مجلس التعاون الخليجي استضافت متعاطفين مع جماعة الإخوان في فترتي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ووظّفتهم في مناصب عامة وذات نفوذ في أواخر السبعينيات.

وقالت الصحيفة إنّه لا بد من التفرقة بين نقطتين رئيسيتين، وفي مواجهة الاستقطاب الإعلامي المتزايد، الذي وجد ملجأ في قطر، ومدى استضافة قطر شخصيات بارزة ذات روابط أيديولوجية.

قالت الصحيفة إنه بصرف النظر عن أيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين المصريين، وبالرغم من أن الشيخ يوسف القرضاوي أشهر لاجئ سياسي معروف داخل قطر، وربما كان أقدمهم (غادر إلى قطر منذ عام 1961)، بجانب إسلاميين بارزين هناك؛ فقطر استضافت أيضًا ساجدة خيرالله طلفاح، زوجة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وناجي صبري آخر وزير خارجية في عهده، ومرافقه أرشد ياسين، لافتة إلى أن جميعهم وجدوا ملجأ في قطر.

كما لجأ الرئيس الموريتاني السابق معاوية ولد سيد أحمد طايع، الذي كان مناهضًا للإسلاميين وأغضبهم لمتابعة العلاقات مع «إسرائيل»، إضافة إلى الفنان الحداثي الهندي «إم إف حسين»، المنفي إلى قطر ابتداء من عام 2005 وحصل على الجنسية القطرية.

ومن أشهر وقائع ارتباط قطر بغير الإسلاميين استضافتها «عزمي بشارة»، العضو السابق في الكنيست والذي أصبح مستشارًا للأمير تميم، إضافة إلى كونه مديرًا للمركز العربي للبحوث ودراسات السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الشخصيات الإسلامية، وعلى الرغم من أن معظمهم لا يرتبطون بجماعة الإخوان المسلمين، هناك ميل متزايد نحو اعتبارهم تابعين لهم؛ مثل بلال فيليبس الكندي المولود في جامايكا، ووجدي غنيم، ورجل الدين الليبي والزعيم السابق لجبهة الإنقاذ الإسلامية الجزائرية علي الصلابي، وعباسي مدني.

ومثلما حدث مع الرئيس الشيشاني السابق زيليمخان يانداربييف، الذي استضافته قطر واغتيل في الدوحة بسيارة مفخخة عام 2004. على الرغم من كون أيديولوجيته سلفية أكثر من كونها إخوانية.

وأشهر مثال على ذلك أيضًا استضافة قطر مؤتمر حماس للإعلان عن الوثيقة الجديدة، التي أعلنت فيها فكّ ارتباطها مع جماعة الإخوان المسلمين.

وعلى الرغم من أن هذه الشخصيات من جنسيات وأيديولوجيات مختلفة؛ فُسّر وجودها بأن الحكومة القطرية تتعاطف مع الإخوان المسلمين.

وأوضحت الصحيفة أن موقف قطر الودود تجاه الإخوان المسلمين تحديدًا والإسلاميين بشكل عام يعكس فهم قطر لتفضيلات السكان المحليين للإسلام المحافظ، مؤكدة أنها لم تستخدم وجودهم على أرضها لفرض سياسات إسلامية معينة داخل قطر؛ على الرغم من أنّ برامج اجتماعية محافظة لها تحظى بشعبية هائلة.

وفي مقال نشرته «المونيتور» مؤخرًا، سلّطت الضوء على شخصيات أخرى تعيش في قطر ولا يمكن اعتبارها مرتبطة بإرهاب؛ مثل أعضاء معارضة عراقيين أبرزهم عبد الحكيم السعدي، شقيق عبدالملك السعدي أهم رجل دين سني في العراق، وطارق الهاشمي، النائب السابق لرئيس الجمهورية، الذي أدان الإرهاب في العراق، إضافة إلى معارضين للقيادة الشيعية.

وعلى الرغم من أن الحكومة القطرية تضع قيودًا على أنشطة معارضين يمكن أن تحدث داخل قطر، فإن مجلس التعاون المشترك بين السعودية والعراق وزيارة مقتدى الصدر للمملكة أواخر يوليو الماضي قد تلفت إلى مزيد من التعاون بين الحكومة العراقية الحالية واللجنة الرباعية المناهضة لقطر لزيادة الضغوط عليها لطرد أعضاء المعارضة العراقية؛ رغم أنهم لا يرتبطون بجماعة الإخون المسلمين.

وأوضحت الصحيفة أيضًا أنّ ما يحدث حاليًا من أطراف الأزمة تجاهلٌ لقدرة النظام القطري على استضافة الأفراد ذوي النفوذ لأنهم مؤثرون في الخارج وليس لانتماءاتهم الأيديولوجية، وهي ممارسة استراتيجية كانت قائمة منذ عقود. بحسب الصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني كان داعمًا للقومية العربية، كما أطاح من قبل بوزير تعليم تابع لجماعة الإخوان المسلمين، لافتة إلى أنه كون صداقة مع القرضاوي؛ باعتباره واعظًا دينيًا وتلقى تعليمًا دينيًا على يديه، وقد يعكس ذلك أيضًا تفهّم الشيخ خليفة بأن تجنس القرضاوي كان سياسيًا مناسبًا؛ بسبب موقفه البارز في العالم الإسلامي.

ولفتت الصحيفة إلى أنه لا يوجد علاقة أيديولوجية بين القيادة القطرية وجماعة الإخوان المسلمين، وأكبر دليل على ذلك علاقتها بحزب البعث العراقي، لافتة إلى أنّ السياسة القطرية تهدف إلى توسيع نطاق تأثيرها على الصعيد العالمي. ووصفت منتقدي السياسة القطرية بأنهم يفتقرون إلى الثقافة المحلية.

وختمت الصحيفة مقالها بأنّ السياسة القطرية تتعمد توسيع نطاق تأثيرها على الصعيد العالمي، لافتة إلى مقال لـ«ديفيد روبرتس» في 2014 قال فيه إن توفير قطر ملاذًا للمنفيين جزءٌ من الرؤية التأسيسية للدولة منذ تأسيس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني؛ إذ تعتبر قطر ملتقى للمتنازعين ومحجًا للمختصمين، وتعد استضافتها لشخصيات من مختلف الأيديولوجيات وسيلة لتعزيز موقفها في النزاعات الأيديولوجية التي تحدث في المنطقة.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023