شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بين الاعتراف ومسايرة السجان.. ما حقيقة مراجعات شباب الإخوان؟

انطلقت وسائل الإعلام المصرية للحديث عن مراجعات فكرية لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين داخل السجون.

ونشرت وسائل الإعلام شهادات مجموعة من الشباب عن مراجعاتهم الفكرية، وتغيير فكرهم داخل المعتقل، وطالب البعض منهم بحل الجماعة، فيما نفت قيادات داخل الجماعة حقيقة هذه المراجعات، مؤكدين أن الشباب يتعرضون لضغوط داخل السجون للخروج بمثل هذه الأقاويل، وأنهم اضطروا للاستجابة لهم هربا من الضغوط التي يتعرضون لها.

مراجعات تطالب بحل الجماعة

ونشر موقع «مصر العربية» شهادة حمزة محسن الصادر بحقه حكم بالمؤبد في قضية عسكرية، ويقضي عقوبته بسجن الفيوم العمومي، حيث قال إن هذه المراجعات تأتي بعد الهزائم الضخمة المتتالية التي لحقت بالتنظيم،  مشيرًا إلى أنه ومجموعة من الشباب في السجون قرروا الخروج من الجماعة بشكل نهائي، مؤكدين أنهم  على قناعة تامة بعدم جدوى وجود هذا التنظيم بشكله الهرمي السري الشمولي.

ودعا محسن، قادة الجماعة الحاليين وأعضاءها لحل التنظيم بأنفسهم واستبداله بكيان تخصصي – غير شمولي – آخر يكون مقننا تحت مظلة الدولة، ومنفصلا تماما في نشاطه الدعوي عن أية أحزاب سياسية، بحسب تصريحاته.

وقال محسن إن المراجعات لم تقف عند حد مراجعة المواقف السياسية فقط للجماعة بل توغلت في الكثير مناهج الجماعة التي كانت تدرس لهم طيلة فترة وجودهم بها .

ولفت إلى أن فترة وجودهم في السجن كانت كفيلة لتدفعهم إلى مراجعة كافة الأمور، مضيفا «بدأت أبحث مع رفاقي أسباب تلك الممارسات الخاطئة؛ فوجدت كما هائلا من القناعات والمفاهيم المغلوطة التي أنتجت تلك الأخطاء الكارثية».

وأوضح أنه من بين الأخطاء القاتلة داخل الجماعة غياب مفهوم النقد الذاتي الذي يخاصم المراجعة وتصويب الأخطاء، والاستعلاء على المجتمع ورفض الانتصاح».

اعتمدت على كتابات الغنوشي وسليم العوا

ولفت محسن إلى أنه هو والمجموعة المشاركة له في تلك المراجعات وثقوا أفكارهم الجديدة، معتمدين على كتابات من وصفهم بالمفكرين البارزين، وفي مقدمتهم الدكتور محمد سليم العوا، المرشح الرئاسي السابق، والدكتور راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة التونسي، والدكتور سعد الدين العثماني القيادي بحزب العدالة والتنمية المغربي.

وأوضح أنه لم تعد تربطهم أي علاقة بالجماعة في الوقت الراهن، لكنهم يسعون للتواصل مع الكثير من الشباب في السجون لإقناعهم بها ودفعهم للعدول عن الطريق الذي يسيرون فيه، مشددا «لو عادت بنا الأيام كنا سنتخذ مواقف كثيرة مغايرة للتي اتخذناها مع الجماعة».

تصحيح للأخطاء وليس مراجعات

وقال الدكتور أحمد رامي القيادي بحزب الحرية والعدالة، إنه طبيعي أن تدور حوارات بين أي تجمع بشري، وطبيعي أن يحدث ذلك في فترات السجون وقد أشار الدكتور عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط، في مقاله الذي نشر مؤخرا لمثل ذلك.

وأضاف رامي في تصريح خاص لـ«رصد»، أنه حتى تكتمل الصورة يجب ألا نغفل أيضا مقالات ورسائل لرموز كان آخرهم أحمد عارف والتي يمكن أن تضع لها عنوانا من كلمة واحدة وهو الثبات.

وأكد رامي أن هذا هو حال الأغلب الأعم ممن هم في السجون وفاء للمبادئ و ثباتا على الحق الذي يعتقدونه مهما تخلل ذلك من تقييم وتفكير في تطوير الوسائل.

ورفض رامي تشبيه ما يحدث داخل السجون حاليا بما حدث مع الجماعة الإسلامية من مراجعات، مشيرا إلى أن الأمر فيه تفاوت يندر أن يؤدي لتكرار ما حدث مع الجماعة، وأن ترويج إعلام النظام عن تحولات فكرية، وأن النظام طرف في هذه المراجعات، كلها أكاذيب غير حقيقية، أو بعض الشباب الذين اضطر أن يستجيب للنظام خوفا من بطشه.

ضغوط على الشباب

ومن جانبه قال أسامة رشدي القيادي بالجماعة الإسلامية، إن ما يحدث حاليا هو ضغط على عدد من الشباب الذي ليس له انتماء سياسي، ولكنه صاحب قضية، من أجل أن يتراجع عن أفكاره، وأن الشباب تتعامل مع مثل هذا الضغط للهروب من مضايقات النظام.

وأضاف رشدي في تصريح خاص لـ«رصد»، أن ما يتعرض له الشباب داخل السجون من مضايقات وتعذيب، يجعلهم يسايرون السجانين ويقبلون بمراجعاتهم، ولكنه ليس أكثر من مسايرة للنظام.

ورفض رشدي مقارنة هذه المراجعات بمراجعات الجماعة الإسلامية في التسعينيات من القرن الماضي، موضحا أن مراجعات الجماعة الإسلامية كانت مراجعات حقيقية، مع جماعة كبيرة لها فكرها وأيديولوجيتها، وأن هذه المراجعات لم تكن تنازلات كما يروج البعض، ولكنها تصحيح لبعض المفاهيم في إطار المحافظة على الفكرة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023