دعا عبدالفتاح السيسي، مساء الثلاثاء، في كلمة له أمام الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، في نيويورك «الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي»، إلى تكرار تجربة السلام بين القاهرة وتل أبيب، مطالبا بالوقوف خلف القيادة «السياسية الفلسطينية والإسرائيلية» .
وخرج السيسي عن النص بقوله «يد العرب لا تزال ممدودة بالسلام، وتجربة مصر مع إسرائيل ممكن تكرارها»، معتبرا أن إنشاء دولة مستقلة لفلسطين، عاصمتها القدس الشرقية، شرط ضروري لحل أزمات منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق السلام، الذي من شأنه أن ينزع أحد الأذراع الرئيسية للإرهاب.
كما دعا السيسي الشعب الفلسطيني إلى «الاستعداد للتعايش مع الإسرائيليين وعدم الاختلاف وعدم إضاعة الفرص»، وأضاف: «وأوجه ندائي للشعب الإسرائيلي أيضًا، فلدينا في مصر تجربة في السلام منذ أكثر من 40 عامًا، ويمكن أن نكرر التجربة».
وشدد على أن «أمن وسلامة المواطن الفلسطينى جنبًا إلى جنب مع أمن وسلامة المواطن الإسرائيلى يجب أن يتم».
وتابع : «على كل الدول المحبة للسلام والاستقرار، وإلى كل الدول العربية الشقيقة، أن تساند هذه الخطوة الرائعة، وإلى باقى دول العالم أن تقف بجانب هذه الخطوة، التى إذا نجحت ستغير وجه التاريخ».
ووجه السيسي نداءً إلى القيادة الأميركية: «لدينا فرصة لكتابة صفحة جديدة فى تاريخ الإنسانية من أجل تحقيق السلام فى هذه المنطقة».
وتوقفت المفاوضات الفلسطينية– الإسرائيلية، منذ في أبريل 2014، إثر رفض رئيس الوزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين على أساس حدود 1967، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين من السجون الاحتلال الإسرائيلي .
التسوية السياسية في ليبيا
وحول الوضع في ليبيا ، قال السيسي، إنه «لا حل في ليبيا إلا بالتسوية السياسية لمواجهة المحاولات التي توجه تفتيت الدولة، وتحويلها مرتعًا للصراعات القبلية، ومسرح عمليات للتنظيمات الإرهابية، وتجار السلاح والبشر».
وأضاف «أؤكد هنا بمنتهى الوضوح أن مصر مستمرة في العمل المكثف مع الأمم المتحدة لتحقيق التسوية السياسية المبنية على اتفاق الصخيرات، والتي تستلهم المقترحات التي توصل لها الليبيون خلال اجتماعاتهم المتتالية في الأشهر الأخيرة بالقاهرة، للخروج من حالة الانسداد السياسي، وإحياء مساره في ليبيا».
حل سياسي بسوريا
وانتقل إلى الشأن السوري قائلا «إنه لا خلاص فى سوريا الشقيقة إلا من خلال حل سياسي يتوافق عليه جميع السوريين، ويكون جوهره الحفاظ على وحدة الدولة السورية وصيانة مؤسساتها». وأضاف «أن الطريق لتحقيق الحل بسوريا هو المفاوضات التى تقودها الأمم المتحدة، وتدعمها مصر بنفس القوة».
وكان عبد الفتاح السيسي قد التقى مساء الإثنين، برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على هامش لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، لأول مرة وبشكل علني.
وبحسب صحيفة «هآرتس» العبرية، فإن السيسي «أعرب عن رغبته في المساعدة في الجهود الرامية لتحقيق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين في المنطقة».
وأشارت الصحيفة إلى أنه شارك في اللقاء إلى جانب السيسي كل من وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس المخابرات ، خالد فوزي.