تهديدات كوريا الشمالية، جعلت الدول الغربية تنتفض في مواجهة صراع محتمل لن يتوقف عند الولايات المتحدة الاميركية بل من الممكن أن يكول أوروبا واليابان وعدد كبير من الدول.
أصبحت الطروحات العسكرية الأقرب إلى الواقع بعد تنفيذ كوريا الشمالية، تجربة صاروخية الثلاثاء الماضي، عبرت فوق أراضي اليابان، واعتبرتها تمهيدا لضرب جزيرة جوام الأميركية، في الوقت الذي قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن الحوار مع بيونج يانج، لم يعد ذو فائدة.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض الأميركي، سارة ساندرس، إن الولايات المتحدة تأخذ كوريا الشمالية على محمل الجد، وتدرس كافة خيارات حل المشكلة.
استعدادات عسكرية في مواجهة التهديد الكوري
تستعد الولايات المتحدة الأميركية، لمواجهة تهديدات وقدرات كوريا الشمالية، عبر اتفاقات دولية، شملت تعزيز القدرات الصاروخية الدفاعية لسيول.
وبحسب وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية فإن الرئيس الاميركي وافق على شراء كوريا الجنوبية معدات عسكرية أميركية تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.
كما سمح مبدأيا بمراجعة الاتفاق الثنائي بين البلدين والذي يسمح لكوريا الجنوبية بامتلاك صواريخ باليستية يصل مداها إلى 800 كم وتحمل 500 كلج، جيث تطلب سيول بزيادة الحد الأقصى للحمولة ليبلغ 1000 كيلوجرام.
وأنهت الولايات المتحدة الأميركية مناوراتها العسكرية المعروفة باسم «يولشي فريدوم جاردين»، والتي استمرت حوالي أسبوعين وشارك فيها عشرات آلاف الجنود من كوريا الجنوبية وأميركا.
وقالت القوات الجوية في كوريا الجنوبية أن التدريب العسكري المشترك يأتي نتيجة لاستمرار بيونغ يانغ في إجراء تجاربها الصاروخية وتطوير برنامجها النووي.
ومن جهتها، طالبت وزارة الدفاع اليابانية، الخميس الماضي، بزيادة قياسية لميزانيتها لتصبح 5.26 تريليون ين (أى ما يعادل 47.8مليار دولار) لعام 2018 المالى، وهي أكبر ميزانية في تاريخها، وذلك فى إطار سعيها لمواجهة تهديدات الصواريخ من قبل كوريا الشمالية.
كما طلبت اليابان من الولايات المتحدة الاميركية، نظاما جديداً للصواريخ المتطورة من نظام الدفاع الصاروخى الباليستى من طراز ««Aegis
تحذيرات من الصراع يطول المنطقة
حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من مواجهة مع كوريا الشمالية، قد تتحول إلى صراع واسع النطاق.
وكتب بوتين في مقال نشره عى الموقع الإلكتروني للكرملين، «من الضروري حل مشكلات المنطقة عبر الحوار المباشر بين كافة الأطراف دون أي شروط مسبقة»، مشيرا إلى أن « الاستفزازات، والضغط، والحديث عن الحرب، والخطاب الهجومي، لن يؤدي إلى أي نتيجة».
بيونج يانج لا تأبه
وبالرغم من التهديدات والتحذيرات المستمرة إلا أن كوريا الشمالية تصر على استكمال برنامجها النووي واختباراتها الصاروخية، غير معنية بالعقوبات المفروضة عليها.
ورجحت تقارير أمريكية وكورية جنوبية، بأن كوريا الشمالية ستجرى تجربة نووية سادسة، في التاسع من سبتمبر، تزامنا مع احتفالات بيونج يانج بيوم تأسيس الدولة.
ونشرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، اليوم السبت، 2 سبتمبر، صور لـ كيم جونج أون، مع مئات العسكريين، في «قصر شمس كمسوسان»، الذي يضم ضريحي الزعيم الأب كيم جونج إيل، والزعيم الجد كيم إيل سونج.
ذكرت صحيفة «رودونج سينمون» الناطقة باسم حزب العمال الكورى الشمالى، في افتتاحيتها اليوم السبت، أن محاولات كوريا الجنوبية، والولايات المتحدة، لتحديد قاذفات الصواريخ المتحركة ليست ذات جدوى، مؤكدة أن الصورايخ الاستراتيجية جاهزة للقضاء تماما على معاقل العدوان والاستفزاز من أى منطقة لا يمكن التنبؤ بها وفى أى وقت.
وسخرت الصحيفة من التدريبات الكورية الجنوبية الأخيرة لرصد وتدمير قاذفات الصواريخ بعد أن وصفتها بـ«المضحكة».