تعد دولة السودان واحدة من أهم الدول التي علي علاقة اقتصادية قوية بمصر خلال العقود الماضية، ولكن الخلافات الأخيرة بين البلدين أضرت كثيرا بمسار العلاقات سياسيا واقتصاديا.
فمن الناحية الاقتصادية، لوحت المشاكل في الأفق بين مصر والسودان، نهاية عام 2016، من خلال قرار سوداني بوقف استيراد الخضروات والفاكهة المصرية، لعدم سلامتها للاستهلاك الآدمي، والتي قامت السلطات السودانية على إثره بتوضيح وجهة النظر للحكومة المصرية وانتظار نتائج الفحص والتي أكدت سلامة الخضر والفاكهة وقتها.
واتسعت الهوة بين البلدين منذ ذلك التوقيت بسبب تدهور العلاقات سياسيا ومعاودة فتح ملف حلايب وشلاتين من الجانب السوداني مرات عديدة من خلال تصريحات للمسؤولين السودانيين بهذا الاتجاه، إلى أن أصدر نائب الرئيس السوداني ورئيس الوزراء بكري حسن صالح نهاية مايو الماضي، قرارا ينص على حظر دخول السلع المصرية الزراعية والحيوانية إلى بلاده، مع إلزام القطاع الخاص باستيراد السلع مباشرة من بلد المنشأ دون عبورها بمصر، والقرار هذا تأكيد لما أوصت به لجان فنية تتبع لوزارة التجارة السودانية بشكل رسمي.
خسائر مصرية
قال الخبير الاقتصادي، فخري الفقي، لـ«رصد» إن تراجع العلاقات بين مصر والسودان أضر بهما معا، مشيرا إلى أن الخسائر المصرية تتمثل في تراجع الميزان التجاري وخفض نسبه الصدرات للسودان خلال العام المالي الحالي بشكل ملحوظ، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين كان يسجل نحو مليار دولار.
خسائر السودان
ومن الجانب السوداني، سجلت الأسعار ارتفاعات ملحوظة في الأسواق السودانية لاعتمادها على البضائع والسلع المصرية، وتراجع العديد من السلع والمنتجات الرئيسية التي كانت تأتي من مصر، حيث تعد السودان إحدى الأسواق المتنوعة ومنفذًا هامًا للصادرات المصرية.
الصادرات المصرية الممنوعة
الخضروات والفاكهة الطازجة والمجففة والأسماك، وأوراق الصحف المستعملة والألعاب النارية للأطفال، وقطع الغيار المصنعة من المطاط والبلاستيك المستعملة، والأجزاء المقطوعة للسيارات المختلفة، والإطارات المستعملة، والمحركات التي لا توجد بها البيانات الأساسية التي توضح المنشأ واسم الشركة وسنة الصنع ونوع السيارة والموديل ونوع المحرك، والهياكل الخارجية للحواسيب، وهيكل الوحدة الأساسية وأغطية الهواتف المحمولة.
أيضًا الأجهزة الإلكترونية والمعدات الطبية والميكانيكية المستعملة التي بها ملحقات إلكترونية أو كهربائية مستعملة ذات تردد 60 هيرتز، و الصمغ العربي، والفحم النباتي، والجلود المجففة بالهواء.
رد فعل مصر
والتزمت الحكومة في مصر الصمت منذ ذلك الوقت حتي الآن بعد مرور 3 أشهر من انقطاع دخول الصادرات المصرية للأراضي السودانية.
ويستورد السودان من مصر الفاكهة ومنتجات الأسماك، كما أن منتجات عدد من البلاد العربية تمر عبر الأراضي المصرية إلى السودان.