غيب الموت الشيخ ظهير الدين المباركفوري، علّامة الحديث في الهند والعالم الإسلامي، صاحب أعلى إسناد لصحيح مسلم، تلميذ المحدث أحمد الدهلوي وآخر تلامذة الشيخ المحدث عبدالرحمن المباركفوري صاحب «تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي».
ولد ظهير الدين حسين آبادي الأثري الرحماني المباركفوري في الأول من يوليو 1923، ووالده الشيخ عبدالسبحان حسين آبادي.
قرأ الشيخ المباركفوري القرآن الكريم صغيرًا على أمه «خديجة»، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة صغرى بقريته حسين آباد، ودرس المرحلة المتوسطة في ولاية يوبي، وأتم دراسته في المدرسة الرحمانية بمدينة دلهي.
بعد تخرجه درّس في دار التعليم سنة 1942، ثم تنقّل في التدريس بين مدارس في مناطق مختلفة إلى أن استقر سنة 1958 في جامعة دار السلام في عمر آباد، ودرّس فيها، وكان وقتًا وكيل الجامعة، إلى أن ترك التدريس لما طعن في السن وتقاعد سنة 2005م، مع بقاء إفادته للأساتذة والواردين عليه، ومشاركته في المناسبات. وفي هذه الأثناء، درّس سنن أبي داوود قرابة 50 مرة، واختص به، ودرّس الصحيحين قرابة عشر مرات، وتخرج على يده طبقات عدة، فيهم عدد من العلماء الكبار. وأيضًا تولى إمارة جمعية أهل الحديث في ولاية تاميل نادو.
17 علمًا
تفنّن الشيخ ظهير الدين في 17 علمًا وفنًا؛ منها علوم الحديث وأصول التفسير والتاريخ الإسلامي والمنطق، وله اختصاص وخبرة في تدريس سنن أبي داوود ومقدمة ابن خلدون؛ إذ درسهما أكثر من 40 عامًا.
وعلى خلاف كثير من أساتذة العلوم الشرعية في الهند الذين يستعملون العصا لضرب الطلاب المسيئين والمقصرين، لم يستعمل المباركفوري هذا الأسلوب؛ واعتمد التحفيز والتشجيع، كما اشتهر بالمنطق.
ظهير الدين المباركفوري وكنيته «أبو ذو القرنين سراج الدين»، هو تلميذ المحدث أحمد الدهلوي، والمحدث الشهير المباركفوري الذي أجازه في كتابه «تحفة الأحوذي شرح الترمذي»، وهو ابن ثمان سنين.
أعلى الأسانيد
يعتبر الشيخ ظهير الدين المباركفوري صاحب أعلى الأسانيد؛ فهو مجاز من الشيخ محمد عبدالرحمن المباركفوري صاحب «تحفة الأحوذي بشرح الترمذي» وهو ابن ثمان سنين.
وأجازه الشيخ أحمد الله بن أمير الله القُرشي الدهلوي والشيخ أحمد حسام الدين المئوي. أما الشيخ عبيدالله الرحماني المباركفوري، صاحب كتاب «مرعاة المفاتيح»، فقرأ عليه البخاري والموطأ كاملين والسنن الأربع.
يوصف بأنه صاحب أعلى إسناد في صحيح مسلم، له مؤلفات يدرسها طلاب العلم الشرعي والمهتمون بعلم الحديث. وله مشاركات كثيرة في علم الحديث تذكّر بالعلماء الأوائل في هذا المجال.
توفي مساء الاثنين 14 أغسطس 2017، ونعته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (أيسيسكو)، وقالت في بيان لها إن العلامة المباركفوري أحد أعلام الحديث في شبه القارة الهندية وصاحب أعلى إسناد لصحيح مسلم.
