في أحدث حلقة لسلسة الحوادث الدامية التي تشهدها السكك الحديدية المصرية في السنوات الأخيرة، اصطدم قطاران بالقرب من محطة منطقة خورشيد في الإسكندرية وأسفر عن مقتل 40 شخصًا على الأقل وإصابة 133 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة، وهي أعداد مرشحة للزيادة مع رفْع العربات والجرار.
وقال الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، إنّ سبب الحادثة إصدار إشارة خاطئة من سيمافور، أصدرها العامل المختص بهيئة السكة الحديد؛ أسفرت عن توجه القطار المتحرك على قضبان القطار المتوقف نفسه، فتسبب في الحادثة.
وأوضح أنّه انتهي من رفع المخلفات الناتجة عن الحادث كافة، ووُزّع المصابون على خمسة مستشفيات، وجارٍ حصر الأعداد بدقة.
توقيت الحادث
قالت هيئة السكك الحديدية إن الحادث وقع الساعة 2.15 بالتوقيت المحلي، عندما اصطدم قطار قادم من القاهرة إلى الإسكندرية بمؤخرة قطار قادم من بورسعيد إلى الإسكندرية بالقرب من محطة منطقة خورشيد بالإسكندرية.
وأضافت أنّ الحادث تسبب في انقلاب جرار القطار القادم من القاهرة وعربتين من مؤخرة القطار القادم من بورسعيد.
وقال النائب العام، نبيل صادق، في بيان، إنّه أمر بانتقال فريق من النيابة العامة إلى موقع الحادثة لإجراء المعاينة اللازمة. وأمر أيضًا بندب لجنة هندسية للانتقال إلى الموقع وإجراء المعاينة اللازمة للوقوف على أسباب الحادثة وتحديد المسؤول عنه.
السيسي يكتفي بالتعزية!
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إنّ عبدالفتاح السيسي «وجّه أجهزة الدولة والمسؤولين المعنيين كافة بمتابعة تطورات الحادثة وتشكيل فريق عمل للتحقيق في ملابساتها والتعرف على أسبابها ومحاسبة المسؤولين عنها».
وأضافت أنّ السيسي «أعرب… عن خالص تعازيه لأهالي الضحايا، وأنّ الدولة ستسخّر كل إمكاناتها لتوفير الرعاية الكاملة لهم وللمصابين».
وأظهرت لقطات وصور بثها التلفزيون الرسمي عشرات الأشخاص يتجمعون بجوار عربات القطارين المحطمة وجثثًا مغطاة على الأرض.
تأخر الإسعاف
وبالرغم من أن وزارة الصحة قالت إن 75 عربة إسعاف شاركت في نقل المصابين إلى مستشفيات عامة ومستشفيات تابعة للشرطة والجيش في الإسكندرية، أكّد أهالي منطقة خورشيد أنّ سيارات الإسعاف تأخرت عن الوصول إلى موقع الحادثة؛ إذ خرجوا بعد لحظات منها مسرعين قبل وصول سيارات الإسعاف الحكومية وأسعفوا الجرحى.
شهادات من قلب الحدث
وقال أحمد سليمان، طالب جامعي من سكان المنطقة، إنه استطاع أن ينزل إلى أسفل القطار ويُخرج مصابًا، لفظ أنفاسه الأخيرة عقب خروجه مباشرة؛ بسبب جروحه الخطرة.
وقالت «هدى»، من سكان منطقة الحادثة: «كنت أقف فوق السطوح، ونظرت فوجدت القطارين اصطدما في بعضهما على شكل هرم. أُصبت بفزع وصرخت بشدة».
وأضافت: «لا أعرف المسؤول عن هذا الإهمال، حرام الناس بتموت بالآلاف كدة. هما فراخ؟».
وقال مصاب أثناء تلقيه العلاج في المستشفى الجامعي بالإسكندرية: «لحظة دخول قطارنا الإسكندرية توقّف، واستمر على هذه الحال حتى فوجئنا بتصادم قوي؛ ثم ما شعرت بنفسي إلا وأنا تحت القطار، ورأيت جثثًا كثيرة تحته أيضًا، ثم نقلت إلى هنا».
وذكر شهود أن قطارًا كان متوقفًا واصطدم به الآخر من الخلف؛ إذ كان مسرعًا.
السكك الحديدية متهالكة
في السياق، يقول الدكتور مجدي صلاح، أستاذ النقل والطرق في جامعة القاهرة، إنّ «السكة الحديد تواجه تحديات كثيرة؛ فهذا المرفق في حاجة إلى مليارات الجنيهات لإعادته إلى سابق عهده، عندما كان الناس يضبطون ساعاتهم وفقًا لمواقيته».
ويضيف في تصريحات صحفية أنّ «السكة الحديد في حاجة إلى مئات القطارات الحديثة؛ فالمشكلة اليوم أنّ المنظومة كلّها قديمة»؛ فـ«أكثر من ألف مزلقان يعاني من تهالك كليّ، إضافة إلى ضعف في قدراتها الإرشادية والأمنية أدّى إلى إزهاق أرواح كثيرة»، كما أنّ «القضبان وعربات القطارات لها عشرات السنوات من دون أيّ صيانة».