شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رغم قطع المعونة.. أربعة أسباب وراء عودة المناورات المصرية الأميركية

في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة الأمريكية تخفيض المعونة عن مصر بسبب تدهور أوضاع حقوق الإنسان بالقاهرة، جاء قرار استئنافها المناورات العسكرية مع الجيش المصري، ليثير التساؤلات حول طبيعة العلاقات الأمريكية المصرية، ومدى التناقض بين الموقف الأمريكي المعلن والحقائق التي تحدث على أرض الواقع.

وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أوقف عام 2013 المناورات مع مصر احتجاجا على مجزرتي فض اعتصامي رابعة والنهضة كما أوقفت واشنطن صفقة أسلحة لمصر وفق قانون أمريكي يمنع إرسال المساعدات لحكومة غير منتخبة.

وفي عام 2015 أفرجت واشنطن عن صفقة الأسلحة لمصر وأعلنت عن خطط لتغيير برنامج المساعدات المالية وفي 2017 أعلنت عن عودة المناورات العسكرية المشتركة.

خلاف داخل المؤسسات الأمريكية

اعتبر الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، المحلل السياسي، ورئيس حركة «مصريين ضد الصهيونية»، أن استئناف مناورات النجم الساطع بين مصر وامريكا رغم تجميد جزء من المعونة الامريكية، يكشف الخلاف الدائر داخل المؤسسات الامريكية تجاه ما يدور فى مصر.

وأوضح سيف الدولة في تصريح خاص لـ«رصد»، ان البنتاجون، وهو المؤسسة الاقوى فى النظام الامريكى، هو الطرف الأكثر حرصا على العلاقات العسكرية والأمنية مع مصر، وهو موقف ثابت واصيل لم يتغير او يتحور، رغم كل العواصف التى مرت بالعلاقات على امتداد السنوات الست الماضية و ما قبلها ايضا.

وأضاف أن هناك عشرات التصريحات المسجلة والموثقة من مسئولين عسكريين امريكان، تؤكد باستمرار على الأهمية الاستراتيجية للتعاون العسكرى المصرى الامريكى، للمصالح الامريكية، وكيف ان مناورات النجم الساطع كان لها دور مهم وأساسى منذ بداية الثمانينات فى تدريب القوات الامريكية على البيئة الصحراوية مما سهل مهماتهم فى غزو أفغانستان عام ٢٠٠١ وغزو العراق فى ٢٠٠٣.

وأوضح سيف الدولة أنه بخصوص قرار تعليق جزء من المعونة، فهو قرار صادر من الكونجرس ، وعلى الأغلب انه لم يأتِ على هوى العسكريين الامريكان، الذين يشهدون لصالح مصر ولصالح الجيش المصرى ويشيدون بالعلاقات العسكرية بينهما وبالعلاقات العسكرية والأمنية المصرية مع الاحتلال الاسرائيلي كما يشيدون بالتسهيلات والتسهيلات اللوجيستية التى تعطيها مصر للبوارج الامريكية فى قناة السويس وللطائرات الحربية الامريكية فى المجال الجوى الامريكى.

وأشار سيف الدولة أنه أما من المنظور الوطنى المصرى، فلا يزال الضمير الوطنى المصرى يرفض التبعية للولايات المتحدة الامريكية، ويرفض مناورات النجم الساطع منذ بدايتها فى عام ١٩٨١، ويرفض المعونة الامريكية بشقيها العسكرى والاقتصادى ويعتبرها احد الأدوات الامريكية لاحتكار التسليح المصرى وضمان تفوق اسرائيل واختراق العمق المصرى والسيطرة على القرار السياسى.

لا يتناقض مع السياسة الأمريكية

ومن جانبه قال الدكتور أسامة رشدي القيادي بحزب البناء والتنمية، أن مناورات الجيش المصري الحالية مع أمريكا مختلفة كليا من المناورات السابقة، والتي كانت أخرها في عصر الرئيس السابق أوباما، قبل أن يعلقها.

وأوضح رشدي في تصريح خاص لـ«رصد»، أن المناورات الحالية تخص مكافحة الإرهاب فقط، وليس لها علاقة بالحروب، حيث أن أمريكا ترى في الجيش المصري داعم لها في المنطقة في محاربة الإرهاب.

وأكد رشدي أن هذه المناورات لا تعني تناقض في السياسة الأمريكية في ظل قطعها جزء من المعونة الاقتصادية، عن مصر بسبب ملف حقوق الإنسان، واعتبر أن المعونة العسكرية لم تمس، وأنها مستمرة.

وأشار رشدي إلى أن الخارجية الأمريكية كل عام تعد تقرير حول مدى التزام مصر بمعايير حقوق الإنسان، ودائما ما يسقط السيسي في هذا الملف، وفي النهاية تعطي أمريكا استثناء لمصر في هذا الملف بسبب الأمن القومي الأمريكي في المنطقه، لكن هذه المرة لأسباب كثيرة تم حجب جزء من المعونة الاقتصادية، لعدة أسباب منها مشاريع تعديل الدستور بشكل مثير للسخرية للعالم بخلاف علاقات مصر مع كوريا الشمالية.

وأكد رشدي أن السيسي غير عقيدة الجيش المصري من محاربة العدو، إلي محاربة الإرهاب، مشيرا إلي أن صفقات السلاح التي يعقدها وتستنزف الاقتصاد المصري محل سخرية للعالم، من أجل حصول السيسي على شرعية دولية من البلاد التي يشتري منها السلاح، بينما هو فاشل في مهمتة الرئيسية في سيناء.

جيش حروب العصابات

ومن جانبه كشف مختار كامل، المحلل السياسي، عن السر وراء عودة المناورات المشتركة بين مصر وأمريكا على الرغم من تقليص واشنطن المساعدات الاقتصادية للقاهرة.

وقال كامل، في مداخلة عبر سكايب لبرنامج قصة اليوم على قناة مكملين: إن استئناف المناورات العسكري يعكس عوامل عدة أولها التغيرات السريعة في منطقة الشرق الأوسط وثانيها تغيير عقيد الجيش المصري وتحوله من جيش نظامي يواجه العدو الصهيوني إلى جيش متخصص في حرب الإرهاب وحرب العصابات.

وأضاف كامل أن استئناف مناورات النجم الساطع بين واشنطن والقاهرة بعد توقف دام 8 سنوات يؤكد أن هذا التغير في عقيدة الجيش المصري في طريقه للحدوث.

محاولة لتحسين العلاقات

وقال الخبير العسكري ، اللواء طلعت مسلم «أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة تمر حاليًا بفترة غير واضحة وغامضة ،وقد تكون هذه المناورات أحد فرص لاستجلاء هذه العلاقات».

وأضاف الخبير العسكري في تصريحات نقلها موقع «إرم نيوز» أن إجراء المناورات في الوقت الحالي نوع من محاولة استعادة العلاقات بين مصر والولايات المتحدة ،وخاصة من جانب وزارة الدفاع والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وعن كون هذه المناورات مقدمة لرفع تعليق المعونة العسكرية عن مصر ،قال مسلم «قد تكون محاولة ومقدمة لرفع تعليق المعونات لكن هل تنجح المحاولة أم لا.. هذا ما سنراه».

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023