شهدت سوق السيارات المستعملة نشاطا ملحوظا، خلال الـ 8 أشهر الماضية، بالتزامن مع قفزات الأسعار الضخمة للسيارات موديل العام «الزيرو» وعدم قدرة الأفراد على الشراء بنفس معدلات ما قبل التعويم.
وبحسب محمد ولي، مسؤول بقطاع السيارات المستعملة بإحدى الشركات المتخصصة ببيع المستعمل، فإن مبيعات المستعمل بنهاية النصف الأول شهدت زيادة بنحو 45%، ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بنحو 50% مع توقعات بزيادتها بنحو 70% خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وأشار ولي لـ«رصد»، أن نشاط سوق المستعمل ارتفع نتيجة لتراجع الأفراد عن شراء الزيرو بسبب ارتفاع سعره بأكثر من 100%، مضيفا أن زيادة الطلب للمستعمل عمل على زيادة سعره لمستويات كبيرة، من المتوقع انحصار الطلب عندها.
وأوضح ولي، أن الشركات سلكت طرقًا جديدة في توفير السيارات المستعملة، خاصة أنه بعد زيادة الطلب عليها نقص المعروض منها في السوق، موضحا أن من ضمن الطرق المتبعة هي الإحلال والاستبدال.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن مجلس معلومات سوق السيارات «أميك»؛ تراجعت مبيعات سوق السيارات الزيرو بنسبة %47 لتسجل 13.4 ألف وحدة خلال الربع الأول من العام الحالي، مقابل 25.4 ألف وحدة عنه لعام 2016.
أسباب الارتفاع
وأرجعت مصادر لـ«رصد»، سبب ارتفاع أسعار السيارات بالسوق، إلى نقص المخزون لدى الوكلاء والشركات حاليا، بالإضافة إلى قيامهم باستيراد شحنات جديدة في ظل ارتفاع التعريفة الجمركية عليها، بعد قرار تعويم الجنيه وارتفاع سعر الدولار في مصر.
وأكد ولي على استمرار ارتفاع أسعار السيارات في السوق سواء الجديد «الزيرو» أو المستعمل في ظل تسجيل سعر الدولار للمستويات المرتفعة الحالية، مشيرا إلى أنه لا تراجع بالأسعار إلا بتراجع الدولار للمستويات ما قبل التعويم وبشكل دائم.
وكشف عضو شعبة الصناعات المغذية للسيارات بإتحاد الغرف التجارية، حسام عبد العزيز، قد كشف لـ«رصد» أمس، عن تراجع مبيعات السيارات في مصر بنحو 45% مع نهاية أغسطس الجاري، حيث أوضح أن الطلب في السوق سجل انخفاضًا كبيرًا من قبل الأفراد، بالتزامن مع بدء تنفيذ قرار تعويم الجنيه نوفمبر 2016.
وشهدت الفترة الماضية، قيام العديد من التجار والوكلاء بتخفيض الأسعار بنسب بسيطة متفاوتة رغبة منهم في تحريك مياه السوق الراكدة وجذب العملاء، إلا أن ارتفاعات أسعار السيارات والتي تخطت الـ 100%، أدت إلى عزوف الأفراد عن الشراء.