قالت صحيفة «نيوزويك»، إن الدول العربية بدأت في إنهاء حركات المقاطعة لاسرائيل والتي بدأت منذ إعلان تأسيسها عام 1948، وقام ملك البحرين بإعادة فتح الخطوط الجوية لمواطنيه لزيارتها لأول مرة في المنطقة، بينما وجهت السعودية طائرة لترامب من الرياض إلى تل أبيب، في الوقت الذي تهدد فيها إيران إسرائيل بالمحو من الوجود، وهو ما يشكل تتغير في التحالفات بالمنطقة، نتيجة للتغيرات السياسية الأخيرة.
وبحسب ما ترجمت «شبكة رصد»، حذر قائد الجيش الإيراني، من أن بلاده ستضرب على الفور «تل أبيب» عاصمة اسرائيل التجارية، إذا ما ارتكب القادة الاسرائيليون أية أخطاء، وجاء تهديده قبل يوم واحد فقط، من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، للجمعية العامة للأمم المتحدة، لإلقاء خطابه، والذي توقع أنه سيركز فيه، على نفوذ إيران المتزايد في الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة، أن هذا جاء في الوقت الذي تحولت فيه علاقات إسرائيل التقليدية مع البلدان العربية، في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة إلى الاتجاه المعاكس، حيث أفادت التقارير بأن بعض الدول الخليجية أنهت المقاطعة التي دامت عقودا طويلة منذ تأسيس إسرائيل في عام 1948، وما أعقب ذلك من طرد ونزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين.
وكان قائد الجيش الإيراني، «عبد الرحيم موسوي»، أعرب عن معارضة طهران القوية لاسرائيل التي انضمت إلى الولايات المتحدة ودول الخليج العربية في الضغط على المجتمع الدولي لاحتواء النفوذ الإيراني المتزايد بطريقة ملحة، وحذر «موسوي» من أن اسرائيل لن تكون متواجدة على الأرجح خلال 25 عاما، إذا ظلت على مسارها سياستها الحالية.
وقال موسوي: «نحن اليوم، بمشيئة الله، وبثقة وقوة كاملة، مستعدون للدفاع عن المثل العليا وقيم الثورة الإسلامية في كل مكان وعلى أي مستوى”، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية.
واتهمت إيران واسرائيل بعضهما البعض بزعزعة استقرار المنطقة؛ سعيا وراء أهدافهما المتضاربة، في حين سعى الرئيس السابق «باراك أوباما» إلى إشراك إيران في محادثات مباشرة، والتي أفضت إلى المعاهدة النووية التاريخية عام 2015 المعروفة باسم «خطة العمل الشاملة المشتركة»، فقد شارك الرئيس «دونالد ترامب» مع إسرائيل والمملكة العربية السعودية في محاولة لعزل إيران دبلوماسيا. وقد أعرب الثلاثة جميعا عن انتقادات عميقة لاتفاق أوباما.
يذكر أن الاتفاق الذي أشادت به معظم القوى الكبرى الأخرى، فك الحظر عن أموال لطهران بقيمة مليارات الدولارات، كانت مجمدة، مقابل قيود واسعة على برنامجها النووي، وامتثلت إيران للاتفاق الذي أبرمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووزارة الخارجية والتزمت به، بيد أن «ترامب» مازال يسعى إلى تقويض المعاهدة، التي قال هو ومناصروه إنها «ناعمة جدا» بشأن إيران.
وبالنسبة لمعظم دول الخليج ذات الأغلبية السنية، فإن العداوة تجاه إيران ذات الأغلبية الشيعية، فاقت في بعض الأحيان المعارضة التقليدية للأغلبية اليهودية في إسرائيل، ففي العام الماضي، قطعت السعودية والحلفاء الإقليميين علاقاتهم مع إيران تماما.
وفي مايو، اشتركت الإمارات مع اسرائيل في مناورة عسكرية باليونان، وفقا لما ذكرته صحيفة «التايمز الإسرائيلية»، وبعد وقت قصير من توجه ترامب مباشرة من الرياض، إلى تل ابيب، خلال جولة دولية ضد إيران في مايو، رفضت السعودية سريعا صورا لطائرة سعودية في مطار «بن جوريون الإسرائيلي»، وفي يونيو، قادت الرياض تحالفا لمقاطعة قطر، لعلاقتها مع إيران.
كما أعلن العاهل الأردني الملك «حمد بن عيسى آل خليفة» الأسبوع الماضي، أنه لم يعد يؤيد المقاطعة العربية لإسرائيل وقال إن مواطني البحرين يسمح لهم حاليا بزيارتها، والتي تعتبر الأولى من نوعها في المنطقة، وتجدر الإشارة إلى أن البحرين، الدولة الخليجية الوحيدة التى تستضيف أغلبية شيعية، تعرضت لانتقادات من جانب الولايات المتحدة وإيران ودول أخرى لانتهاكها حقوق الإنسان، واتهمت أسرتها المالكة السنية إيران بتعزيز المعارضة في المملكة.
كما يبدو أن الأكراد العراقيين حسنوا علاقتهم مع اسرائيل وأظهروا بعض الدفء تجاهها، قبل إجراء الاستفتاء مثير للجدل لاقامة دولة مستقلة بهم، وهو الأمر الذي استنكرته العراق وإيران وتركيا، وحظي بقلق بالغ في الغرب، وفي الوقت الذي ذكرت فيه التقارير الكردية والتركية أن القادة الأكراد قاموا باتفاق سري لإعادة توطين اليهود الإسرائيليين في شمال العراق في مقابل الدعم الإسرائيلي للاستفتاء المزمع إجرائه في 25 سبتمبر، ويمكن رؤية الأعلام الإسرائيلية في التجمعات المؤيدة لاستقلال الأكراد في العراق.
وكنتنياهو قام ترامب وروحاني، بتسليط الضوء على التحالفات المتغيرة في الشرق الأوسط، خلال كلمتهما بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وكانت إسرائيل أكثر صرامة في معارضتها للوجود الإيراني في سوريا المجاورة، حيث ساعدت إيران الرئيس السوري بشار الأسد على استعادة السيطرة على جزء كبير من الأراضي التي خسرتها قواته لصالح الجهاديين والمتمردين بعد انتفاضة عام 2011. ومع ذلك، فإن المؤيد الرئيسي الآخر للأسد، روسيا، يحمي القوات السورية والإيرانية وغيرها من القوات المتحالفة، المعارضة للمصالح الإسرائيلية والأمريكية.