شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

«الإيكونوميست»: علاقات مصر «المفاجئة» مع حماس تثير الدهشة وتسعد «إسرائيل»

حرس الحدود المصري

سلّطت صحيفة «الإيكونوميست» الضوء على العلاقات المفاجئة بين حركة «حماس» والقاهرة والإمارات، قائلة إنها غريبة ومثيرة للدهشة؛ خاصة في ظل العداء المندلع بين مصر و«حماس» منذ عام 2006م، واتهام مصر للحركة بأنها مصدر الإرهاب طوال الفترات الماضية، موضحة أن العلاقات الجديدة بين الجانبين تثمنها «إسرائيل» وسعيدة بها.

وقالت الصحيفة إن الأمر بدأ بعدما سحبت «إسرائيل» جنودها ومستوطنيها من قطاع غزة في 2005، وشعرت مصر بالقلق من أنها ستصبح مسؤولة عن الإقليم الذي يدخل في إطار مسؤوليتها، وبعدما تولت حماس حكم القطاع واصلت مصر الحصار الذي فرضته «إسرائيل»؛ سواء على تدفق البضائع والأشخاص عبر الحدود أو هدم الأنفاق، واضعة القطاع تحت حصار شاق.

وأضافت الصحيفة أنه من الغريب الآن أن تستعد مصر لإنقاذ قطاع غزة؛ فهي تجدد المعبر الحدودي في رفح، وخففت القيود على عبور الحجاج الفلسطينيين الذين توجهوا إلى مكة الأسبوع الماضي بجانب وفد من حماس، إضافة إلى تدفق الوقود إلى القطاع.

وقالت إنّ الأشد غرابة أيضًا أن «حماس» تعمل مع دولة الإمارات، التي تعارض الإسلاميين بشدة وتعتبر جماعة الإخوان منظمة إرهابية، كما تعتقد مصر؛ ويبدو أن دولة الإمارات العربية المتحدة تريد زيادة نفوذها في غزة على حساب قطر، التي عزلتها دول عربية جزئيًا بعد اتهامها بدعمها للإسلاميين.

وقالت «حماس» في مايو الماضي إنها ستنهي ارتباطها بجماعة الإخوان، وغير ذلك حضرت محادثات في مصر مع محمد دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي السابق في غزة والمفضل لدى الإمارات، والذي وصف حماس من قبل بأنهم مجموعة من القتلة واللصوص، وبعد فوز حماس في انتخابات عام 2006 حاول إسقاط الحكومة في غزة وطاردته حماس في عام 2007، وكما قال ممثل المجموعة أثناء حضور محاثات القاهرة «في السياسة لا شيء يدوم».

ووصفت الصحيفة المحادثات التي استؤنفت الأسبوع الماضي بأنها مثمرة بشكل مثير للدهشة؛ إذ عرضت الإمارات على حماس دفعات مالية بقيمة 15 مليون دولار شهريًا لمساعدتها في تخفيف المعاناة في غزة. وقالت حماس بدورها إنّ رجال دحلان يستطيعون العودة؛ على الرغم من أن معظمهم لا يريدون استبدال أماكنهم الفخمة في القاهرة وأبو ظبي بتلك الموجودة في غزة.

ومن نتائجه أيضًا أن سارعت «حماس» في بناء منطقة عازلة على الحدود مع مصر لتعزيز الأمن المصري؛ ما من شأنه أن يهدّئ عبدالفتاح السيسي الذي يعاني من المسلحين في شمال سيناء، مضيفة أن حماس نفسها أصبحت ضحية للأعمال الإرهابية؛ بعدما فجر جهادي نفسه في نقطة أمنية برفح الفلسطينية في 17 أغسطس، ومقتل فردين تابعين لحماس.

وقالت إنّ حجب أميركا المعونات عن مصر بسبب مخاوف متعلقة بحقوق الإنسان لم يمنع السيسي من لقاء جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب وأحد أقرب مستشاريه في 23 أغسطس، وناقش الجانبان السلام بين «إسرائيل» والفلسطينيين. ومن جانبها، «إسرائيل» سعيدة بتعامل مصر مع حركة حماس في غزة ما دامت لا تشكّل أي تهديد.

وأوضحت الصحيفة أنه من غير المتوقع التوصّل إلى سلام أوسع، لافتة إلى التوترات بين دحلان وعباس بعد الانقلاب الأبيض الذي خطط له دحلان مع أعضاء في اللجنة المركزية لفتح وأدى إلى ترحيله خارج الضفة الغربية في 2011، موضحة أن عباس يشعر بالضيق بسبب اجتماعاته مع حركة حماس وترجمت في قطعه تمويل الكهرباء والرواتب عن قطاع غزة.

وختمت بأنّ المسؤولين المصريين يدركون رفض عباس لجهود تحقيق المصالحة بين «فتح» و«حماس»، لكنهم لا يريدون المضي قدمًا من دونه؛ خشية أن يقوّضوا الحكومة الفلسطينية المتناثرة، موضحة أنه قد يُخفف الحصار الذي تفرضه على غزة قليلًا؛ لكن إعادة العلاقات بين الجانبين قد تستغرق وقتًا طويلًا.

المصدر



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023