قال الكاتب السعودي جمال خاشقجي إنَّ «القاسم المشترك الوحيد الذي يجمع الشخصيات السعودية التي تعرّضت إلى الاعتقال والملاحقة من قبل أجهزة الأمن السعودية أنهم لم ينضمّوا إلى حملة التحريض الرسمية ضد دولة قطر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي».
وأضاف، بحسب ما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أنّ «أيًا من المعتقلين لم يدعُ إلى إسقاط الحكومة السعودية أو القيام بأعمال متطرّفة»؛ لكنهم «الصامتون الذين رفضوا الانصياع وراء ركب الحملة الحكومية ضد قطر. لقد رفضوا ذلك، لكنهم لم يتّخذوا مواقف ضد الحكومة السعودية».
وبحسب الصحيفة، أسفرت الحملة التي تقودها سلطات الأمن السعودية ضد المعارضين للتحريض الرسمي ضد دولة قطر عن اعتقال أكثر من ثلاثين شخصًا حتى الآن؛ بينهم رجال دين وصحفيون ومثقفون.
بسبب الإخوان!
وتعرّض الكاتب السعودي جمال خاشقجي منذ الأسابيع الماضية إلى حملة مضايقات وانتقادات في الإعلام الرسمي السعودي ومواقع التواصل الاجتماعي بسبب دفاعه عن «الإخوان المسلمين».
وقال إنّ حملة الاعتقالات التي تشهدها المملكة «عبث لا يوجد أيّ مبرر لها»، نافيًا ما يزعمه داعمو الحكومة بأن المعتقلين كانوا يخططون للقيام بأنشطة معادية لنظام آل سعود.
ويوجد جمال حاليًا في الولايات المتحدة، بعدما تلقّى نصيحة بألا يعود حاليًا إلى السعودية؛ كي لا يتعرّض إلى الاعتقال، بعد تصريحات قيل إنها تسيء إلى علاقات المملكة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حتى عاود الظهور مجددًا الشهر الماضي؛ خاصة أنّ السلطات السعودية منعت قبل أيام نشر مقالاته في صحيفة «الحياة».
وتابع: «لم تكن هناك أي مؤامرة، لم يكن هناك أي مبرر للاعتقالات؛ فجميع المستهدفين لا ينتمون إلى منظمة سياسية أو تيار معيّن؛ بل إنهم يعبّرون عن وجهات نظر مختلفة».
وتأتي حملة الاعتقالات في المملكة في وقت تردّدت فيه أنباء عن قرب تنازل الملك سلمان بن عبدالعزيز عن العرش لصالح نجله ولي العهد محمد، وربط المحللون بين الحملة ورغبة السلطات الحاكمة في الرياض في إسكات أيّ أصوات يحتمل أن تُعارض انتقال السلطة إلى بن سلمان.
