بعد إعادتها سفيرها إلى القاهرة، على الرغم من قتل الباحث الإيطالي «جوليو ريجيني» وتعذيبه، قالت صحيفة «بولتيكو» إنّ إيطاليا تواجه اليوم هجومًا شرسًا من الداخل عقب القرار الذي رفضه الجميع.
وتواجه الحكومة الإيطالية، بحسب «بولتيكو»، عداءًا متزايدًا بعد محاولة تطبيع علاقاتها مع مصر مرة أخرى بعد 15 شهرًا من سحب السفير؛ بالرغم من الادعاءات بنفي مسؤوليتها عن قتل الباحث الإيطالي، رغم ثبوت الأدلة.
وأعلنت روما يوم الاثنين الماضي أنها ستعيد سفيرها إلى مصر بعد سحبه لمدة 15 شهرًا احتجاجًا على وفاة الطالب الإيطالي، فيما دعت «لورا بولدريني»، رئيسة مجلس النواب الإيطالي، ظهر اليوم، جميع النواب إلى بذل ما بوسعهم لكشف الحقيقة.
وقالت: «من الضروري أن يستمر البرلمان الإيطالي في إيلاء الاهتمام الوثيق بمأساة وفاة جوليو ريجيني».
وأضافت: «ليست عائلته فقط، بل كل البلاد لديها الحق في معرفة أنّ البحث عن حقيقة وفاة المواطن الإيطالي ستبقى الواجب الأساسي للمؤسسات لدينا، ولن نكف عن ذلك لأي سبب من الأسباب».
وفي هذا الأسبوع، وصف والدا الطالب «ريجيني» القرار بأنه شائن، واتهمت منظمة العفو الدولية إيطاليا بأنها تغض الطرف عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الحكومة المصرية.
كما طالب زعماء المعارضة رئيس الوزراء الإيطالي «باولو جينتيلوني»، الذي كان وزيرًا للخارجية في الفترة التي قُتل فيها ريجيني، بأن يشرح تصرفاته للبرلمان عقب عودته من عطلته.
وقالت عائلة ريجيني في مؤتمر لها الاثنين الماضي: «فقط عندما نعرف حقيقة مقتل جوليو، وعندما يُسلّم المتهمون بتعذيبه والمتواطئون معهم لنا على قيد الحياة، حينها يمكن للسفير أن يعود إلى القاهرة دون الدوس على كرامتنا».
وعُثر على جثة الطالب الإيطالي «جوليو ريجيني» في فبراير 2016 ملقاة بجانب طريق «القاهرة-الإسكندرية» الصحراوي، وكانت مشوهة وظهرت على جسده آثار تعذيب شديد مروع. وكان ريجيني، الذي يجيد اللغة العربية، في مصر لإجراء بحوث عن النقابات العمالية.
واتهمت الأجهزة الأمنية المصرية باختطاف الباحث وتعذيبه وقتله، ورفضت الحكومة الإيطالية نظريات واقترحات متعددة ساقها المحققون المصريون بأنه مات في حادث ثم ادعاء اختطافه على يد عصابة.
بينما دافع وزير الخارجية الإيطالي «أنجيلينو ألفانو» عن قرار عودة السفير إلى القاهرة، مؤكدًا التزام الحكومة الإيطالية باستجلاء الحقيقة بشأن اختفاء جوليو وقتله، قائلًا في مؤتمر صحفي عقد الاثنين إن القرار سيساعد، عبر الاتصالات مع السلطات المصرية، في تعزيز التعاون القضائي؛ وبالتالي البحث عن الحقيقة.
كما أيّد المدعي العام الإيطالي «جوسيب بيغناتون» قرار الحكمة بإعادة السفير، وقال إن الجانبين اتفقا على استمرار النشاط والتعاون في مجال التحقيقات إلى أن تُكتشف الحقيقة بشأن كل الملابسات التي أدت إلى خطف جوليو ريجيني وقتله.
وقالت الصحيفة إنّ الولايات المتحدة قدّمت أدلة جديدة لأجهزة الأمن الإيطالية تؤكد مشاركة مصر في قتل جوليو وتعذيبه، بينما نفت الحكومة الإيطالية تسلّمها أدلة تؤكد ذلك، وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية الإيطالي إنّ الحكومة ستفسر يوم 4 سبتمبر المقبل قرار إعداة السفير أمام البرلمان.
واتهم «أليساندرو دي باتيستا»، النائب عن حركة «فايف ستار» المعارضة، الحكومة بالتستر على قتل الباحث الإيطالي وتعذيبه؛ مطالبًا بتفسير عاجل للقرار. وأضاف للإذاعة الإيطالية: «نريد تفسيرًا غدًا من الحكومة وليس يوم 4 سبتمبر».
وتعتبر مصر، بحسب الصحيفة، شريكًا اقتصاديًا رئيسًا لإيطاليا؛ خصوصا بعد اكتشاف شركة «إيني» حقل غاز ضخمًا قبالة السواحل المصرية.