ضمن المظاهر والخطوات التي تكشف عدم فعالية إجراءات دول الخصار ضد قطر، والتي بدأت بتقليص عدد المطالب الـ13، أعلنت مؤسسة النقد العربي السعودي، استمرار التعامل بالريال القطري في المملكة، ليتقلص الحصار عمليا على فضائيات العربية وسكاي نيوز وأبو ظبي.
وأكدت المؤسسة عبر بيان لها، أنها لم تصدر أية تعليمات للمؤسسات المالية ومؤسسات الصرافة العاملة في المملكة، تتضمن إيقاف التعامل بالريال القطري منذ قطع العلاقات مع دولة قطر.
وقالت في البيان: «إشارة إلى ما تم تداوله مؤخرًا في بعض وسائل التواصل الاجتماعي بأن المملكة أوقفت التعامل بالريال القطري، نؤكد أنه لم تصدر أي تعليمات للمؤسسات المالية ومؤسسات الصرافة العاملة في المملكة تتضمن إيقاف التعامل بالريال القطري منذ قطع العلاقات مع دولة قطر».
يأتي ذلك الإجراء بعد أيام من إضطرار كلا من البحرين والإمارات إلى فتح ممرات جوية لطائرات الخطوط القطرية، التي شكّلت عقبة كبرى أمام قطر في حركة الملاحة الجوي لها.
وقال أنطوني فيلبين، المتحدث باسم المنظمة الدولية للطيران المدني «الإيكاو»، الثلاثاء الماضي، إنها عملت مع «مختلف دول الشرق الأوسط لضمان الدخول العادل للطائرات المسجلة في قطر إلى الأجواء» منذ إعلان فرض العقوبات على الدوحة في الخامس من يونيو.
وصرح لوكالة «فرانس برس» أنه «تأكّد توفّر خطوط جوية حالية وفتح ممرات مؤقتة أو طارئة» بما في ذلك عبر أجواء البحرين والإمارات.
وتسببت القيود على الحركة الجوية في معاناة سكان قطر، البالغ عددهم 2,4 مليون، و90% منهم أجانب؛ إذ أصبحت الطائرات مجبرة على قطع مسافات أطول.
وقال أنطوني إنّ «منظمة الإيكاو والدول ذات العلاقة تراقب بشكل مستمر الخطوط الجوية المناسبة وإجراءات إدارة حركة الطيران، التي ربما تخضع إلى مزيد من التعديلات في حال الضرورة بالاتفاق المشترك».
بداية التراجع
وفي يوليو الماضي تراجعت دول الحصار «السعودية والإمارات والبحرين ومصر السيسي» عن قائمة المطالب التي وجهتها منذ أكثر من شهر إلى دولة قطر؛ ما طرح علامات استفهام، خاصة في ظل ما شهدته الفترة الماضية من تمسك مسؤولي هذه الدولة بالقائمة، بل ومنحهم قطر عشرة أيام للرد عليها والتهديد باتخاذ إجراءات تصعيدية إذا لم تستجب لها.
ويأتي هذا بعد أسابيع من نشر صحف دولية تقارير تؤكد فشل دول الحصار في الضغط على قطر؛ فقالت صحيفة التايمز البريطانية إنها تتوقع أن تتراجع الإمارات والسعودية عن مطلب إغلاق قناة الجزيرة القطرية ضمن مطالب دول الحصار لإنهائه في سياق سعيها إلى تسوية النزاع.
واستندت الصحيفة في استنتاجها إلى تصريحات خاصة من «نورة الكعبي»، وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني في الإمارات، قالت فيها إن بلادها تطلب إجراء تغييرات جوهرية وإعادة هيكلة في قناة الجزيرة بدلًا من إغلاقها.
كما نقلت عن مصدر سعودي لم يعلن اسمه قوله إنه من المتوقع أن توافق الرياض على هذا المطلب.
ونقلت الصحيفة عن «نورة الكعبي» تشديدها على أن مطلب الدول الأربع المحاصرة شمل أيضًا إغلاق بث الجزيرة باللغة الإنجليزية، التي امتدحت عملها الاحترافي بالمقارنة مع البث العربي.
انتصار الدوحة
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أنّ الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر فشل في تحقيق نتائجه، لافتة إلى أنه يصعب تخيّل أن قادة السعودية والإمارات كانوا يتصورون في البداية أن حملتهم ستؤول إلى هذا الوضع.
وبدل أن يتمكن رباعي الحصار من عزل قطر، توضح الصحيفة: خرجت الدوحة منتصرة بتعزيز علاقاتها مع دول إقليمية، كتركيا على سبيل المثال، بينما رفضت بلدان ضمن مجلس التعاون الخليجي (سلطنة عمان والكويت) الانضمام إلى حملة الحصار.
وضمن استعراض التصريحات التي قدمها مسؤولون رباعي الحصار لتبرير حملتهم، قالت الصحيفة إنهم تعاملوا مع قطر كما لو أنها طفل مشاكس يحتاج إلى تربية، عبر توظيف تهمة دعم التطرف.
وتابعت الصحيفة أنّ الحملة التي قادتها السعودية والإمارات ضد قطر تبدو من منظور عالم الدراسات الجيوستراتيجية للأشخاص البالغين غير قادرة على تحقيق أهدافها.