مع اشتداد الأمطار الموسم الحالي في إثيوبيا، والفيضانات في السودان، والحديث عن وجود شرخ بجسم سد النهضة، بدأت المخاوف السودانية والتحذيرات المصرية من انهيار سد النهضة.
فرغم المواقف المختلفة بين حكومتي مصر والسودان بشأن السد، والخلاف السياسي بينهم، إلا أن هذا الأمر لو حدث، سيمثل كارثة على البلدين.
الرئيس السوداني يحذر
من جانبه حذر الرئيس السوداني عمر البشير، من أن احتمال انهيار سد النهضة الإثيوبي سيمثل كارثة للسودان.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك في الخرطوم، مع رئيس وزراء إثيوبيا، هايلي ماريام ديسالين، ذكر البشير، إن «القضايا التي تهم الخرطوم حول سد النهضة تتمثل في 3 نقاط رئيسية، وهي: سلامة جسم السد، وموعد ملء البحيرة (خلف السد)، وبرنامج التشغيل».
وشدد على أن «سد النهضة حال انهياره سيكون كارثة على الخرطوم، كما أن موعد ملء البحيرة يحتاج إلى الالتزام بالمواقيت الزمنية، تفاديًا لتأثر منشآت الري السودانية، وبرنامج تشغيل سد النهضة مرتبط بتشغيل السدود على الأراضي السودانية».
ومضى البشير قائلًا: «ملتزمون باتفاقية 1959، التي قسمت مياه النيل بين مصر والسودان، وحصة مصر من مياه النيل لن تتأثر بقيام سد النهضة».
مصر تخشى
هناك خوف مصري كبير من بناء سد النهضة، وأشار عبد الفتاح مطاوع، خبير الموارد المائية ورئيس قطاع النيل سابقا، إلى أن السد مقام على تربة شديدة الانحدار وبها شقوق وهو الامر الذى يؤدى إلى تسرب نحو 22 مليار متر مكعب اثناء عملية التخزين للمياه فضلا عن 16 مليار متر مكعب سيتم خصمها سنويا خلال الـ 6 سنوات فترة التخزين.
وأضاف رغم أن الاتفاقيات تنص على اقتسام هذه الحصة بالتساوى بين مصر والسودان ولكن السودان سوف تأخذ نصيبها بالكامل لأن المياه تذهب إلى سد «الروصيرص وسنار ومروى» وتحجز السودان حصتها من المياه قبل أن تصل إلى مصر، وبالتالي سيتم خصم الـ 16 مليار م3 سنويا من المياه التى تصل إلى بحيرة ناصر مما يؤدى إلى انخفاض منسوب مياه البحيرة.
وأكد «مطاوع» أن احتمالات انهيار السد عالية لأن به مشاكل انشائية عديدة وفي حالة انهياره سوف يمحو مدينة الخرطوم من الوجود ويستمر الدمار حتى مدينة أسوان، ويهدد الدلتا.
عيوب فنية
ومؤخراً، تحدثت تقارير فنية عن وجود نشع (تسريب) في جدار السد، محذّرة من وقوع كارثة، وأوضحت بالأرقام والإحداثيات والصور الأخطاء الإنشائية في بناء السد، الذي قالت إنه مع مرور الوقت واكتمال بنائه سيكون معرّضاً للانهيار.
وتناولت تقارير صحفية ما قالت إنها صور ملتقطة لسد النهضة عبر تطبيق جوجل ماب (Google Map)، حيث تظهر هذه الصور وجود تسريب في أساسات السد ناتج عن شروخ بسبب الخلطات الخرسانية المستخدمة.
الدكتور محمد حافظ، أستاذ هندسة السدود، قال إن «من السهل جداً لأي باحث أن يزور بنيان سد النهضة مستخدماً جوجل ماب لكي يرى مساحة (النشع) الموجود على الجزء الأوسط الملاصق للجانب الشرقي لسد النهضة»، وهو الجزء الموجود على مجرى النيل نفسه.
وفي تصريحات صحفية، أضاف حافظ: «النشع يعني شروخاً قد تكون ضيقة جداً، وقد تكون باتساع عدة مليمترات، إلا أن عرض الشرخ غير مهم في هذه الحالة؛ فالعرض سوف يتزايد مع تزايد القوى الواقعة على بنيان السد».
وتابع: «حالياً لا يوجد غير جزء بسيط من القوى الرئيسية وجزء صغير جداً من القوى الأفقية، لكن هذه الشروخ ستتزايد تدريجياً مع ارتفاع قيمة هاتين المركبتين لمحصلة القوى الواقعة على بنيان السد».