استغلّ ممثلو دول حصار قطر الأربع الاجتماع الدوري لجامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في مقرها بالقاهرة اليوم الثلاثاء لافتعال أزمة جديدة مع قطر.
البداية كانت مع وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، الذي هاجم قطر وزعم أنّها تتحمل وحدها تداعيات تحرّك الرباعي العربي ضدها، بعد الادعاء بأن دول الحصار لم تلجأ إلى اتخاذ إجراءات ضدها إلا بعد سنوات من الصبر، بحسب تعبيره.
وأضاف أنور قرقاش أنّ «نظام قطر لا بد أن يغير سياساته، ويوقف دعم الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول»، وقال إنّ الدول الأربع ستواصل إجراءاتها لحين تغيير التوجه القطري؛ لكنه رأى أنّ «الحل ليس في التصعيد، ولكن بالحوار، والاستجابة للمطالب الـ13 التي قدمتها الإمارات والسعودية والبحرين ومصر».
رد القطري
وردّ وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية «سلطان المريخي» بقوله إنّ مطالب الدول المحاصرة لقطر «غير مشروعة ولا تستند إلى حقائق؛ وإنما إلى فبركات، وأنها ضد القانون الدولي وحقوق الإنسان»؛ الأمر الذي اعترض عليه ممثلو دول الحصار الأربع بالصوت العالي والمنفعل، وأحدثوا بلبلة داخل الجلسة.
وأكّد «سلطان» في كلمته أنّ مطالب دول الحصار «تمثّل مساسًا بسيادة الدول وتدخلًا سافرًا في شؤونها الداخلية»، مضيفًا أنّ «الدول الأربع بدأت في محاولات لانتزاع الشرعية وغيّرت الموقف من دعم الإرهاب إلى تغيير النظام، وحتى إنهم دعوا أحد رجال الأسرة الحاكمة لتجهيزه للحكم في قطر. وتابع: «حتى الكلاب ما سلمت منكم».
وعقب انتهاء الوزير القطري من إلقاء كلمته، طلب التعقيب رئيس وفد السعودية «السفير أحمد قطان» من رئيس الجلسة، الذي رفضها وطلب إنهاء الجلسة الافتتاحية، وترك الردود للجلسة المغلقة.
تدخل مصري
ومن جانبه، طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري بإتاحة الفرصة للرد في الجلسة المفتوحة؛ خاصة أنّ رئيس الوفد القطري تحدّث في جلسة مفتوحة ولم تكن كلمته مجدولة ضمن قوائم المتحدثين، وفق قوله.
وعقّب سامح منفعلًا على حديث ممثل دولة قطر، وادعى بأنه «مهاترات وحديث غير ملائم وتدنٍّ أخلاقي».
تهديد سعودي
بدوره، هدّد ممثل السعودية وسفيرها في القاهرة أحمد قطان دولة قطر، قائلًا إنها ستندم على علاقاتها مع إيران: «هنيئا لكم بإيران، وإن شاء الله عما قريب سوف تندمون على ذلك».
وقال ردًّا على كلمة المندوب القطري: «لا نعمل على تغيير نظام الحكم في قطر، ولكن السعودية قادرة على فعل أي شيء تريده».
ومنذ الخامس من يونيو الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر وفرضت عليها حصارًا بريًا وجويًا؛ إثر حملة افتراءات.
وأبدت قطر في أكثر من مرة استعدادها للحوار وفق مبادئ احترام السيادة، وطالبت برفع الحصار قبل بدء أي مفاوضات، إضافة إلى رفض أي إملاءات.